المرأة.. وغرس الشهادة

30-12-2018
اعلام الحشد الشعبي
المرأة.. وغرس الشهادة

ما أعظمه من مشهد، وكراديس من الملائكة تستقبل الشهداء، وهم يطوفون بحضرة الطهر والقداسة، عند العتبات المقدسة للأئمة الأطهار عليهم السلام الذين علموا الأجيال معاني الشهادة والإباء، فكان تجديد العهد بأضرحتهم عنواناً للوفاء والثبات على العهد الذي قطعوه على أنفسهم، باذلين أرواحهم فداء للإسلام.
فكانت الشهادة عنواناً كبيراً ومتألقاً بين عوالم الفروض والطاعات الإلهية التي يقدمها الإنسان المجاهد لخالقه (عز وجل)، طالباً رضاه وجنانه الخالدة، وهي بطبيعة الحال غرس طيب لا ينمو إلا في أرض خصبة مهيأة لاحتضان الشهيد منذ نعومة أظفاره، وهذه الأرض هي المرأة المؤمنة بوطنها ودينها، والتي تعمل على رفد الشهيد بكل عوامل العزم والهمة والحماسة، ليقدم أقصى ما عنده من ولاء لوطنه ومقدساته.. وعند انطلاق فتوى الوجوب الكفائي، قدمت نخبة طيبة من النساء الرساليات المؤمنات أولادهن وأزواجهن، وفلذات أكبادهن قرابين لدين لله، ونصرة لأوليائه الصالحين، ولتراب هذا الوطن الجريح...
فقد كنّ بحق النساء العاملات الطائعات الممتثلات لما أوجب الله عليهن من تهيئة أسباب الظفر وتحقيق النصر، وهن يعشن بظروف قاسية في بلد يصارع التحديات منذ الأزل، فتجاوزن بصبرهم وإيمانهن كل المعوقات، وعبرن حاجز التوقعات، فكن المثل الأعلى الذي يُحتذى به.
فهي الأم الصبورة التي تؤدي رسالتها على أكمل وجه، ولا تبخل بتقديم ما سهرت عليه الليالي في سبيل غاية أسمى.. وهي الأخت التي تشاطر أخاها العيش بحلوه ومره، وتقوم بتقديم الدعم النفسي والعقائدي، وهو متوجه لخوض أشرس المعارك ضد الجماعات الظلامية التكفيرية..
وهي كذلك الزوجة التي لا تتشبث بزوجها، ولا تمنعه من أداء فريضة الجهاد، بل تدعو له بالنصر، متناسية إغراءات الحياة وزخرفها، متوكلة على الله تعالى في كل شيء.
إن هذه الفترة العصيبة أفرزت لنا ثلة طيبة من النساء، ادخرهن الله تعالى لبلد الأنبياء والأوصياء، فعملن بكتابه، وأحيين سنته، وجاهدن بالحكمة والموعظة الحسنة، وبالكلمة التي تشد من أزر المقاتلين، وبالتربية الجهادية في إعداد الشباب ليكونوا الدرع الحصينة لوطنهم ومقدساتهم.