الأساليب التدوينية الرخيصة
30-12-2018
لجنة الرصد الاعلامي
الأساليب التدوينية الرخيصة
يستخدم الكتبة المنفلتون الكثير من العبارات الرنانة التي توحي الى جدية التناول الاعلامي الواعي، لكن سرعان ما نكتشف أن هناك لعباً احترافياً يدس بين السطور قصدياته المضمرة.. نعم، الجميع يدرك معنى وجود القوة التأثيرية في المرجعية المباركة، ومقبولية سماحة المرجع الديني الأعلى السيد علي الحسيني السيستاني إنسانياً، ليكون سيفاً عراقياً بيد الشعب. الطاعة الجماهيرية تكمن في مدى إخلاصه للعراق ومحبته للسلام، وقوة شخصيته المؤثرة على العالم أجمع.
كلمة واحدة من سماحته استطاعت إيقاف المد الداعشي، وهذا الموقف معلوم ومسند دولياً، فهو مرتجى العراق وتحولاته للمطالبة بحقوقه المشروعة، فالمرجعية المباركة تمتلك سبل الرشاد: كمقوم اصلاحي، وحين تجد (اللا رضى) المرجعي عن الحكومة تحول الى فعل توبيخي، وبدأ التوبيخ تصريحاً، وهذا يعني رفض المرجعية لكل آلية لا تخدم الشعب والوطن، وهذا هو معنى الدور الأبوي الذي سارت عليه المرجعي.
لكن الكتبة حاولوا عدم جعل المرجعية طرفاً من أطراف الحل، وهذه محاولة لغض النظر عن المؤامرة الكبرى التي أطلقت لنا لعبة الدواعش، والاحتلال، والتصفيات، والقتل، وقطع الرؤوس، وكأن الأحداث الأخيرة التي شهدت الحراك الجماهيري كانت متنفساً لهم عن العار الذي سحق العقال القبلي، ومن هتك اعراض الزمر العشائرية المتنفذة، وبيع السبايا بسبب ذلك، وأهل الاعلام المسيس هم أنفسهم يتحدثون عن الاعلام المسيس، هم يسعون ليحمّلوا المرجعية الشريفة خلافات الساسة، وهم من يشارك في توسيع خلاف التحزبات والساسة.
العجيب في الأمر أن أولئك الكتبة لا ينظرون إلا من ثقب تحزباتهم ومعتقداتهم السياسية، ويتعاملون مع مخالفيهم بطريقة داعشية، هم يكذبون، وهم أول من يصدق الكذبة دون وازع من ضمير تستهويه لعبة الكتابة وتشويه الحقائق بحرفنة الخبرة، ضمن أساليب تدوينية حداثوية، تربك ذهنية التلقي، عساها تقدر أن تغير الموقف الشعبي المدرك، وهذه هي الأساليب الرخيصة التي ما عادت تنطلي على الوعي العام، ولذلك بقيت المرجعية في منزلة القداسة رغماً عنهم، ولولاها لكان العراق في جيب الخليج.