المقالات الملغومة

30-12-2018
لجنة الرصد الاعلامي
المقالات الملغومة
بمقدمة تلميحية يفتتح الكاتب موضوعه الملغوم:
قد تجلب الحساسية الوطنية وعقلية الاجتماع الآنية بعض النقد لما اكتبه وتعتبره هجوما وإساءة للصورة الجميلة التي عليه وحدتنا الوطنية... ومثل هذه المقدمة أعطتنا مفاتيح قراءة لما يعانيه الكاتب من قلق نفسي هو قبل غيره يدرك ابعاد انحرافاته عن جادة الصواب، ثم يختار لخاتمته لافتة شعارية صارخة:ـ مقالي هذا لا ينتفع به الغائبون في ظلمات النفس الانسانية، أو غياهب الصمت المطبق.
هذا التخلف الموجود في عالم الكتابة اليوم، مع لباقة الحرف وجمالية التسطير والتصفيط، وإمكانية الطعن، والتبليس والتركيز على مناطق هشة حسب رؤيته في اية بنية من بنى الواقع مع انتقاءات تلميعية لما يخدم القصدية المضمرة... أفقدت الكتابة بل الثقافة معناها الحقيقي فضيعت مصداقيتها، ولا يمكن لكاتب حقيقي أن يقدم القيمة الجوهرية إلا اذا امتلك الضمير الواعي، وإلا فالوعي المهني لا قيمة له دون الوجدان، كاتب داعشي حتى لو شتم الدواعش في فبركة اعلامية يرى خطابه هو الحقيقة الوحدوية، فكل ما يراه لا يرى غيره او سواه من رأي يتشبث به كحقيقة منفردة، وما سواه هو من الغائبين عن الوعي.
جميع تحليلاته تصب لمصلحة رأيه العتيد ونظرته الصلفة، فنقرأ مفردات وجمل قاهرة:ـ أنا اشك وانا لا اشك مخصومة سلفا، اعتقد جازما ولا اعتقد ابدا هذا هو حد الصواب وبرزخه الثابت عنده، وهذه الطريقة الاسلوبية طريقة استبدادية لا ترى إلا ما تؤمن به، حتى لو اضطر الحال الى تزييف الحقائق، فهو يرى الحالة التضحوية انتحارية والتضحيات يسميها خسائر، ويركز على سؤال في قمة الغباء وهو من الانشائيات المقصودة، وإلا هذا التمكن التدويني لايمكن ان تكون حصيلته اسئلة ساذجة ان لم تكن مقصودة.
يسأل عن غاية عسكرة المجتمع، وكأنه يريد منا ان نرضخ لسقوط العراق الورقة التحليلية التي امتلكها الموضوع المفخخ مفادها ان الحشد الشعبي هو الذي اضعف الدولة، دون ان يذكر الكاتب دور الخيانات العشائرية الدعوات الضالة، الاتفاقات الدولية التجسيسية لقادة الانتماءات المريضة التي هي من مكونات الكاتب نفسه، والجميع يؤكد ان الوجوب الكفائي هو من انقذ العراق شاءوا او أبوا، وهذا بإقرار دولي معلوم، هو يرصد الوجود الايراني في الساحة، ويغفل عن الدور الخليجي التركي الاسرائيلي... كل هذه الفبركة التي ارصدت الواقع بمفردة عين تريد الوصول الى مكامن القلق الحقيقي الذي يعتمر قلب الكاتب، إذ يرى ان الخطر الحقيقي ليس في الدواعش؛ كونهم مرحلة وتنتهي وتبقى المرحلة الاخطر هي الحشد الشعبي، وهذا يعني خوفا كبيرا يهز قلوبهم المرتعشة اسمه انتصارات الحشد الشعبي.