ضمن مبادراتها لدعم الحشد الشعبي
العتبة العباسية المقدسة تضع صناديق تبرع داخل الصحن الشريف
منذ أن أطلقت فتوى المرجعية الدينية العليا في الوجوب الكفائي بالدفاع عن أرض العراق ومقدساته، أخذ المتطوعون من أبناء البلد على عاتقهم تنفيذ هذا الأمر المقدس الذي استطاع قلب الطاولة على المجاميع التكفيرية ومن يقف وراءها بتمزيق مخططاتهم، ولتكون خطوات أبطال الحشد الشعبي المقدس بصمة في جبين التاريخ، وهم يمضون قدماً من أجل تحرير أرض المقدسات من دنس هؤلاء الكفرة، وتستمر الانتصارات والدعم اللامحدود من قبل العتبات المقدسة التي كانت أول المنطلقين في هذا المشروع المقدس، وهي تمد جبهات القتال بالمقاتلين، فضلاً عن الدعم المختلف بالمال والغذاء، فجاءت المبادرات باختلاف صورها لتقديم الدعم، وكان مما أطلقته العتبة العباسية المقدسة أن وضعت صناديق كتب عليها (التبرع للحشد الشعبي) داخل صحن المولى أبي الفضل العباس عليه السلام ، لتنهال جموع الزائرين وهم يؤدون الصلاة داعين الله سبحانه وتعالى أن ينصر المقاتلين الأبطال، ولتكون أياديهم ممدودة الى تلك الصناديق متبرعين بالمال لدعم الحشد الشعبي، صدى الروضتين التقت بفضيلة الشيخ صلاح الخفاجي رئيس قسم الشؤون الدينية وهو القسم الذي انطلقت منه هذه المبادرة، ليتحدث لنا قائلاً:
يحدثنا القرآن الكريم بأن كل من يشارك بالجهاد في سبيل الله تعالى، فإن له أجراً كبيراً وعن أئمة أهل البيت عليهم السلام وما نقل لنا بأن الجهاد له صور عدة، ونحن اليوم نشاهد أبطالنا المقاتلين في جبهات القتال يجاهدون بأنفسهم، تاركين الديار والأهل، وهم على يقين بالفوز بمرضاة الله والحصول على الخلود الأبدي في أعالي الجنان.
أما الجهاد بصورة أخرى هو ما يتمثل بالجهاد بالمال من أجل تقديم الدعم للمقاتلين بتوفير احتياجاتهم الضرورية من مأكل وملبس، ونحن بدورنا ومن خلال الواجب الملقى على عاتقنا، وتنفيذاً لأوامر المرجعية الرشيدة من خلال خطب الجمعة، وأيضاً المطبوعات التعريفية والتثقيفية التي تخص باب الجهاد في سبيل الله، نلاحظ أن مرجعيتنا باتت تحث بشكل كبير على مسألة التبرع للحشد الشعبي، وذلك لسد النقص الحاصل في هذا المجال.
مؤكدا: لاحظنا رغبة الكثير من المواطنين بأن يكون لهم مشاركة بشيء من أموالهم، ولكنها في نفس الوقت تبحث عن الأيادي الآمنة التي من خلالها يطمئن المتبرع بأن ما قدمه سيصل الى الهدف المنشود من هذا التبرع، لذلك انبرى قسم الشؤون الدينية في العتبة العباسية المقدسة الى هذه المسألة.
وقد لاحظنا النجاح الكبير لهذه التجربة، وفاقت التوقع حيث لاحظنا بأن الإخوة المراقبين لهذه الصناديق أخذوا يتصلون بنا في وقت قصير من أجل تفريغ الأموال، نسأل الله تعالى أن يحمي بلدنا ومقدساتنا من كيد المعتدين، وأن يحفظ أبطالنا في الحشد الشعبي والقوات الأمنية، وأن يسدد خطاهم.. إنه سميع مجيب.