بمناسبة اليوم العالمي للبقيع أهالي كربلاء المقدسة يخرجون في تظاهرة استنكار قرب الحدود السعودية

30-12-2018
مصطفى الباوي
انطلق أهالي مدينة كربلاء المقدّسة في تظاهرة مستنكرة جريمة هدم المراقد المقدسة وتعمد إهمالها بالشكل المهين المعروف من قبل النظام السعودي الوهابي، وذلك يوم الثلاثاء الثامن من شهر شوال المكرّم (1435) للهجرة، في موكب الولاء والفداء والفتح لمراقد أهل البيت عليهم السلام، بمناسبة الذكرى السنوية (91) لتهديم المراقد الطاهرة من قبل أيادي الوهابيين والتكفيريين وآل سعود والفتاوى الجائرة التي أرادت النيل من المقدّسات الإسلامية.
اجتمع المشاركون في الموكب عند مرقد العلاّمة أحمد بن فهد الحليّ (قدّس سرّه) في مركز مدينة كربلاء المقدّسة، ومن ثم انطلقوا الى منطقة جديدة عرعر المتاخمة للحدود السعودية، مطالبين المنظمات الإنسانية للوقوف أمام المد التكفيري وانتهاكاته المستمرة للمقدسات.
وقد ألقي البيان الختامي للمتظاهرين متضمناً مجموعة مطالب أبرزها مطالبة الحكومة السعودية برفع أيادي الحزب الوهابي عن العتبات المقدسة بالحجاز وإعادة بنائها، لتكون صرحاً تاريخياً متلائماً ومكانة وقداسة ومنزلة الأئمة الطاهرين عليهم السلام. وقد أحيت التظاهرة بعض الشعائر الحسينية والفعاليات المساندة للمتطوعين من الحشد الشعبي والقوات الأمنية.
وبعد ذلك توجه المتظاهرون لمرقد الإمام احمد بن هاشم حفيد الإمام موسى بن جعفر عليهما السلام لأداء مراسم زيارته وإقامة مجلس عزاء بالمناسبة.
وفيما يلي نصّ بيان الاعتصام:
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الرسول الأعظم محمّد J: «إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلّوا بعدي، أحدهما أعظم من الآخر، كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي ولن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض فانظروا كيف تخلفوني فيهما».
يا أحباب أهل البيت عليهم السلام، إنّ أمّتنا الإسلامية تفخر بتراث أخلاقي قلّ نظيره بين الأمم، جسّده أهل بيت النبوة ومعدن الرسالة بقيمهم وأخلاقهم وسلوكهم مع عامة المسلمين وغير المسلمين، حتى أصبح الإسلام الحنيف يعرف بالقيم النبيلة من خلالهم ومن خلال متابعة سيرتهم العطرة، فأين نحن المسلمون من تراثنا المقدس الذي لا نظير له في العالم؟!
اننا في هذه الأيام نعيش ذكرى أليمة على قلوبنا ألا وهي ذكرى الاعتداء الجبان والسافر على قبور أهل البيت عليهم السلام، وقد أظهر العدو فيها كل حقده الدفين، وكل أساليبه الرخيصة في محاولة منه لإبعاد المحبين عن ذكرى أهل البيت عليهم السلام. وكان يحسب العدو بتصرفه الهمجي بهدم القبور الطاهرة بأنه سيمحي ذكرى هذه الثلة الطاهرة والمقدسة، ولكنه تناسى أن نور الله لا ينطفئ مهما حدث ومهما حاول البعض أن يسلك مثل هذه الأساليب الواهنة.
أيها الجمع الكريم، إننا وفي الوقت الذي نستذكر فيه هذه الذكرى الأليمة لابد لنا من ان نقول ان العصبة الضالة ارتكبت جريمتها وهي تعلم وتعرف حق المعرفة ان هذه القبور لاهل بيت النبي صلى الله عليه وآله وأن القرآن الكريم قد جعل مودتهم الأجر الوحيد لرسالته فقال: (قُل لاَ أَسأَلُكُم عَلَيهِ أَجراً إِلَّا المَوَدةَ في القُربَى‏) سورة الشورى: 23.
وقد بيّن J معنى القربى وشخّصَهم بأعيانهم وسماهم بأسمائهم لأمته وهم أهل بيته الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا، بنص القرآن.. ولكن عصبة الانحراف عن الاسلام تمادت في غيها وطغيانها وعنجهيتها دون خوف او وجل لارتكاب جريمة يندى لها جبين البشرية والانسانية، ولكهنم أبعد ما يكونون عن الانسانية.
واننا هنا نجدد معكم الذكرى ونستذكر معا صبيحة يوم (الثامن من شوال عام 1344 هجرية الموافق 21 نيسان 1925 ميلادية)، هذا اليوم الذي هدمت فيه قبور أئمة البقيع عليهم السلام والقبور والمشاهد المقدسة الأخرى، ومنها قبور جد النبي ووالده وعميه أبي طالب وحمزة وعماته وزوجاته وولده إبراهيم وقبور الأولياء والصحابة الأجلاء، وذلك إثر صدور فتاوى فئة تكفيرية ضالة صنعتها قوى الاستكبار العالمية، لتنفث سمومها القاتلة في جسم الأمة الإسلامية الواحدة فتفرق صفها، وتشتت شملها، فيسهل الانقضاض عليها، استكمالاً لمخطط العدوان الإسرائيلي على الإسلام والمسلمين.
نحن أهالي كربلاء المقدسة، نطالب مجدداً، وبصوت عالٍ وموحّد باسمنا وباسم الأمّة الإسلامية وبالطرائق السلميّة والحضاريّة التي دعانا إليها ديننا الحنيف بما يلي:
1ـ لابد من الاسراع بإعادة بناء ما هدمه التكفيريون من قبور مقدسة لائمة اهل البيت عليهم السلام وأصحابه البررة في المدينة المنورة وسائر آثار النبيّ وآل بيته وأصحابه التي تعرّضت للإزالة تحت أيّ ذريعة كانت. ولابد أن تعلم السلطات السعودية انها هي المسؤولة عن هذا الدمار الذي لحق بهذه المقدسات الاسلامية، وأن لا تتنصل عن مسؤوليتها الشرعية في إعادة إعمار البقيع، فهذه الأماكن ملك لجميع المسلمين دون استثناء، بل انها ملك للإنسانية جمعاء، فلا يحقّ لأحد أن يصادر حريّة المعتقد والقوانين والمواثيق والأعراف الإسلامية والإنسانيّة والدولية.
2ـ الحد من التجاوزات التي يقوم بها المتطرفون من مضايقة وتجاوز لكل فرد يود أن يقوم بأداء مراسيم الزيارة للائمة اهل البيت عليهم السلام، ولابد ان تكون هنالك ادارة تحرص على اداء الشعائر والطقوس الدينية بكل حرية.
3ـ اعتبار هدم المراقد المطهرة جريمة بحقّ الإنسانية والإسلام والتعريف من خلال الاعلام السعودي وبقية النشاطات الاعلامية حول هذه الجريمة النكراء ومرتكبيها.
4ـ كما وأننا ندعو الى أن تقوم الحكومة العراقية وبمختلف الطرائق الدبلوماسية والدولية؛ للتدّخل وبناء البقيع فوراً، ومناشدة منظمة المؤتمر الإسلامي والأمم المتحدة ومنظمة حفظ التراث العالمي «اليونسكو».
5ـ وندعو كافة منظمات المجتمع المدني الاسلامية وغير الاسلامية من التي تدافع عن حقوق الانسان وحرية الرأي والمعتقد الى رفع دعاوى قضائية في المحاكم الدولية، ومنها محكمة العدل الدولية في لاهاي، ضد التكفيريين الذين أقدموا على جريمة هدم البقيع والاستهانة بالمقدسات الإسلامية في الحجاز، فإنّ حفظ المقدسات الدينية حقّ مكفول في الأمم المتحدة لكلّ الديانات.
6ـ تسجيل الآثار الإسلامية في الحجاز عالمياً وفي اليونسكو وغيرها بغية عدم السماح للوهابيين بإزالة ما تبقى من آثار الرسول J وأهل بيته الأطهار عليهم السلام وبناء ما تهدّم منها.
ومن أجل تحقيق هذه المطالب المشروعة، نهيب بالمسلمين عامة وعلماء الدين والمثقفين والكتاب والإعلاميين وشيوخ القبائل خاصة أن يدافعوا عن حقهم بحفظ تراث النبي وآله (صلوات الله عليهم أجمعين) بكل ما أوتوا من سعة وسبيل عبر الأساليب التالية:
أولاً: الالتزام بإعلان الثامن من شوال يوماً عالمياً وتسميته بـ(يوم نصرة البقيع العالمي) والمشاركة في المسيرات والاعتصامات السلمية في جميع انحاء العالم لتعريف العالم بأسره أهمية هذا اليوم في التاريخ.
ثانياً: تكثيف العمل الاعلامي وبكل الوسائل الاعلامية المرئية والمسموعة والمقروءة لنشر مظلومية ائمة البقيع عليهم السلام.
ثالثاً: الاستفادة من التكنولوجيا الحديثة في التواصل والتخاطب مع مختلف شعوب العالم للتعريف بالسيرة العطرة لائمة البقيع (سلام الله عليهم).
رابعاً: تدويل قضية هدم المراقد المقدسة في البقيع الغرقد؛ وذلك من خلال التخاطب مع المؤسسات الدولية والرسمية في انحاء العالم.
خامساً: تشجيع الجماهير لإرسال ملايين الرسائل الالكترونية للأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان ورؤساء الدول وغيرهم.
سادساً: تنشيط مواقع الانترنت الخاصة بالثامن من شوال واستحداث مواقع جديدة.
سابعاً: إرسال الملايين الرسائل النصية والفاكسات للمجلات والفضائيات والسفارات وغيرها.