العتبة العباسية المقدسة تزور القطعات العسكرية في كرمة الفلوجة
30-12-2018
طارق الغانمي
في إطار جولاتها المتواصلة لأبطال الحشد الشعبي المقدس
العتبة العباسية المقدسة تزور القطعات العسكرية في كرمة الفلوجة
عدسة: حسين البياتي
تفقد وفد من العتبة العباسية المقدسة القطعات العسكرية المرابطة في قاطع ناحية الكِرمة شرق مدينة الفلوجة التابعة إلى محافظة الأنبار, وزيارة المرابطين في الخطوط الأمامية ضد العصابات الإجرامية الداعشية. وتأتي هذه الزيارة لمواكبة حركة المجاهدين وسير تقدمهم في جبهات القتال, وتقديم الدعم المعنوي واللوجستي, والوقوف على حجم معاناتهم، بالإضافة إلى تقديم المساعدات الإنسانية بما يسهم من تخفيف الأعباء على المجاهدين المتواجدين هناك. ومن ضمن المحطات التي قام بزيارتها هي (لواء أنصار المرجعية), وهو أحد تشكيلات الحشد الشعبي المقدس الذي سطر أروع الانتصارات في هذه القواطع, واستطاع أن يكبد عصابات داعش الخسائر المتتالية في عدة مناطق من كرمة الفلوجة كعناز ومعيمير وغيرها...
كما استطاع التوغل مئات الكيلومترات وتحرير الأراضي من سيطرة هذه المجاميع المرتزقة، وقدم هذا اللواء عشرات الشهداء والجرحى، وإن جميع المجاهدين في هذا اللواء في هذه المنطقة هم من أهالي مدينة الرميثة في محافظة السماوة، وغير تابعين إلى أي جهة سياسة أو حكومية, ولكن جمعهم حب الوطن وإيمانهم بمرجعيتهم.
الجولة الأولى من هذه الزيارة كانت إلى (معسكر طارق) المطل على منطقة عامرية الفلوجة, واللقاء بمجموعة من مقاتلي فوج أبي الفضل العباس عليه السلام التابع إلى لواء أنصار المرجعية الدينية, الذي ألقى خلاله الشيخ صلاح الكربلائي رئيس قسم الشؤون الدينية في العتبة العباسية المقدسة, كلمة بين فيها:
هذا أقل القليل بأن نأتي ونحضر ونواسي هذه الوقفة الكريمة، وهذه الأجواء الحارة من حرم أبي الفضل العباس عليه السلام , والجميع يعلم مدى تعلقنا بشهامة وكرم قمر بني هاشم، والذي يحدونا حقيقةً, ويؤثر فينا, ويدفع فينا الحماسة بأن نبقى معكم.
موصياً المجاهدين: بأن لا تفارقوا نية الجهاد فهو أعظم وسام تحمله الصدور، فإمامنا زين العابدين عليه السلام يقول: (اللهم انتهِ بنيتي إلى أحسن النيات، وبعملي إلى أحسن الأعمال، اللهم وفر بلطفك نيتي...), إن الإنسان المجاهد في ساحات الجهاد لو مات على فراشه فهو شهيد, ولو مات وهو راجع إلى أهله وإلى داره أو في الطريق ونيته الجهاد إنما وقع أجره على الله تبارك وتعالى، فهذه النية تحتاج إلى شدة الالتزام الشرعي وإلى شدة التمسك بالمبادئ الإسلامية والمحافظة على الصلاة، فلا خير في جهاد من دون صلاة, وأنتم تنتمون إلى أعظم مدرسة في التاريخ مدرسة أهل البيت عليهم السلام, وأنتم تنتمون إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب والإمامين الحسن والحسين, وأمنا جميعاً الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء عليهم السلام، فالسلوك الحسن هو الذي يليق بكم كمجاهدين مرابطين, وهو الذي يليق بكم, لكونكم تنتمون إلى مدرسة أبي عبد الله الحسين عليه السلام مدرسة الإخلاص والجهاد والأخلاق, فهنيئاً لكم أيها الغيارى الأبطال على ما تقدمونه من الغالي والنفيس في الدفاع عن الوطن والأرض والمقدسات.
مضيفاً: إن ثباتكم في هذه المناطق التي تشهد قتالاً عنيفاً مع الزمر الإرهابية عليكم بالصبر والثبات في ساحات المعركة من أجل تحقيق النصر على هذه الزمرة الضالة, ويجب أن يكون قتالكم من أجل العراق وشعبه بكافة أطيافه ومكوناته، وأن تقطعوا الطريق أمام أي شخص أو جهة تحاول زرع الفتنة بين أبناء الشعب الواحد.
مختتماً: جئنا اليوم لنتبرك بهذه الوجوه المجاهدة والمباركة, ونكتسب الهمم منكم، حتى نقدر أن نخدم ونتواصل ونجاهد بكل ما نقدر في سبيل الله تعالى عن طريق توفير الماديات وغيرها، وكذلك أنه تتوقني المشاركة بخدمتكم قدر المستطاع, فاطمئنوا؛ لأن الله (عز وجل) ورسوله الأكرم معكم وأمير المؤمنين معكم والزهراء عليها السلام والأئمة جميعاً معكم.
بعدها كانت هناك جلسة مع المسؤولين والمشرفين على هذا الفوج القتالي في هذه المنطقة للتعرف على أهم الحيثيات والاحتياجات والمتطلبات من السلاح والمؤونة والذخيرة التي تساندهم كثيراً في خوض المعارك الضارية هناك, مع تعهد الوفد العتبة المشرفة بزيارات متكررة لهذه القطعات المباركة.
كما شهد خلال هذه الجلسة حضور آمر لواء التدخل السريع الثاني في شرق وغرب الفلوجة العقيد الركن مرتضى جابر الياسري, الذي بين بعض المعاناة التي تعيشها القطعات العسكرية هناك من قلة في العدة والعدد, سائلين ومناشدين المرجعية الدينية من انقاذ الوضع من خلال حث قيادات الدولة بمتابعة دعمهم عسكرياً ولوجستياً.
صدى الروضتين التقت بالعقيد الركن مرتضى الياسري لتجري معه هذا اللقاء, فتحدث قائلاً:
اليوم تشرفنا بزيارة وفد العتبة العباسية المقدسة إلى قاطع مسؤولية لواء التدخل السريع, وهي زيارة مباركة أثلجت قلوبنا كثيراً وشحذت هممنا, ونشكرهم على رعايتهم المتواصلة بتقديم المساعدات الإنسانية لهذه القطعات, وإن شاء الله تعالى كلنا عزيمة وإصرار على تحرير مدينة الفلوجة بالكامل خلال الأيام القريبة القادمة بقوة وعزم المجاهدين الأبطال من أبناء الحشد الشعبي بالاشتراك مع لواء التدخل السريع الثاني, وقيادة فرقة التدخل السريع, وإن شاء الله نستبشر خيراً في الأيام القادمة.
كما كانت لنا وقفة مع آمر فوج أبي الفضل العباس عليه السلام أبو نور الصافي, فتحدث قائلاً:
نشكر كثيراً العتبة العباسية المطهرة على دعمها غير المحدود, والمتواصل بين فترة وأخرى, وعلى جهودها المبذولة بحضورها الكريم في المناطق الساخنة.
هذه الزيارات ضرورية جداً لدفع عجلة الجهاد نحو التقدم إلى الأمام وتحقيق الانتصارات الكبيرة، لما لها من وقع خاص في نفوس المقاتلين.
وليست هذه المرة الأولى التي يخوض فيها هذا الفوج المعارك, بل كانت هناك مشاركة فاعلة في تحرير مدينة (جرف النصر), أما تواجدنا هنا في معسكر طارق ليس الغرض فقط خوض المعارك, وإنما الإشراف على تدريب الكثير من المقاتلين المنضوين تحت لواء أنصار المرجعية الدينية المباركة, وتخريج عدد كبير لمساندة القوات الأمنية في المعارك مع عصابات داعش المجرمة.
خضنا معارك كبيرة في هذه المناطق حيث كانت لنا وقفة بطولية في تحرير حي الشهداء في عامرية الفلوجة, وتحرير مديرية مرور الأنبار, لذا سنواصل الزحف نحو باقي المدن، ولن نتراجع إلا بتحرير كل المدن المغتصبة من العصابات الإجرامية والتكفيرية الداعشية.
بعد ذلك انطلق الوفد إلى الخطوط الأمامية لمنطقة كرمة الفلوجة, والإطلاع على السواتر المحاذية للعدو؛ فاستقبل الوفد الكريم بحفاوة كبيرة من قبل المجاهدين الأبطال من خلال تقديم الهوسات والعراضات والأهزوجات الشعرية التي تغنت باسم المرجعية الدينية المباركة, وباسم الوطن, وأهل البيت عليهم السلام.
السيد حميد الياسري آمر لواء أنصار المرجعية من أهالي السماوة, أوضح من جانبه قائلاً:
باسم لواء أنصار المرجعية نوجه شكرنا وامتناننا وتقديرنا إلى الأمانة العامة للعتبة العباسية المقدسة لمواقفها المشرفة، فمنذ اليوم الأول الذي قدمنا فيه إلى هنا, وإلى الآن تتواصل زياراتها باستمرار لتقديم المؤن والذخيرة والسلاح والأموال، فكان هناك أكثر من عشر زيارات لوفد العتبة المشرفة لهذا المكان, وكذلك كانت هناك زيارات متكررة لوفد العتبة الحسينية المقدسة, والعتبة العلوية المطهرة.
في الحقيقة عندما تصل هذه الوفود المباركة من العتبات المقدسة نشعر أن من يقف على هذه العتبات المقدسة وينطلق منها أنه مع الجهاد والمجاهدين، وتعطينا الدفعة الكبيرة والمعنويات العالية بمواصلة الجهاد، وإن هناك اهتماما خاصا وكبيرا من هذه الأماكن المقدسة وخاصة تواجدهم معنا وتفقدهم السواتر الأمامية في هذه المناطق, لذا نقول لهم شكراً من القلب, ومن لواء أنصار المرجعية من أهالي السماوة إلى العتبة العباسية المشرفة, وإلى أمينها العام سماحة السيد أحمد الصافي (دام عزه) لدعمهم الكبير لنا.
أما الأستاذ محمد العيساوي نائب رئيس مجلس محافظة المثنى والذي كان من ضمن صفوف المجاهدين المتواجدين هناك, فقد بين قائلاً:
إنه من دواعي السرور والشرف أن نقف مع إخواننا وأحبابنا الإخوة المجاهدين في لواء أنصار المرجعية البطل الذي قدم التضحيات, وساهم مساهمةً كبيرةً في حفظ أمن بغداد, وحزام بغداد, والتصدي لقوى الظلام والإرهاب وتكبيدهم خسائر كبيرة.
اليوم نتشرف كثيرا بزيارة وفد العتبة العباسية المقدسة إلى لواء انصار المرجعية الدينية في قاطع كرمة الفلوجة, لذا نشكرهم كثيرا هذه المبادرة الطيبة التي تبعث المسرة والبهجة في النفوس.
ومن الجدير بالذكر: أن مقاتلي هذا اللواء المجاهدين الأبطال يرابطون في هذه المنطقة منذ أكثر من عشرة أشهر, وقدموا الكثير من الشهداء والجرحى وعانوا وتحملوا في سبيل الله تعالى كثيراً, ولا يزالون يتمتعون بنفس المعنويات العالية وبنفس الهمة والعزيمة التي أتوا بها من اليوم الأول, ولا زالوا كلهم عزيمة وإصرارا على تحقيق الانتصارات, والمشاركة في عمليات جديدة, ورهن إشارة المرجعية الدينية في الخوض الكثير من المعارك لتحرير هذا البلد من براثن العصابات التكفيرية.