الوجوب الكفائي والموجه الانساني
30-12-2018
علي الخباز
الوجوب الكفائي
والموجه الانساني
تختلف موجهات الوجوب الكفائي عن أي استنفار عسكري آخر حتى لو كان شعبياً، بما يمتلك هذا الوجوب من قيم جوهرية أذهلت الكون، ويعني دخول الحرب من أجل السلام. والمعروف في كل دول العالم أن الحرب لا أخلاق لها، فهي تجيز جميع الوسائل الممكنة التي توصل الى النصر، بينما المكون الاخلاقي المرتبط بفكر اهل البيت عليهم السلام الذي لا يجيز للحرب أن تأخذ من انسانية المقاتل، ومثل هذه الأخلاقيات ستصعب مهمة المكون القتالي، وخاصة عندما تكون الحرب مع القتلة والأفاكين وآكلي لحوم البشر والمتفنين بدم الانسان لاعبي الكرة برؤوس الشهداء وجميع رموز القسوة والشر.. وقادة الحروب الكونية كانوا يرفعون شعار (لا عدو بعد الموت)، وداعش التي تدعي الاسلام تتفنن بالتمثيل وهتك الاعراض وزرع الرعب.
والحشد الشعبي المؤمن مطالب منه ان يتصرف ضمن هويته المؤمنة، فنجده اندفع في سوح القتال ليشكل انعطافة كبيرة في مسار العمليات العسكرية والتي بدأتها داعش بحرفنة ميليشيات مدربة ومرتزقة دول لها امكانيات وتجهيزات عدة جيوش، وفتح اموال من حكومات عديدة، ومخططات قادة دوليين في مساندة أهل الخيانة ودعم معنوي شرعته الطائفية ندمت اهالي تلك المناطق عليه بعدما استوعبت الدرس.
وهذا يعني ان الوجوب الكفائي عقد برؤى انسانية في لحظة تاريخية حرجة ومصيرية حملت مسؤولية العمق الاجتماعي، فأعادت أولاً بناء الروح المعنوية القتالية، وضخ الجماهير بزخم جديد وقوي انعكس على التغيرات التي شهدتها احداث الحرب على الارهاب في الكثير من المدن استطاع فيها الحشد من كسر شوكة الارهابيين ودحرهم وسجل للتأريخ مواقف مشرفة مع انه كشف عن لا انسانية هؤلاء الدواعش امام الملأ؛ كونهم عبثيين لا يحملون أي هدف انساني.. وهذه العبثية تشكل اولى مرتكزاتهم، والذي يعني نشر ثقافة الخوف بين الناس.
ونجح هذا التمثيل في بعث روح اليقظة والحماس وخلق استجابة جماهيرية هبت لإنقاذ مدن عراقية تشيد اركان لحمة وطنية. وقدم الحشد دورا فاعلا حقق الكثير من الانتصارات المؤثرة مما اغضب الكثير من تجار السياسة وأهل المصالح، فسعوا إلى طعن اهم الصفات التي يتحلى بها الحشد الشعبي وهي السمعة الحسنة، فأثاروا اباطيل تسيء لسمعة الحشد المبارك للتشويش على هذه الانتصارات، وهو الحشد الذي تعامل بسلوكيات متقدمة لأصالة هويته الانسانية، وفعلا نالوا اعجاب اهالي المناطق المحررة. لقد قدموا صورا انسانية، فإذا ما تغنى احد ببطولات بلاده، نحن سنرجز بإنسانية هذا الوجوب الكفائي، وهذا الحشد الانساني المنتصر والخارج من الحرب بضمائر طاهرة نظيفة.