المرأة والوجوب الكفائي

30-12-2018
ألق علي
كان وما يزال للمرأة دور مهم في كل مراحل الأزمنة، وفي جميع مجالات الحياة، وخاصة في الأوقات الحرجة التي تمر بها الامة الاسلامية، فهناك نساء جليلات تخلدن عبر مواقفهن الانسانية الكبيرة، وبعضهن له مشاركات فعلية في القتال، فبرهنت المرأة صلابتها من اجل الدين وقوة صبرها، وهي تقدم التضحيات وقدرتها على تحمل اهوال وآلام جمة مستمدة قوتها من نساء الايمان نسوة اهل البيت عليهم السلام ، قدوة نساء العالم بالشجاعة والإقدام والمواجهة، البعض ما زال يعكس حنوها كدليل على الضعف والاستكانة.
وهذا الحنين وأنين الأمهات هو الذي صنع وربى وقدم لساحات الميادين أبطالاً شجعاناً أقوياء، اليوم هبت المرأة بما تمتلك من مزايا الصلابة، لتمثل أروع أدوار البطولة في تلبيتها لنداء المرجعية المبارك، فاستقبلت فتوى الوجوب الكفائي بروح صابرة، وهي تعطي ولدها وزوجها وأباها وأخاها حافزاً للمضي قدما في الدفاع عن المذهب والعقيدة عن ارضه ووطنه..
ولم تقتصر عن اعطائهم الحافز للمضي قدماً في الدفاع عن المذهب والعقيدة والأرض والوطن، ولم تقتصر عن اعطائهم الحافز، بل هناك من بادرت الى مواجهة العدوان بنفسها أمثال: نساء آمرلي، وضحت بنفسها، وقاتلت وقدمت قرابين فخر وجود، وأهدت ما تملك من زينة، وما تخزن من ذخر يقوم غدها المجهول دعماً للحشد الشعبي.
وهناك الكثير من القصص التي تعيش في ذاكرة الجميع عن أمهات وزوجات، تروي الرواة عن امرأة عجوز كبيرة في السن، كانت تؤدي مسيرة الأربعين المباركة والناس تستعطف حالها فتنصحها بالكف عن المسير وقفت عنيدة، لتقول لهم:
لا أحد يستضعف حالي أنا أسير بقدميه..
بقدمي ابني الذي استشهد دفاعاً عن الدين..
ابني الذي استجاب لنداء المرجعية المباركة..
ابني الذي كان معتاداً لزيارة الحسين عليه السلام في كل سنة في الأربعين..
وامرأة اخرى عند مداخل كربلاء، اتصلوا بها ليخبروها باستشهاده، فأعدته شهيدا من شهداء النصرة الحسينية، شهيدا لبى نداء المرجعية، ولم تقطع سبيل زيارتها، وهي تصرخ: يا حسيناه..
وبعدما اكملت زيارة الحسين عليه السلام التفت صوب بغداد وصاحت: ولدي.. امرأة هي التي قدمت فلذة كبدها دون ان تحسب كيف ستؤول امورها وهي بهذا العمر، بل كان كل همها ان تحافظ على مسيرة الإباء، مسيرة التحدي والصمود، مسيرة مذ كانت املاك السماء تبكي لمصيبتها، وهي كالجبل صامدة لم تهتز ولم تضعف، بل هي من هزت عروش الطغاة..
فسلام الله على زينب الحوراء، وسلام الله على من تأست بها وجعلتها قدوتها في هذه الحياة بالوصول الى رضا الرحمن.