الوجوب الكفائي والطابع الشمولي

30-12-2018
علي الخباز
خلع جندي بسطاله على منصة الرئيس في إحدى دول العالم، وفي تاريخ من التواريخ الحديثة، عندما انتخى للحرب باسم حزب من الأحزاب، ولم ينتخ باسم الشعب أو الأمة.. عذراً سيدي الرئيس، أنت تحارب باسم حزبك، وأنا أريد أن أحارب باسم بلدي..؟ عندنا في العراق الكثير من هذا النمط السياسي والقيادي، ممن يفضل حزبه وطائفته ومدينته على الهوية الأسمى والأشمل، قادة يشترطون شروطاً لمقاتلة أعداء الله والوطن، أحد أولئك القادة يطالب بعدم مشاركة الحشد الشعبي في تحرير الموصل او سينسحب من القتال هو وأهله..! وهذا يعني أن إشراقة الوجوب الكفائي قد أضرت بمصالح الكثير ممن أراد استغلال هذه المحن لمصالحهم الخاصة، بما امتلك الوجوب الكفائي المرجعي من نفس شمولي، وهذا هو الذي أغاظ الكثير من الهويات الفرعية المتفرعنة.
المرجعية المباركة التي أطلقوا عليها لصبرها بالصامتة، واليوم يريدون أن يغيروا هويتها وهوية هذا الحشد الشعبي الغيور الذي ما تبع يوماً لطائفية ما، وإذا شكلت بعض الأقاليم جيوشها، فالوجوب الكفائي أعلن صرخة أمة، لتقول لهم: عذراً.. أنتم تقاتلون بأسماء تجمعاتكم وأقاليمكم وعشائركم وأحزابكم، وأنا أريد أن أقاتل باسم بلدي ولحماية ديني من عبث العابثين.
كان الوجوب الكفائي دعوة شاملة الى التطوع لا تقتصر على فئة دون أخرى، تشمل العراقيين بمختلف هوياتهم، عشرات الآلاف من أبناء السنة التحقوا بالحشد الشعبي؛ لكونه أسس العنوان الرئيس لتحرير العراق.
والغريب بالأمر، أن من يرفض الحشد الشعبي معنون لفئة ولجهة وعنوان، المرجعية المباركة لا تريد نصراً يجزئ العراق، بل تسعى إلى نصر يجمع الناس في عراق جميل، نهوض الوجوب الكفائي فسر للعالم معنى الغيرة العراقية الوثابة التي لا تقف أمام قضية الوضع الاقتصادي لبلد سرقوا خيراته، ولا تخضع لأي من القوى المتناحرة بدم العراق والعراقيين.. هي صرخة شعب أفزعت المتحزبين، فتركتهم بعميهم يعمهون.