المرجعيّةُ الدينيّةُ العُليا تُجدّد دعوتها للتدريب على حمل السلاح والاستعداد لدرء المخاطر المحدقة بالبلد..

30-12-2018
خاص صدى الروضتين
المرجعيّةُ الدينيّةُ العُليا تُجدّد دعوتها للتدريب
على حمل السلاح والاستعداد لدرء المخاطر المحدقة بالبلد..

تعيش الأمة حرارة الصراع، ووهج التصدي لعصابات الظلام التكفيرية، في مواجهة ليست بالجديدة على شعب الرافدين الذي محصته الظروف والويلات منذ مئات السنين، فكانت القيادة الرشيدة للمرجعية الدينية المباركة العقل المدبر في حل الأزمات، وضخ الحياة في عروق الأمة ووجدانها، وتهيئتها نفسياً ومعنوياً وعقائدياً لأخذ زمام المبادرة، والتصدي بقوة لكل مشاريع التشرذم والتقسيم وضياع الهوية...
فقد جدّدت المرجعيّةُ الدينيّةُ العُليا من خلال خطبة الجمعة في الصحن الحسينيّ الشريف والتي كانت بإمامة سماحة السيد أحمد الصافي (دام عزه) دعوتها للتدريب على حمل السلاح، والاستعداد لدرء المخاطر المحدقة بالبلاد، وكان خطابُها موجّهاً هذه المرّة لطلبة الكلّيات والمعاهد والمدارس الإعدادية والمتوسّطة للعمل على استثمار العطلة الصيفية الاستثمار الأمثل والأصحّ، وتسخيره في خدمة الوطن، حيث بيّن السيّد الصافي من جملة ما ورد في الخطبة أنّه:
"على أبنائنا في الكلّيات والمعاهد وطلّاب المدارس الإعدادية والمتوسّطة أن يستفيدوا من أوقات التعطيل، فإنّ الوقت نعمةٌ وعلينا أن نستثمره الاستثمار الأمثل والأصحّ، فبالإضافة الى التفوّق في أيّام التحصيل والدراسة كذلك يجب أن يكون في أيّام التعطيل، ولعلّ من جملة الأمور التي ينبغي أن تتحقّق في العطلة هو السعي الحثيث للدخول في دوراتٍ تطويريةٍ فكريةٍ أو ثقافيةٍ وفي مجالاتٍ علميةٍ اختصاصيةٍ وأخلاقية، لغرض الاستزادة من هذه المعارف النافعة وتشكيلِ حلقات، وعقدِ محاضراتٍ للتثقيف على المواطنة الصالحة والاهتمام بالبلد والإسهام في الحفاظ عليه، والتدريب على حمل السلاح والاستعداد لدرء المخاطر عنه لو تطلّب الأمر ذلك، وكذلك القراءة الجيدة لما يدور من أمورٍ من حولنا وزيادة الوعي والإدراك، فأنتم اليوم طلّاب ومسؤوليّتكم محدّدة وغداً تكون مسؤوليّتكم أكبر عندما تكونون في مواقع متقدّمة لخدمة شعبكم إن شاء الله تعالى".
ويُذكر أنّه في خطبة سابقة من الصحن الحسينيّ الشريف وكانت بإمامة سماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي (دام عزه) قد بيّنت المرجعيّةُ الدينيّةُ أنّه:
علينا أن نستعدّ الاستعداد التامّ، ونربّي أنفسنا ونربّي أرواحنا ونقوّي اعتقادنا ومعرفتنا بالإمام وندرّب شبابنا على القتال.. إخواني.. كما أنّ هناك مقاتلين الآن في جبهات القتال، فالبقية مطلوبٌ منهم أن يتدرّبوا وأن يجهّزوا أنفسهم، هذه الظروف التي نمرّ بها لا نعلم متى يكون الظهور، ولا نعلم الى كم ستستمرّ هذه المعركة المصيرية مع عصابات داعش.. هناك مقاتلون الآن تركوا الأهل والمال والولد وكلّ شيءٍ في سبيل الدفاع عن أعراضنا وعن مقدّساتنا، ما المطلوب من البقيّة؟ الدعم الماديّ والدعم المعنويّ والدعم النفسيّ وفي نفس الوقت الاستعداد المتواصل والمستمرّ، يعني الذي لا يشترك هذا الاستعداد التامّ للفترة القادمة أن يكون هناك تدريبٌ مستمرّ للشباب وتدريبٌ مستمرّ للرجال والتهيؤ الدائم حتى نستطيع أن نواجه كلّ الاحتمالات المستقبلية، وهذا يدخل في ضمن الاستعدادات لدولة الإمام (عجّل الله تعالى فرجه الشريف)".
إن تلك القراءات الشريفة - والتي من شأنها إعداد العدة وتهيئة أسباب المواجهة - تمد المجتمع بكل مقومات البقاء وإدامة النصر، فالتحذيرات التي تطلقها المرجعية الدينية المباركة من شأنها الإبقاء على حالة الاستنفار والتعبئة الإيجابية، والتي من شأنها رص الصفوف، وشحذ الهمم والتي من الممكن أن تصبح منهجاً وحالة صحية حتى في أوقات السلم؛ لأن الاستهداف يأتينا من كل التوجهات، تارة لخيراتنا، وتارة لإفشال تجربتنا السياسية حديثة العهد على مستوى المنطقة التي تتسم قوانين الحكم فيها بالتفرد بالسلطة، وتارة لأننا منهج حق، منهج يدعو للوسطية والاعتدال واحترام الآخر، وهذا ما ترفضه قوى الظلام التكفيرية القائمة على الإلغاء، والتفرد بالمذهب والرأي وقتل الآخر..!