الحشد الشعبي.. وفضائيات الفتنة

30-12-2018
علي الخباز
الحشد الشعبي..
وفضائيات الفتنة

صوت نشاز يتصارخ عبر الفضائيات، ليعلن عبر الفضائيات أن الأنبار خط احمر على الشيعة، وإبعاد المكون الشيعي عن حدود ما يسمى السني.. وبعيدا عن ما يحدث على ساحة الميدان من تقدم أو تأخر، وإنما علينا ان نقف امام هذين المفردتين بشيء من التأمل، فالتقدم اذا كان لداعش - لا سمح الله - يعني هي خطوة للقضاء على المكون السني نفسه قبل المكون الشيعي، وهذا ما اثبتته التجارب، فهو لا يستثني احدا من جرائمه، وقتل الكثير من ابناء السنة، وهجر واستباح الحرمات والمقدسات، وأساء للأعراض.
ونجده يدمر البيوت بدم بارد، فهو لم يصدق يوماً في شعاراته الموهومة بالدفاع عن السنة، والقضية الان اصبحت مكشوفة لا تحتاج الى أدلة وبراهين، وأصبح هناك رأي عام غير معنون بطيف أو هوية، رافض لمنهج داعش وسلوكايته الاجرامية، وإذا انكسر داعش وولى سيعود العراق معافى موحدا ينعم بالأمان، بعدما تنتهي موجة التحريض والتشبيه الحقائق ودعم اللامحدود من انظمة الخليج السياسية.
السؤال الذي لابد أن نواجه به اصحاب هذه الاصوات النشاز، ممن يسعون لتهميش الحشد الشعبي وخاصة بعدما كبرت مخاوفهم لما تحقق من انتصارات في محافظة صلاح الدين.. لماذا صورتم للعالم أن الحشد الشعبي هو عصابات سلب ونهب، يستبيح الحرمات والأعراض، وتناسيتم ما يحدث على يد داعش من انتهاكات يندى لها جبين الإنسانية؟
والله عيب.. كيف اصبح اهل السياسة وشيوخ العشائر يستنجدون بواشنطن وانقرة وعمان والرياض والدوحة وأبو ظبي، وكأن الدعم الذي يمولونه لا يكفي لمواجهة الحشد الذي باغتهم وجوده، ولم يكن ضمن خرائط الحساب..! هذه الاصوات لا تستحتي وأصبحت اضحوكة للعالم، تطالب بتسليح المكون السني، والسلاح تم تسليمه تبرعات من قبل بعض المشايخ الى الدواعش، وهذه معلومة عند الجميع، يريدون ان تدار العمليات العسكرية لتحرير الأنبار من تنظيم داعش بزعامة أمريكا..! لكي ترفع الادانة عن المتورطين بدعم الارهاب، وهم مجاميع كثيرة هاربة من وجه العدالة، بعدما خانت وغدرت وباعت اوطانها.
فمن ذا الذي وضع الخط الاحمر رافع العيساوي أم اثيل النجفي؟
وأخيراً.. لعزل هذا الصوت النشاز، هو صوت لا يمثل سنة الانبار بشيء، فشيوخ ووجهاء وعشائر الانبار هي التي طالبت بدخول الحشد الشعبي إلى محافظاتهم، مجلس المحافظة وكبار الشخصيات السياسية والعشائرية السنية، فالجميع يعلم ان غياب الحشد الشعبي عن الانبار سيعرضنا الى مزيد من الدماء، وهذا الطلب سجل عالميا بأنه خطوة سليمة لكسر الخطوط الحمر والزرق والعراق للجميع.