إعلام بلا ضمير
30-12-2018
علي الخباز
إعلام بلا ضمير
الإعلام حالياً يشكل الفعل الأخطر تداولاً في عالم الحروب بما يمتلك من قابلية الانتهاك والافتراس، وصناعة الفرقة والطائفية والفتن، حتى بات الإعلام الحر تخريباً حاسر الرأس، استطاع أنصاف الكتاب من الكتبة الطائفيين أن يستثمروا فرصة ضياع المحتوى الموضوعي والإبداعي لإثارة هذه الجلبة السياسة المفتعلة في واقع غير مسبوق من الفوضى والارباك، فحلقوا في فضاءات القسور الاعلامي، بجناحي النعرات الطائفية، واستخدموا معايير خاصة بعدما غيّروا دلالاتها، فصارت بمفاهيم ورؤى خادعة لا تمت الى حقيقة معناها بشيء كمفهوم الوطنية الذي صار يعني لهم الخيانة وبيع الأرض والعرض، وحوصرت هذه المعاني بنخبوية العمي وموت الضمير، والوطنيون هم أولئك الجاهلون القانعون بمذلاتهم، وارتضوا الذل المهين.
ومثل هذا الانحطاط الفكري صار ديدن الاعلام المنحرف البعيد عن أخلاقيات الدين: كالالتزام بالمصداقية وبالعيب والحرام، والتزم صرامة البغي، فتجاوز على الحقيقة، فصيّر عنواناً جديداً للشرف..! الوطنيون الشرفاء في عرفهم هم تجار الدم والحروب، السفاكون القاتلون، هم ينظرون دون بصيرة لقيادة الأمور، فأوجدوا قيادات غير معترف بها إنسانياً، كان لها في الأمس القريب دور مخرب كبير، فقد عاث انصارها فساداً واقعياً، ومثل هذه المرجعيات السياسية يسميها الاعلام بالدينية لمجرد ارتداء الزي الهاشمي، ويشير لها بالوطنية، وهي معترك الجبن والخسة والخيانة والضعة والفساد، وقد انكشفت للناس مخازن التسليح ومصادر التمويل والغايات والأهداف ورايات داعش المصفوفة في الدواليب، بانتظار غد ظنوه قريباً..!
اليوم يجيء الاعلام المنحرف ليعامل مثل هذه الشواذ بالوطنية والجهاد ضد داعش، ويطالب هذا الاعلام بضرورة تسليح انصاره بالأسلحة، لغة غريبة حملها الاعلام الجديد، ويرى أن لابد من تسليح أكراد الشمال، وتسليح المقاتلين من أهل الموصل والرمادي وأهالي صلاح الدين... يروجون لتسليح هذه العشائر دون أن يشعروا ضررا يهدد الأمة، لكن تسليح الحشد الشعبي هو الوحيد الذي يضر بالوطنية..؟!
لو امتلك الإعلام المنحرف شيئاً من الضمير، لأقر بمنجزات الحشد الشعبي، وما قدمه من تضحيات ليحرر مدناً أهلها هم من جلبوا داعش..! وطالب الاعلام المنحرف بتسليح العناصر الوطنية الشريفة، المشكلة انهم ارتضوا الذل والمهانة، وقبلوا بوصاية الاجنبي ودول الخليج والشيشان والأتراك؛ كي يهزوا مجد الشيعة، ولو انصفوا مع الشيعة لأنصفوا مع أنفسهم، ولصار الاعلام وطنياً دون تطرف.