تناثرت قُبب النجباء، على أرض الإرهاب، كأنها أشلاء الأتقياء، لتعيد صور العنف، ومسيل الدماء، التي شهدتها معارك الجور الأموي بحق أهل البيت عليهم السلام، فحزت بفعلتها الشنعاء رقاب السلام، وشوهت نضارة الإسلام، فهذه القباب يدق في عرقها نبض الضمائر، فأمست تذروها الرياح، كأنها خدور الحرائر في كربلاء، وصوت الفجيعة، لم يزل يقرع الأسماع، بشجي النداء، يشكو الغربة في الأوطان.
هذا حال قبور المعصومين والنجباء والأولياء والصالحين عليهم السلام في أرض لم تعرف الاحترام والتقدير لآل الرسول J سوى القتل والتكفير والتفجير والتهديم... إنها أرض البقيع التي تصرخ وتنادي: (أحيوا أمرنا رحم الله من أحيا أمرنا). من هذا المنطلق، وبرعاية العتبتين المقدستين الحسينية والعباسية, وبإشراف اللجنة المشرفة على مهرجان مولد الإمام الحسن المجتبى عليه السلام في مدينة الحلة الفيحاء، تم افتتاح المعرض الفني للبوستر والخط العربي في منطقة ما بين الحرمين الشريفين, وأقيم المعرض على صعيد ذكرى الثامن من شوال الأليمة التي تطاول فيها الوهابيون على مراقد آل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في بقيع الغرقد سنة (1344) للهجرة, واستمر المعرض لمدة ثلاثة أيام من الثامن إلى العاشر من شوال. وشهد الافتتاح حضور عدد من المسؤولين للعتبتين المقدستين الحسينية والعباسية, بالإضافة إلى عدد من الشخصيات الدينية والثقافية, وحشد كبير من الزوار الكرام.
صدى الروضتين التقت بالحاج (عبد الرضا مخيف عيدان) المشرف على معرض الصور والبوستر والخط العربي, من مدينة الحلة الفيحاء مدينة الإمام الحسن المجتبى عليه السلام, ليتحدث لها قائلاً:
المعرض يقام برعاية العتبتين المقدستين الحسينية والعباسية, ويقام لأول مرة ما بين الحرمين الشريفين, وذلك بمناسبة ذكرى الثامن من شوال ذكرى تهديم قبور أئمة أهل البيت عليهم السلام في مدينة البقيع الغرقد, بعد أن قام الوهابية المجرمون بهدم قبورهم الشريفة, وهذا إن دل على شيء، فهو يدل على مدى حقدهم الدفين اتجاه أهل بيت النبوة عليهم السلام.
مضيفاً: سبق وأن أقيم هذا المعرض في مهرجان مولد الإمام الحسن عليه السلام في النصف من شهر رمضان المنصرم في مدينة الحلة الفيحاء, لكن فاجعة تهديم قبر الإمام الحسن المجتبى عليه السلام في الثامن من شوال، استدعت منا إعادة المعرض في مدينة كربلاء المقدسة؛ وذلك إحياء لأمر أهل البيت عليهم السلام. يتكون هذا المعرض من مجموعة الصور والبوسترات والخط العربي، حيث حاز ثلاثة فنانين على المراتب الثلاثة الأولى، وحصلوا على جوائز نقدية وهدايا ثمينة تقديراً لفوزهم بما قدموه من صور في مهرجان مولد الإمام الحسن عليه السلام.
كما تحدث الحاج عقيل الربيعي عضو اللجنة التحضيرية لمهرجان ولادة الإمام الحسن عليه السلام من مدينة الحلة قائلاً:
هذا المعرض يقام بمناسبة ذكرى الثامن من شوال الأليمة في منطقة ما بين الحرمين الشريفين, ويقيمه أهل الحلة الكرام بهدف المحافظة على إحياء تراث الإمام الحسن المجتبى عليه السلام. فذكرى تهديم قبور أئمة البقيع عليهم السلام فاجعة وحدث غير إنساني لا يمت للإسلام بصلة, فهذه الأحداث نعيش أيامها وخاصة بعد تطاول جرذان الدواعش على مراقد الأنبياء والصالحين عليهم السلام وتفجير قبورهم ومراقدهم في مدينة الموصل, لذا شكل هذا المعرض شوكة في عيون الدواعش، وإلى كل من يحاول أن يتطاول ويهدد المدن المقدسة في العراق من سامراء إلى النجف الأشرف.
كما أن المعرض فيه نوعان من المشاركات؛ البوستر وفيه ثلاث جوائز: الأولى تحصل على مليون دينار, والثانية (750) ألف دينار, والثالثة على (500) ألف دينار, وكذلك معرض الخط العربي, وفيه أيضاً ثلاث جوائز مثل جوائز البوستر, وكل هذه النشاطات التي يقيمها أهل الحلة باسم المدينة وبإشراف العتبتين المباركتين الحسينية والعباسية هو خدمة للدين والمذهب.