هذا هو حشدنا, فأتوا بحشدكم إن كنتم صادقين

30-12-2018
تحسين الفردوسي
هذا هو حشدنا, فأتوا بحشدكم إن كنتم صادقين

كل الأديان والطوائف, لها من الأيدلوجيات ما يمكنها من ترسيخ وجودها, لذلك تسعى دائماً إلى تقوية الحجج عندها لتكون دامغة, وتعمل على تطوير أساليب الإقناع لديها لضمان وجودها, غايةً منها لكسب الكم بعيداً عن النوع, وَكُلُّ حزب بما لديهِم فرحُونَ سورة الروم: 32.
إلا نحن الشيعة..! لم نختلق الحجج, ولم نأت بالبِدع؛ وذلك لأننا أصحاب الدليل أينما مال نميل.
نحن نبحث عن الدليل, لا نبتدع الدليل, وهذا هو ضمان إستمرارنا, وصلابة عقيدتنا, وقوة منطقنا, لم ندعُ يوماً إلى التشيع, بل كنا ندعو العالم إلى الإسلام, عن طريق التشيع, ولأننا دائماً مظلومون, لم نكن ولن نكون ضعفاء, بل هي إرثُ أئمتناعليهم السلام , ومصداق براءتنا, وسرُّ شهرتنا.
تحظى المنابر والمجالس عندنا من القدسية والتعظيم في نفوسنا, ونوليها إهتماماً بالغاً, حتى اتُهِمنا بالشرك من قبل أعدائنا في الدين, وعابنا المنصفون من إخواننا في الدين, الذين هم أنفسنا, فتوارثت الأجيال تلو الأجيال, الجلوس تحت هذه الأعواد المقدسة والمجالس العامرة, ولم تُسمَع يوماً من هذه المنابر, كلمةً قذرة مثل: التكفير أو التحريض على القتل، أو ذبح البشر..! وغيرها..؛ لأن هذه المنابر حسينية تنبعُ من تلك الدمعة المباركة, التي نزلت من عين إمامنا الحسينعليه السلام حزناً على أعدائهِ؛ لأنهم سيدخلون النار بمقتلهِ, لم تعجبهم هذه العين, فأطفؤوها بالسهام والنبال, وهم يكبرون ويهللون.
أتعلمون ما نسمع تحت منابرنا الحسينية؟ نسمع أن رسولنا الكريم رسول الرحمة صلى الله عليه وآله وسلم قد عفا عن رؤوس الشرك والنفاق, بعد أن ظفر بهم, وقال قولته الشهيرة: إذهبوا.. أنتم الطلقاء, كما أننا نسمع أيضاً عن عفو أمير المؤمنين أبي الحسن علي عليه السلام عن مروان بن الحكم, أكثر من مرَّة, وقد قاد الجيوش الجرارة والظالمة لحربه في البصرة, فعفا عنه حين وقع أسيراً في قبضته, وتركه مع علمه بأنه سينضم إلى معاوية ويحاربه في صفين, وقد فعل ذلك.
مروان بن الحكم, ألدّ أعداء أهل البيتعليهم السلام حيث أشار على الوليد عامل يزيد بن معاوية في المدينة, بقتل الحسين عليه السلام , وهو من شمت بمقتله, ومع ذلك كله لم يجد مروان بن الحكم, أحداً يحمي عياله ونساءه, غير الإمام علي بن الحسين زين العابدينعليه السلام , وذلك يوم ثأر أهل المدينة ضد الأمويين, فضمهم الإمام إلى عياله, وكل ذلك ليس غريباً على من إجتباهم ربهم, وخصهم بالكرامة والعصمة والطهارة.
كما عودتنا هذه المنابر, على ختم مجالسها بشيءٍ من عاشوراء؛ لتغترف الأجيال من علقمها العِبرَة والعَبرَة, وتستلهم دروس الشجاعة والتضحية من أجل الإسلام, لقد أنتجت لنا هذه المنابر المنيرة, حشداً بمختلف الأجيال التي تربت على هذه الروايات, وتغذت من صفات أئمتها الأطهار, ليترعرع في جبهات القتال, وليسطر أروع الإنتصارات...
هذا هو حشدنا, فأتوا بحشدكم إن كنتم صادقين.