وفد من العتبة العباسية المقدسة يزور القطعات العسكرية المرابطة في مدينة آمرلي
30-12-2018
طارق الغانمي
وفد من العتبة العباسية المقدسة
يزور القطعات العسكرية المرابطة في مدينة آمرلي
آمرلي قلعة الصمود والبطولات.. هذه المدينة التي صمدت بوجه قوى الظلام والتكفير بعد حصار الارهابيين لها لقرابة ثلاثة أشهر, وفي النهاية تمكنت من تحقيق الانتصار عليهم، وبهذا استطاعت أن تحجز لنفسها مكاناً مميزاً في تاريخ المدن الباسلة التي تتغلب على الغزاة بالرغم من قساوة ظروف الحصار وشراسة المحاصرين لها.
لذا زار وفد من العتبة العباسية المقدسة القطعات العسكرية المرابطة في مدينة آمرلي, والتي أخذت دورا كبيرا في ما يسمى بالقانون العسكري إمساك الأرض؛ خوفاً من عودة الإرهابيين إلى النواحي والمدن المحيطة بآمرلي.
السيد هاشم الموسوي مسؤول فرقة العباس عليه السلام القتالية قاطع مدينة آمرلي, فقد بين لصدى الروضتين قائلاً:
إن فرقة العباس عليه السلام القتالية هي القوة الأولى التي دخلت هذه المدينة, وهو أول واجب تكلفت به الفرقة خارج مدينة كربلاء المقدسة, وكان في الشهر الثامن من السنة الماضية, عندما كانت آمرلي محاصرة من قبل العصابات التكفيرية الداعشية, وقامت هذه القوة بالهبوط على أرض آمرلي عن طريق طائرة هليكوبتر؛ لأن كل الطرق البرية كانت مغلقة؛ بسبب سيطرة الدواعش عليها.
في بادئ الأمر كان القتال مستمراً في المدينة, والحصار موجوداً, وكان واجبنا على أحد سواتر المدينة, وبالتحديد في الجزء الشرقي منها, وبقينا مرابطين في هذا الجزء, وخضنا ملاحم بطولية ضد التكفيريين, وأعطينا بعض الشهداء والجرحى, إلى أن تحررت المدينة بالكامل من براثن الارهاب والمجرمين الداعشيين.
وبعد فتح الحصار عن هذه المدينة، قمنا بدورين رئيسيين؛ أولهما: دور إنساني باستلام التبرعات الخارجية التي أتت إلى المدينة من كافة المحافظات, والمنظمات الإنسانية والدولية: كالعتبات المقدسة في العراق الحسينية، والعلوية، والكاظمية، والعباسية, ومنظمة الصليب الأحمر وغيرها... هذه المواد عبارة عن وقود ومواد غذائية وطبية, تم توزيعها على الأهالي والقطعات العسكرية والفصائل المتواجدة في هذه المدينة.
استمر عملنا على هذه الشاكلة إلى أن استقر الوضع في المدينة، وعودة الحياة تدريجيا إليها من خلال فتح الطرق والأسواق, وأيضاً نشكر العتبة العباسية المقدسة على ما قامت به من توفير منظومة تحلية المياه التي أنقذت المدينة من كارثة بيئية؛ بسبب تلوث مياه الشرب, وهذه المنظومة التي جاءت في وقتها حلت الكثير من المشاكل، وقامت بانتاج حوالي 12000 لتر في الساعة, وبواقع محطتين, استفاد منها أهالي المدينة والقطعات العسكرية المتواجدة هناك.
أما الدور الآخر فكان إمساك الأرض بعد تحرير المدينة, وهذا القرار اتخذته الفرقة في الوقت الذي اتجهت فيه الفصائل العسكرية وسرايا الحشد الشعبي الأخرى نحو تحرير باقي المناطق المحيطة بآمرلي، مما رأى فيه المختصون بالشأن الأمني ضرورة أن تأخذ بعض القطعات العسكرية اجراءات أمنية محكمة تحد من عودة المسلحين إلى النواحي والمدن المحيطة بامرلي.
لذلك زحفت فصائل المقاومة على المناطق المجاورة وتم تحريرها بالكامل من الارهابية, وبعد قرار فرقة العباس عليه السلام بإمساك الأرض، صار تعزيز لهذه القوى بقوى إضافية من أجل المحافظة على المدينة من تسلل الارهابيين إليها, لتكون هذه الأماكن المسيطر عليها تحت المراقبة والترصد ليلا ونهارا.
أما الآن - ولله الحمد - فأن القطعات والمنطقة آمنة جدا, ولا يوجد أي اختراق فيها, إلا بعض التسللات من جهة سلسلة جبال حمرين، حيث توجد بعض المناطق لا زالت تتواجد فيها العصابات التكفيرية، يقومون بزرع العبوات الناسفة على جوانب الطرقات باعتبارها أرضا مفتوحة.
وأخيراً أشكر الإخوة وفد العتبة العباسية المقدسة على زيارتهم القطعات العسكرية لمدينة آمرلي, وهذا يأتي ضمن واجبهم الأخلاقي والوطني اتجاه تفقد عوائل الشهداء والجرحى وجزاهم الله تعالى خير الجزاء.
المقدم سالم زبن نجم آمر فوج المغاوير في فرقة العباس عليه السلام القتالية:
يعتبر فوج المغاوير القوى الساندة للفرقة, والذراع الطويلة لتنفيذ الواجبات المناطة به, كتكليف الفرقة بواجبات الاستطلاع, وواجبات زيارة القطعات الأخرى... لذا بين فترة وأخرى نقوم بزيارة المناطق التي هي تحت حماية فرقة العباس عليه السلام القتالية, وخاصة في مدينة آمرلي والقطعات المجاورة لها: كمنطقة سلمان بيك وقادر كرم.
كذلك قمنا سابقاً بواجبات زيارة قواطع مدينة جرف النصر وبلد ويثرب والنخيب والرحالية وتفقد كل القطعات المجاورة لهذه المدن لرفع الروح المعنوية للمرابطين, وكذلك الوقوف على احتياجاتهم ومتطلباتهم.
إن فرقة العباس عليه السلام القتالية جزء لا يتجزأ عن مكونات فصائل الحشد الشعبي الغيارى, وهي تملك كما هائلا من المقاتلين الأبطال الذين انخرطوا في سلك الجهاد لدفاع عن البلد ومقدساته ومكوناته كافة, فالروح المعنوية لديهم عالية جداً, وهم ملتزمون بفتوى المرجعية الدينية العُليا.
وأخيراً أشكر وفد العتبة المشرفة لزيارته المستمرة لقواطع مدينة آمرلي, ونبلغكم تحياتنا إلى سماحة الأمين العام السيد أحمد الصافي دام عزه, ووفقكم الله تعالى لكل عمل خير, ونسأل الله تعالى أن يمن على هذا البلد بالسلام والوئام والتخلص من الارهاب.
ومن محاسن الصدف وأثناء تغطية صدى الروضتين لقواطع مدينة آمرلي الصمود, تم القاء القبض على اثنين من عناصر داعش المتسللين للمدينة, ومعهم بعض قطع السلاح... لذلك التقينا بأحد المقاتلين وهو علاء عبد الأمير عبد الحسين, ليتحدث قائلاً:
كُلفنا بواجب من قبل مسؤول فرقة العباس عليه السلام القتالية قاطع آمرلي السيد هاشم الموسوي بالخروج ضمن القطعات التابعة للفرقة.
وتوغلنا بمسافة سبعة كيلو مترات ضمن حدود قرية الإخيضر التي توجد فيها حواضن لعصابات داعش التكفيرية, ثم قمنا بمداهمة الشريط المقابل لسد العظيم فوجدنا اثنين من المطلوبين للقضاء, وهم يحملون السلاح والعتاد، وتم تسليمهم إلى الجهات الأمنية المتواجدة هناك مع مصادرة أسلحتهم.
ونحن سنبقى صناديد بوجه قوى التكفير, ونبقى رهن إشارة المرجعية الدينية العليا مدافعين عن الوطن ومقدساته إلى آخر قطرة دم في حياتنا.