الرد... كاتب طائفي وخطاب متشنج
30-12-2018
علي الخباز
الرد...
كاتب طائفي وخطاب متشنج
ما الذي نريده من عمود صحفي يكتب في صدى الروضتين باسم الرد؟ الجواب: إننا لا نريد أن نرد على الكتبة حرفياً من أجل مناقشتهم، فهم لا يناقشون؛ لكونهم أناساً مرتزقة يحرفون ما يعرفون، ويمتلكون صلفاً لا يُبارى، ولا لغرض التنكيل بهم، فهم منكلون من الداخل أساساً، ولكننا أنشأنا الرد لتوضيح مرتكزات العملية الاعلامية لدى شلة من العاطلين فكرياً، فهم يهدمون العراق كجزء من الهجمة الشرسة على بلدنا وديننا، لكننا نطمح بالرد أن نوضح بعض المرتكزات المهمة التي يرتكز عليها الخطاب الطائفي؛ لنبين للناس همجية هذا الخطاب الساذج، والذي لا يمتلك سوى عنجهيات خطاب أهوج وطائفي دائماً يبدأ بجملة: كي لا يتهمني الطائفيون بأني أروج لطائفة أو ملة او قومية معينة، ومنها ينطلق هجومه المقيت مبتدئاً بالعنوان الذي يختاره دائما استفزازيا مثل عنوان: كش شيعة.. ستقولها امريكا في عام 2016م، يعني أنهم يؤمنون بأن امريكا هي سيدة القرار بالعراق، وهذا خطأ كبير أقره صلفهم.
ويفترض بالكاتب أن يعرف بأن الشيعة اكبر من ان يزيح وجودهم قرار أمريكي، أو أن تقيلهم عن مراكزهم دول الخليج، والجميع جربهم بأقسى عمليات عنف مرت عبر التواريخ، ولا احد استطاع ان يزحزح مكانتهم منذ اول سقيفة الى اليوم.. هم يتلقون الويلات صابرين، فلمن هذا الكش المزعوم، ومن باع عرضه وشرف ناسه، وسمسر به على الدواعش أولى به.
ومن اهم مرتكزات الخطاب عند هؤلاء الكتبة، هم يعتقدون أن الحكم لابد ان يكون لأبناء العامة في العراق، عبر انقلابات عسكرية وخيانات وطعن ظهور، وإلا كيف يستطيعون أن يتصورا في يوم ما تعيين حاكم العراق ضمن انتخابات حرة، يقول كاتب الكش: لنا الحكم ولكم اللطم واعطوا الخبز خبازته، ولو أكلت نصفه، ونسأل نحن بدورنا: اي حكم وأي خبازة؟ وقد تردى وضع العراق على يد عروشهم الدنيئة، ولم يعرف العراق خلال وجودهم في السلطة سوى جز الرؤوس، والاعدامات، وآفات الحروب ودمار المهالك والقتل، ثمانون ألف جندي عراقي أبيدوا في ساعة واحدة في نهر جاسم على يد فرق الاعدامات، وقد قضت هذه المنزلقات على مستقبل العراق في خيمة الـ101 في صحراء صفوان، ودمروا الاقتصاد العراقي والله عيب، والآن يعتبرون انفسهم رواداً للحكم، ولا يصلح للقيادة سواهم..؟!
وفي المرتكز الثاني ليس لديهم سوى مهاجمة الشعائر الحسينية، وكأنها هي دمرت اقتصاد البلد، وجندت الشعب لحروب بلهاء، واستوردت شعبا كاملا من الدول العربية، وهذه الشعائر كانت قائمة رغماً عن الطغاة، وتحدت مستمرة دون انقطاع قساوة الحاكمين.
والمرتكز الثالث مدح السلطة البعثية، وغض النظر عن جميع مجازرها الوحشية. والمرتكز الرابع هو تحميل المذهب الشيعي تبعات اهل السياسة، واغلبهم بعيد عن دينه، ويعمل لمتطلبات تديم وجوده، فما علاقة المذهب الشيعي بالعمل السياسي الحالي؟ وهل الحكومة فعلاً شيعية؟ وأغلب المناصب الموجودة اليوم في الدولة هي لأبناء العامة؟! والمرتكز الآخر هو التهديد والوعيد الفارغ... هذه هي اهم مرتكزات الاعلام المنحرف، واهم النقاط التي يرتكز عليها في اشاعة التفرقة، وإلا فالجميع يدرك أن المذهب الشيعي يمتلك جوهر الرقي والتعاطف الانساني الذي يميزه دائماً وأبداً.