من أجل إعادة الفرحة التي سرقها الإرهاب التكفيري لجنة إغاثة المهجّرين باشرت بتقديم كسوة العيد على أطفال العوائل المهجرة
30-12-2018
مصطفى الباوي
لكي تعود البسمة لشفاه ذابلة كوتها حرارة الشمس الحارقة عبر مسيرة طويلة وقاسية تذكرنا بمسيرة قافلة سبايا أهل البيت D التي اقتادها الظالمون، بادرت لجنة إغاثة المهجّرين في العتبة العباسية المقدسة بتوزيع كسوة عيد الفطر المبارك على أطفال العوائل المهجّرة والمسجّلة لديها ممّن يستحقّون الرعاية والاهتمام، والتي اضطرّتها الأعمال التكفيرية والإجرامية الى ترك منازلها في المحافظات الشمالية، وبالأخص محافظة نينوى والنزوح باتجاه مدينة كربلاء المقدسة.
وتهدف هذه المبادرة الى إدخال البهجة والسرور إلى نفوس هذه الشريحة، ومشاركتهم فرحة العيد التي سلبها منهم أعداء الله والإنسانية.
وشملت هذه الكسوة التي كانت عبارة عن ملابس وحاجات خاصة بالأطفال لأكثر من (ألف طفل) من العوائل التي استقبلتها العتبة العباسية المقدسة، والساكنة حالياً في مدن ومجمّعات الخدمة التابعة لها، فضلاً عن المواكب والحسينيات المنتشرة داخل مدينة كربلاء المقدسة والطرق المؤدية اليها بمحاورها الثلاثة (بغداد – بابل - نجف).
كما قام نادي كربلاء الفوتوغرافي للتصوير (أحد منظمات المجتمع المدني في مدينة كربلاء المقدسة) بتوزيع (1,500 لعبة) للأطفال المهجّرين ضمن العوائل المهجّرة التي استقبلتها العتبة العباسية المقدسة، والمنتشرة في الحسينيات داخل وخارج مدينة كربلاء المقدسة. توزيع الهدايا هذه يأتي ضمن حملة موسّعة تقوم بها منظمات المجتمع المدني الكربلائي فضلاً عن ميسوري الحال من داخل وخارج المحافظة، وذلك من أجل المساهمة في إدخال الفرحة والبسمة على شفاه هؤلاء الأطفال، والتي حرمتهم منها العصابات التكفيرية والإجرامية من أعداء الله والإنسانية، وجعلت هذا العيد يمرّ عليهم بهذه الحالة المأساوية وهم بعيدون عن أقاربهم وجيرانهم وأصدقائهم.
رئيس نادي كربلاء الفوتوغرافي المصوّر محمد الصوّاف بيّن قائلاً:
هذه الحملة التي يقوم بها نادينا هي جزءٌ من خطةٍ وَضَعَها النادي من أجل الإسهام في تقديم المساعدة للعوائل النازحة ضمن الإمكانيات المتاحة والتخصيصات الخاصة بالنادي، وقد اخترنا هذه الشريحة من العوائل؛ كونها تمثّل العدد الأكبر منها، ولم يقتصر عملنا على توزيع هذه الهدايا فقط، وإنما سنقوم بحملة تصويرية ومن كافة أعضاء النادي لتوثيق الجرائم التي قامت بها عصابات الكفر والإلحاد بحقّ هؤلاء الأطفال فوتوغرافياً وفيديوياً، والعمل على إيصالها لأعلى المستويات من أجل إطلاع المجتمع الدولي على تلك الجرائم التي يندى لها جبين الإنسانية، ونعتقد أنّنا مقصرون جداً بهذا الاتجاه.
ودعا الصوّاف جميع المنظمات الأخرى على أن تحذو هذه الخطوة؛ لكون المسألة مهمّة جداً وكبيرة بحيث لا تستطيع أيّ جهة مهما كانت إمكانياتها أن تقوم بهذه الأعمال لوحدها.
يُذكر أنّ العتبة العباسية المقدّسة وانطلاقاً من واجبها الأخلاقي المُراعي لتوجيهات المرجعية الدينية العُليا بالوقوف مع العوائل النازحة موقفاً إنسانياً، قد شكّلت لجنةً مختصّةً بالإشراف على استقبال النازحين من المناطق الساخنة التي شهدت أعمال قتلٍ وتهجير، والعمل على تهيئة مستلزماتهم المكانية والمعيشية وضمن إمكانياتها المتاحة التي سخّرتها لهذا الغرض، وقد كان تهجيرهم لأسبابٍ طائفية ومذهبية.
يُذكر أنّ العتبة العباسية المقدّسة وانطلاقاً من واجبها الأخلاقي المُراعي لتوجيهات المرجعية الدينية العُليا بالوقوف مع العوائل النازحة موقفاً إنسانياً، قد شكّلت لجنةً مختصّةً بالإشراف على استقبال النازحين من المناطق الساخنة التي شهدت أعمال قتلٍ وتهجير، والعمل على تهيئة مستلزماتهم المكانية والمعيشية وضمن إمكانياتها المتاحة التي سخّرتها لهذا الغرض. وقد وصل عدد المهجّرين الذين تمّ استقبالهم الى أكثر من (17,000 شخص) أغلبهم من أهالي مدينة (تلعفر) ومعظمهم من الأطفال والنساء.
وأنّ المرجعية الدينية العليا قد دعت في وقت سابق وعلى لسان معتمدها الشيخ عبد المهدي الكربلائي أنّه في ظلّ الأوضاع المزرية والصعبة جداً التي يعيشها النازحون من مختلف مناطق القتال... فإنّنا ندعو المنظمات الدولية والمحلية المعنية بالإغاثة الى الإسراع بإغاثة هذه العوائل التي يزداد عددها يوماً بعد يوم، والتي تعيش محنةً إنسانية صعبة، كما ندعو جميع المواطنين الى الوقوف مع هذه العوائل الموقف الإنساني الذي يتناسب مع حجم المأساة التي تعيشها هذه العوائل، وذلك بإغاثتهم بكلّ ما يمكن وتوفير المأوى والطعام والاحتياجات الأخرى لهم.