نائب رئيس حركة أمل مع وفد من مؤسسة واحة الشهيد في لبنان يتشرفون بزيارة العتبتين المقدستين

30-12-2018
احمد الخالدي
نائب رئيس حركة أمل مع وفد من مؤسسة واحة الشهيد في لبنان
يتشرفون بزيارة العتبتين المقدستين


زار وفد رسمي من مؤسسة واحة الشهيد في لبنان يرأسه فضيلة الشيخ حسن المصري العتبة العباسية المقدسة والتقى بأمينها العام سماحة السيد احمد الصافي دام عزه؛ ليتداولوا بعض الأمور المتعلقة بالشهيد في سبيل الله، وبالجرحى الذين فقدوا أعضاء من أجسادهم أثناء جهادهم ضد أعداء الله والوطن.
وقد كان لفضيلة الشيخ المصري كلمة جاء فيها:
نتوجه اليك مع هؤلاء الجرحى الذين وزعوا دماءهم في كل انحاء الوطن، وزرعوا اطرافهم في كل اطراف الجنوب, وكانوا من الثلة الاوائل الذين قاتلوا اعداء الله وفي طليعة الاعداء النظام البعثي الصدامي الذي لاقى منه الشعب العراقي مرَّ الويلات، حاربناه حتى اجتثثنا اصله من كل انحاء لبنان.
وكانت هذه الاطراف المقطوعة والعيون التي لا ترى نتيجة هذه المواجهات مع أولئك الذين خانوا دينهم، وخانوا مبادئهم وعقيدتهم... هؤلاء الثلة وقفوا بوجه اسرائيل وقاتلوا اسرائيل وعملاءها بكل هذه الهيمنة الصهيونية المعربدة على امتنا العربية، وهؤلاء هم الرجال الذين اعدهم الامام موسى الصدر، فهم كالقرش الأبيض لليوم الأسود في هذه الأمة, وعلمهم انه لا يوجد في الدنيا عداوات سوى اعداء الله الذين يريدون أن يذلوا الأمة الاسلامية والأمة العربية.
وأضاف: جئنا مع هؤلاء الجرحى الذين ترعاهم هذه المؤسسة الخيرة الكريمة واحة الشهيد اللبناني, نحمل إليك يا سيدي الحب الذي كان ولا يزال وسيبقى في قلوب اخوتهم الذين زاروك من قبل، والذين يتحدثون في كل يوم عن اليد الكريمة وعن الرعاية وعن البسمة التي كانت توزع عليهم، وهي عندهم أشهى من الحلوى, حيث يتحدثون عن بسمة السيد احمد الصافي دام عزه وعن الخلق الرفيع، وعن الكرامة المتصلة بكرامة الامام علي عليه السلام .
كما بين: جئنا اليوم لا لنقدم المواعظ، ولكن لنستقي منكم المواعظ، وأيضاً لنبشركم ان الزرع الذي زرعه الامام موسى الصدر أينع وعلم الدنيا المقاومة، وأن النصر الذي سجلناه على اعدائنا في الجنوب اللبناني ضد اسرائيل، لا يزال يسجل في كل انحاء الوطن اللبناني، بل في كل انحاء الوطن العربي.
وتطرق فضيلة الشيخ المصري لجهاد وبطولات المجاهدين في سبيل الله، ومنهم الذي جاؤوا مع هذا الوفد ممن فقدوا بعض اطرافهم او اعضاء من اجسامهم, ثم قرأ فضيلة الشيخ قصيدة من الشعر العمودي، ذكر فيها ايادي السيد الصافي دام عزه وتفانيه في خدمة المجاهدين، وكذلك ذكر فيها الشرف العظيم الذي يحصل عليه الخادم لأهل البيت عليهم السلام ضمنها أبياتاً للثناء على موقف السيد الصافي دام عزه مع هذه المؤسسة الخيرية ومع المجاهدين ضد أعداء الله عموماً.
ثم ألقى السيد الصافي دام عزه كلمة رحب فيها بالوفد وذكر مكانة الشهيد عند الله معرجاً على على قصة الصحابي الجليل عبد الله بن عفيف E الذي يئس من الحصول على الشهادة، بعد أن فقد كلتا عينيه في المعارك مع الامام علي عليه السلام ، ثم رُزق الشهادة مع الإمام الحسين عليه السلام .
وبقراءة متأنية، تطرق السيد الصافي دام عزه إلى المعاني التي استبطنها اسم المؤسسة واحة الشهيد وربط بين حياة النبات في الصحراء، وحياة القيم في التصحر الأخلاقي الذي يتميز به واقعنا اليوم، وأثنى على الاسم والمسمى وعلى من اختاره ليكون اسماً لهذه المؤسسة الخيرة التي تعنى بالجرحى وبذوي الشهداء.
ثم تحدث السيد الصافي دام عزه عن منزلة الشهيد وفضله ومرتبته من خلال تعرضه دام عزه الى ذكر مقام سيد الشهداء الامام الحسين عليه السلام وانه السفينة الاوسع والاسرع لمن يريد النجاة، والى مقام ابي الفضل العباس عليه السلام الذي تجسدت فيه كل القيم... مبيناً أن للشهيد منزلة يغبطه عليها غيره في يوم القيامة، وسوف يكون من بعض كراماته أن يكون شافعاً لمن يشاء, حيث أكد سماحته أن أي عمل يقدم للشهيد وأسرته سيعود نفعه الينا.
ثم دعا السيد الصافي للوفد بالتوفيق والتسديد، وأن يحفظ بلاد المسلمين من شرور الأعادي، وأن ينجي الله العراق من شرور الدواعش، وأن يمنّ على الشهداء بالرحمة والجرحى بالعافية، وعلى العوائل بالصبر على البلاء.
صدى الروضتين التقت الشيخ حسن المصري نائب رئيس المكتب السياسي في حركة أمل فحدثنا قائلاً:
لقد عودتنا العتبات الحسينية والعباسية والعلوية أن تستضيف في كل عام ثلة من المجاهدين الذين فقدوا بعض أعضاء جسدهم من الجرحى الذين واجهوا كل أعداء الله, فيتم استقبالهم في ضيافة الامام الحسين او اخيه ابي الفضل العباس عليهما السلام , ونحن اليوم ضيوف أبي عبد الله الحسين عليه السلام ، ولكن أن نأتي الى كربلاء المقدسة ولا نرى سماحة السيد الصافي دام عزه فهذا أمر فيه شيء من قلة الحياء, فجئنا اليوم الى سماحة السيد الصافي دام عزه لننقل اليه تحيات دولة الرئيس نبيه بري رئيس حركة أمل، ورئيس المجلس النيابي، ولنستقي منه بعض التعليمات والتوصيات التي تنفعنا ونحن نواجه هذه المشاكل التي يراها عالمنا الاسلامي وعالمنا العربي.
وقد كان سماحته مستفيضا في تناول هذا الشأن في خطبه وكلماته، حيث أنه اشار باليد التي اشارت الينا قبل ما يربو على الـ35 عاما وهي يد الامام موسى الصدر عندما دلنا على عدونا الأوحد وهي اسرائيل؛ لأنها ام الشرور التي نزعت الوحدة من عالمنا العربي، والتي جعلت هذه الفوضى والتي سموها خلاقة تارة، وربيعا عربيا مبنيا على القتل والاعتداء والتدمير تارة اخرى.
ونحن ندعو دائماً الى ربيع عربي مبني على الحوار وعلى الوحدة الوطنية او على الوحدة الإسلامية، ولكن:
لقد أسمعت لو ناديت حيا
ولكن لا حياة لمن تنادي.
أما بالنسبة للمؤسسة التي جاءت معنا، فهي مؤسسة واحة الشهيد التي تعنى بشهداء المقاومة الذين واجهوا العدو الاسرائيلي، وهذه المؤسسة هي التي ترعى شؤونهم وتحمي كل امالهم وتطلعاتهم.
ومن غير مبالغة، واقسم على ذلك، ان من بعض هؤلاء الجرحى حين علم بأنه قادم الى زيارة العتبات المقدسة بكى وكاد يغمى عليه, ورفع طرفه الى السماء حامدا الله على أن حقق له امنيته التي كان يحلم بها، وهي زيارة اهل البيت عليهم السلام .