معكم.. معكم.. يا فرسان المجد المحمدي

30-12-2018
د. منهال جاسم السريح
معكم.. معكم.. يا فرسان المجد المحمدي

نجوم لامعة تزهو بهم سماء الحرية الصافية... يخلقون من الموت عرس الحياة... ويسقون بالدم شجرة الوطن... شباب بعمر الزهور، رجال ترك الدهر بصماته على تقاسيم وجوههم، وعلا الشيب رؤوسهم، فزادهم ألقاً ووقارا... ينتظرون الشهادة وعلى وجوههم ابتسامة الحياة، وفي قلوبهم عراقهم الغالي... وبأيديهم يرفعون إشارة النصر القادم لوطن هو الأغلى والأحلى، رغم عدوهم الغادر الظالم المتربص بهم...
إنهم أبناء قواتنا البطلة بكافة فصائلها ومسمياتها، في صراع يومي مع عدو شرس حاقد اسمه الإرهاب... ومع عصابات غادرة لا تعرف إلا الغدر والإجرام... يلاحقون هذه العصابات حتى تحرير الوطن من رجسها وقرفها، وكي يستعيد العراق وجهه الحضاري المشهود له أبداً...
نعم... نفتخر بجيش الوطن... ونعتز بفصائل المقاومة الباسلة، ومجاهدي الحشد المحمدي، ونقف له إجلالاً وإكباراً... نوجّه لهم التحايا وخالص الحب؛ لأنهم صاروا عنوان الرجولة والبطولة... بل هم هذه البطولة والرجولة والتضحية والشجاعة ...
هؤلاء الأبطال يستحقون منا كل الدعم والمؤازرة والتضحية... نعترف بأن كل آيات الشكر والعرفان والتقدير لهم لا تفي حقهم، وهم الذين يقدمون الشهداء على مذبح الوطن والحرية والعدالة... ولكن هل يكفي ذلك؟
نعترف بأننا مقصّرون تجاه هؤلاء الأبطال الذين يعبق أريجهم فوق كامل مساحة الوطن دفاعاً عن العراق؛ كي نعيش نحن وأسرنا وأولادنا بأمن وأمان.
تقصيرنا يبدأ من أننا لم نكن فعلاً الجبهة الداخلية واليد القوية التي تؤدي ما عليها من واجبات؛ كي تتكامل الصورة الوطنية، ويصبح الجيش والشعب كتلة متراصة لمواجهة أعداء الوطن...
قواتنا المجاهدة تقوم بواجباتها بكل بطولة، بل تقوم بأكثر مما كنا نتوقع، وبطاقة فاقت التصور.
ماذا فعلنا لنكون رافداً مساعداً لقواتنا البطلة؟ وماذا علينا أن نفعل كي تكتمل الصورة ونستحق المواطنة والهوية العراقية؟
قد يظن بعضنا أن مساعدة قواتنا ومؤازرتها أمر صعب ومستحيل، وأنه يتطلب الذهاب إلى مناطق ساخنة وخطرة.
هذا ليس صحيحاً... فالفلاح في أرضه عندما يزرع الأرض الخير والعطاء، فإنه يساعد هؤلاء الأبطال في مهماتهم... والعامل الذي يقف خلف آلته ليعطي شيئاً من جهده لهذا الوطن، هو عامل مساعد لهم.
الموظف عندما يؤدي وظيفته كما يجب، يكون عاملاً مساعداً ومسانداً لهم أيضاً.
وهكذا... كل أفراد المجتمع مدعوون فقط لأداء ما عليهم، عبر الالتزام بالقوانين والأعراف، والحفاظ على الحب والتعاون والألفة والخير بين أفراد الشعب كافة، والحفاظ على طهارة ونظافة أنفسنا ومناطقنا.
أمور صغيرة قد نمارسها بشكل إيجابي، تعدّ خطوات مهمة إضافية لمساعدة جيشنا وقواتنا الصابرة الصامدة في حربها ضد الإرهاب والإجرام، من أجل عيون العراق الغالية... فهل نفعل اليوم قبل الغد؟