العتبة العباسية المقدسة تقدم الدعم اللوجستي الى (لواء أنصار المرجعية)
30-12-2018
زين العابدين السعيدي
العتبة العباسية المقدسة
تقدم الدعم اللوجستي الى (لواء أنصار المرجعية)
توجه وفد من العتبة العباسية المقدسة ضم عدداً من منتسبي أقسام (الشؤون الدينية, العلاقات العامة, حفظ النظام والشؤون الفكرية والثقافية) الى منطقة عامرية الفلوجة, والى قرية (عنّاز) تحديداً، والتي تبعد ستة كيلومترات عن مركز مدينة الفلوجة, من اجل تقديم الدعم المعنوي والمادي واللوجستي الى لواء أنصار المرجعية المتواجد في تلك المناطق منذ عشرة اشهر, وهو من حررها من أيدي عصابات داعش الإجرامية، بعد أن قدم عشرات الشهداء والجرحى, وسجل أروع صور البطولة فيها, وان جميع المجاهدين في هذا اللواء هم من أهالي مدينة الرميثة، وغير تابعين الى أي جهة سياسة أو حكومية, ولكن جمعهم حب الوطن وإيمانهم بمرجعيتهم, فشكلوا لواء تحت هذا المسمى (أنصار المرجعية) بقيادة فضيلة السيد (حميد الياسري) ممثل المرجعية الدينية العليا في قضاء الرميثة.
وقد تم استقبال وفد العتبة العباسية المقدسة من قبل أبناء هذا اللواء الأبطال استقبالا رائعا ممزوجا بالأهازيج العربية التي تبعث الحماس في النفس، وتعطي الدافع للثبات والانتصار, ومن بين كل الأهازيج كانت هناك أهزوجة تدل على عزيمة وشجاعة وثبات أبناء لواء أنصار المرجعية الغيارى, وتحمل رسالة بأنهم لم ولن يستسلموا, وكان نصها: (الملعب هذا الملعب.. واليتنازل مو رجال), وان فضائية كربلاء كان لها حضور مميز جدا في هذه الزيارة من خلال مراسلها (علاء الإبراهيمي).
صدى الروضتين كانت حاضرة، وأجرت الكثير من اللقاءات, فكان أولها مع قائد لواء أنصار المرجعية فضيلة السيد (حميد الياسري), فتحدث قائلاً:
تواجدنا في هذا القاطع منذ الشهر السادس العام الماضي, وبعون الله تعالى قمنا بتحرير منطقة الدويليبة، ومنطقة الرفوش، ومنطقة المحاسنة، ومنطقة جسر (رد الشكر) وصولا الى منطقة العامرية, والان قواتنا تتواجد مع اللواء (60) التابع للفرقة (14)، ولدينا ثلاثة محاور: المحور الأول هو جسر العامرية, والمحور الثاني باتجاه منطقة النعيمية, والمحور الثالث باتجاه الخط السريع الرابط بين الفلوجة وبغداد.
ونحن الآن عازمون على الاشتراك بعملية تحرير الانبار من خلال الضغط ومحاصرة عصابات داعش باتجاه الفلوجة, أما بالنسبة للدعم فقد لقينا منذ البداية دعما كبيرا من العتبة العباسية المقدسة بتوجيهات من سماحة السيد احمد الصافي (دام عزه), وكانت العتبة العباسية المقدسة ترسل وفودها إلينا باستمرار، وتقدم لنا الدعم المادي والمعنوي والغذائي وتزودنا بالسلاح: (الراجمات, مدافع 106، وعتاد لمختلف أنواع من الأسلحة), وهذا يدل على الارتباط الوثيق جدا بين العتبة المقدسة وأبناء محافظة السماوة ولواء أنصار المرجعية, وكذلك نتلقى الدعم من أبناء محافظة بغداد ومعتمدي المراجع في مناطقها المختلفة: (الشعلة, السيدية, العامرية, الكرادة, الكاظمية, الكريعات, الشعب ومدينة الصدر).
كما نتلقى الدعم من أهالي وعشائر محافظة السماوة, والمحافظات الأخرى مثل: (الناصرية, النجف, الحلة, الديوانية وغيرها), وان تعداد لواء أنصار المرجعية هو (2627) مقاتلاً، والعدد في تزايد مستمر، رغم أن مقاتلي اللواء لم يستلموا سوى راتب واحد منذ عشرة اشهر.
العميد الركن عبد المحسن قائد (الفرقة 14) المتواجدة في عامرية الفلوجة, تحدث قائلا:
حاليا توجد عمليات واسعة في منطقة الكرمة والفلوجة وشمال ذراع دجلة وجنوب ذراع دجلة, وتقف القوات المسلحة بمختلف أصنافها من شرطة اتحادية وشرطة محلية وقوات تابعة لوزارة الدفاع جنبا الى جنب مع قوات الحشد الشعبي من اجل صد العدوان ودحر الإرهابيين وتحرير الأراضي الواقعة تحت سيطرة عصابات داعش الإرهابية, وان زيارة العتبة العباسية المقدسة الى منطقة (عنّاز) وتقديمها الدعم اللوجستي الى لواء أنصار المرجعية هي خطوة جيدة ومباركة ومشكورة.
فضيلة السيد صباح مهدي الحسيني من العتبة العلوية المطهرة:
جئنا الى هنا مبلغين بأمر من المرجعية الدينية العليا الرشيدة, لنكون داعمين للمقاتلين وشاحذين لهممهم للوصول الى الثمرة الكبرى، وهي النصر المؤزر ودحر هؤلاء الشرذمة الذين يريدون أن يبتدعوا بدعة في الدين، ويغيروا من سنة النبي محمد (J), فوجودنا هنا ووجودكم هو دعم لهؤلاء الفتية الملبين لنداء المرجعية الرشيدة, وان الزيارات المتتالية للعتبة الحسينية المقدسة والعتبة العباسية المقدسة تشكل حافزا كبيرا لدى كل المقاتلين الذين يربضون في سوح القتال, وتكون مشرفة وداعمة لهم من كافة الجوانب.
المقاتل البطل السيد محمد شبر احد مجاهدي لواء أنصار المرجعية:
العتبة العباسية المقدسة قدمت لنا الدعم بكافة أشكاله منذ البداية, ووقفت معنا وساندتنا طيلة هذه الفترة التي قمنا خلالها بتحرير العديد من المناطق المحتلة من قبل (داعش) بعد أن قدمنا العديد من الشهداء والجرحى.
وتعتبر منطقة عامرية الفلوجة منطقة مهمة جدا؛ لأنها متصلة مع العاصمة بغداد اتصالا مباشرا، ولا يوجد بينهما فاصل, وأود أن أبين للجميع أن عناصر تنظيم داعش لا يمتلكون من الرجولة والشجاعة شيئا, ولا يجرؤون على المواجهة المباشرة (وجها لوجه), وإنما شيمتهم الغدر والأساليب الخبيثة الأخرى.
وأقول لإخواني في الحشد الشعبي: صابروا ورابطوا، فلم يبق إلا القليل والسهل, وانتم أديتم الجزء الأكبر من المفروض عليكم, وأرسلتم رسالة الى العالم مفادها أن الحشد الشعبي هو حشد شريف ومقدس, وان رجال الحشد الشعبي هم رجال الله في ارض الله, وسيكون للحشد الشعبي سطوة على أهل الباطل بإذن الله تعالى.
فضيلة الشيخ (محمد مالح البنداوي) معتمد المرجعية الدينية في منطقة المعامل في النجف الأشرف:
أتيت لزيارة لواء أنصار المرجعية بصورة مستقلة, ومن محاسن الصدف أنني التقيت وفد العتبة العباسية المقدسة, وكما تعلمون للجهاد مصاديق متعددة, أشخاص يمسكون البنادق على السواتر, وأشخاص آخرين يرفدون هؤلاء المقاتلين لوجستيا وماديا ومعنويا من اجل ديمومة زخم المعركة, وان اقل ما يمكن تقديمه لهؤلاء المجاهدين الأبطال الذين تركوا بيوتاتهم وأهليهم وجاؤوا من تلك المناطق تلبية لنداء المرجعية الدينية العليا المتمثلة بسماحة المرجع الديني الاعلى آية الله العظمى السيد علي الحسيني السيستاني (دام ظله الوارف) هو زيارتهم وتقديم الدعم لهم.
وبفضل الله تعالى المجتمع العراقي بصورة عامة والشيعي بصورة خاصة متفاعل مع فتوى الجهاد على نحو الوجوب الكفائي بصورة كبيرة, وبالتالي كل شخص يحاول أن يقدم ما تجود به يده ليكون مصداقاً لقول النبي الأكرم محمد (J): (من جهز غازيا في سبيل الله فقد غزا).
وبدون أدنى شك، فان الزيارات المتعددة من جهات مختلفة سواء الممثلة للمرجعية أو الممثلة لمنظمات المجتمع المدني أو غيرها ستؤدي الى رفع معنويات المقاتلين, وستشعرهم بأن المعركة معركة الجميع, وان الجميع يقاتلون كل حسب موقعه, وفي الختام أشكركم جزيل الشكر على هذا اللقاء المثمر, وأسأل أن يحفظكم ويوفقكم للاستمرار بدعم القطعات الأمنية.
المقاتل البطل سعود الصفراني احد مجاهدي لواء أنصار المرجعية:
نتقدم بجزيل الشكر والامتنان الى الأمانة العامة للعتبة العباسية المقدسة؛ لأنها وقفت معنا وقفة لا تنكر ولا يستهان بها, كما نتقدم بالشكر والامتنان والعرفان لسماحة السيد احمد الصافي (دام عزه) لمتابعته أحوالنا وأخبارنا واحتياجاتنا بشكل مستمر من خلال اتصاله بالسيد آمر اللواء, وهذه المتابعة تشكل لدينا حافزاً للانتصار والتقدم، وتعطينا دفعة معنوية كبيرة للثبات والاستمرار في القتال، وتشعرنا بأننا محط اهتمام ورعاية مرجعيتنا الرشيدة الشريفة.
وان انتصاراتنا وتضحياتنا مسجلة لديها, ونحن عازمون على الاستمرار في هذا الطريق ومستعدون لمواجهة أي شيء، وليس لدينا هَم سوى تحرير الأراضي العراقية بالكامل من أيدي عصابات داعش الإرهابية القذرة.
رئيس وفد العتبة العباسية المقدسة ومعاون رئيس قسم الشؤون الدينية فيها فضيلة الشيخ عادل الوكيل (دام توفيقه), تحدث قائلا:
يواجه العراق معركة شرسة جدا, عدوه فيها عصابات تكفيرية مجرمة لا تعرف للإنسانية والحياة معنى, مدفوعة من جهات تكمن الحقد والعداء لأهل العراق النجباء, ولا يخفى على احد أن هدف هذه العصابات هو الوصول الى المقدسات وتهديمها، حيث أعلنوا من خلال أفعالهم وأقوالهم الولاء ليزيد والعداء لسيد الشهداء الإمام الحسين (عليه السلام ), ولكن كل هذه الأهداف وهذه المخططات عُطِلَتْ عندما أطلق المرجع الديني الأعلى سماحة آية الله العظمى السيد علي الحسيني السيستاني (دام ظله الوارف) فتوى الجهاد على نحو الوجوب الكفائي, إذ هب أبناء الشعب العراقي الغيارى الأبطال لتلبية هذه الدعوة الإلهية ومقاتلة عصابات الكفر والرذيلة.
وسارعت العتبات المقدسة وخصوصا العتبتين المقدستين الحسينية والعباسية لتدريب المقاتلين وتهيئتهم وتجهيزهم في بادئ الأمر، ثم باشرت بتشكيل فرق وألوية كاملة العدة والعدد تلبية لنداء المرجعية, ولم تكتف بهذا, ولم تقف عند هذا الحد, بل تعدته لتأخذ على عاتقها متابعة المقاتلين المرابطين في جبهات القتال وزيارتهم وتعبئتهم معنويا, وتقديم الدعم اللوجستي والمادي لهم منذ انطلاق الفتوى المباركة والى يومنا هذا.
وكانت آخر هذه الزيارات هي زيارة منطقة (عَنّازْ) التي تبعد (6) كم عن مركز الفلوجة باتجاه العاصمة بغداد, وهي تابعة لعامرية الفلوجة التي حررها ومسك أرضها أبناء مدينة الرميثة الأبطال بقيادة السيد حميد الياسري الذي شكل (لواء أنصار المرجعية) بعد إعلان فتوى الوجوب الكفائي, وتم تقديم كمية لا بأس بها من المواد الغذائية والمؤونة لهذا اللواء المجاهد. وهذه هي المرة السادسة التي تزور فيها العتبة العباسية المقدسة لواء أنصار المرجعية.
ومن الجدير بالذكر أن مقاتلي هذا اللواء المجاهدين الأبطال يرابطون في هذه المنطقة منذ عشرة اشهر, وقدموا الكثير من الشهداء والجرحى, وعانوا ما عانوا, وتحملوا ما تحملوا في سبيل الله, ولا يزالون يتمتعون بنفس المعنويات العالية وبنفس الهِمْةِ والعزيمة التي أتوا بها في اليوم الأول.
ولا يزالون مصرين على تحقيق انتصارات أخرى والمشاركة بعمليات جديدة, ولا عجب فهم أبناء ثورة العشرين التي انطلقت من مدينتهم, وفي الختام نسأل الله تعالى أن يحفظ علماءنا الأجلاء, وان يرينا في أنفسنا عزة, وفي أعدائنا ذلة.
الحاج قاسم العواد معاون رئيس قسم العلاقات العامة في العتبة العباسية المقدسة, تحدث قائلا:
وفقا لتوجيهات المرجعية الدينية العليا بمساندة القوات الأمنية وقوات الحشد الشعبي وتقديم الدعم المعنوي والمادي واللوجستي للمجاهدين المتواجدين في سوح القتال, توجه وفد العتبة العباسية المقدسة الى عامرية الفلوجة لزيارة ودعم لواء أنصار المرجعية, وبفضل الله تعالى وصل خدام أبي الفضل العباس (عليه السلام ) وهم مجهزون بالإيمان والسلاح والعزيمة، ومعهم معونات مادية وغذائية الى مقر لواء أنصار المرجعية في منطقة (عنّاز).
وقد التقى وفد العتبة العباسية المقدسة بقائد (الفرقة 14) العميد الركن عبد المحسن, كما التقى الوفد بعدد من السادة والمشايخ من العتبة العلوية المطهرة كانوا متواجدين هناك, وبعد أن سلمت المواد الغذائية والمساعدات الى مقاتلي لواء أنصار المرجعية, توجه خدمة أبي الفضل العباس الى الخطوط الإمامية والى السواتر المتقدمة التي تفصل المناطق المحررة عن غير المحررة, وقاموا بإطلاق العيارات النارية بصورة كثيفة باتجاه عصابات داعش؛ ليسجلوا موقفا، ويتركوا بصمة، ويرسلوا رسالة مكللة بعنفوان وشجاعة أبي الفضل العباس (عليه السلام ) الى عصابات داعش الإرهابية, ومفاد هذه الرسالة: إن أبناء العتبة العباسية المقدسة موجودون ومستعدون للقتال والدفاع عن حياض الوطن والمقدسات في أي لحظة, واختم حديثي بتقديم الشكر والامتنان الى لواء أنصار المرجعية على حسن الضيافة وحفاوة الاستقبال.
كما أن الشكر موصول الى جميع الإخوة منتسبي العتبة العباسية المقدسة الذين كانوا حاضرين خلال هذه الزيارة, وشكر خاص الى جريدة صدى الروضتين لمتابعتها الدائمة والمستمرة لجميع النشاطات, وأسأل الله أن يوفقنا دائما لخدمة ودعم مجاهدينا وينصرهم ويعزهم, ويذل أعداءهم.