وفد من أساتذة جامعة بغداد يطلعون على المشاريع العلمية والفكرية والهندسية

30-12-2018
طارق الغانمي
وفد من أساتذة جامعة بغداد
يطلعون على المشاريع العلمية والفكرية والهندسية
التي تشرف عليها العتبة العباسية المقدسة


ضمن الفلسفة العامة للعتبة العباسية المقدسة هي أهمية الانفتاح على الجامعات العراقية؛ للإفادة من الخبرات والبحوث والدراسات العلمية وتسخيرها لتعزيز واقع الخدمات على أرض الواقع, مع التركيز على النواحي الإبداعية والمبتكرة في تصميم وتنفيذ المشاريع العلمية والثقافية والعمرانية.
لذا، عبر وفد من أساتذة جامعة بغداد عن إعجابهم الكبير بالمشاريع العلمية والفكرية والهندسية التي تشرف عليها العتبة المطهرة, وانبهارهم من سرعة تنفيذ هذه المشاريع, جاء ذلك خلال زيارتهم للعتبة العباسية المقدسة.
كما أكدوا على أهمية رعاية وتفعيل الطاقات العلمية والأكاديمية التي تمتلك المؤهلات والخبرات الميدانية بهدف خلق جيل واعد، وقاعدة رصينة من الملاكات الفنية والهندسية والثقافية والمعرفية لمواكبة التطور والتقدم العلمي الذي يشهده العالم في مجال الخدمات، وتنفيذ المشاريع العمرانية والفكرية والثقافية.
أ.د (صلاح الجابري) عميد كلية الأداب/ جامعة بغداد, بين لجريدة صدى الروضتين, قائلاً:
توجد زيارات متبادلة بيننا وبين العتبة العباسية المقدسة, وهناك أفق تعاوني في شتى المجالات, منها ما يتعلق بمركز العميد الدولي للبحوث والدراسات, والمكتبة الرقمية, والمخطوطات, وجوانب أخرى ذات الطابع العلمي أو ما يتعلق بالنشر.
قبل هذه الزيارة، سبق وإن زار وفد من العتبة العباسية المشرفة مقر كلية الآداب, وكانت هناك جولة في أروقة الكلية, والمكتبة المركزية, والجوانب العلمية الأخرى, وتم مناقشة بعض الجوانب والمحاور التي يمكن أن تفتح بها قنوات العمل المشترك بين الجانبين.
مضيفاً: اللقاء الأول كان مع مركز العميد الدولي؛ باعتباره يعنى بالبحوث والدراسات والندوات والمؤتمرات, ونحن أيضاً مؤسسة علمية وبحثية وتعليمية, والهدف من اللقاء إحداث نوع من الترابط والتعاون المشترك بين الجامعة والمؤسسات ذات الطابع الديني, وفي النفس الوقت ذات الطابع البحثي والفكري.
فنحن عندما جلسنا معهم، وجدنا أن الأهداف متشابهة بين الطرفين, يعني أن أهدافنا تهتم ببناء مجتمع عراقي سليم مبني على القيم الأخلاقية, ومبني على الفلسفة القرآنية, لذا كنا متفاهمين ومتفقين من حيث المبادئ والأهداف, وسوف يثمر هذا التعاون باعتبار التعاون في ماهية واحدة, وفي فكر واحد, وفي هدف واحد، لذلك سوف تكون عملية الترابط سهلة وسلسة.
كما تم التفاهم بين الجانبين على نقاط عدة مهمة منها: ما يتعلق بعقد الندوات والمؤتمرات العلمية المشتركة بين الطرفين, كذلك لدينا مكتب استشاري للترجمة والمعلومات والخرائط الجغرافية, وأن ما تريده العتبة العباسية المقدسة من خدمات يمكننا أن نقدمه من خلال مكاتبنا الاستشارية, وأيضاً لدينا قسم للآثار، وهذا القسم فيه متحف, وفيه خبراء في الصيانة, وفي تقدير عمر القطعة الأثرية, وفي التنقيب يمكننا أن نتبادل الخبرات لخدمة الصالح العام؛ لكون العتبة العباسية المطهرة لديها اهتمام كبير بهذا الجانب.
موضحاً: هناك جوانب وأعمال متشابهة، وبالتالي يمكن أن يحصل التعاون في هذه الأعمال, حيث لدى العتبة العباسية المقدسة اهتمام كبير بعلاج المخطوطات وصيانتها, وإعادة ترميمها, وهذا الشيء في الحقيقة أذهلنا من خلال وجود الأجهزة المتطورة، وهي ذات منشأ ألماني, لذا قررنا صيانة مكتبة كلية الآداب في جامعة بغداد بالتعاون مع العتبة العباسية المشرفة, وهم بدورهم رحبوا بهذا التعاون، وأبدوا استعدادهم بإعادة هيكلة بناء كلية الآداب.
وتابع الأستاذ الجابري: كما كان لنا لقاء مع سماحة الأمين العام للعتبة العباسية المقدسة السيد أحمد الصافي (دام عزه), ومن خلال هذا اللقاء تم وضع النقاط فوق الحروف، ليعطينا دافعاً قوياً نحو فتح باب التعاون المشترك بين الطرفين.
وأيضاً شجع سماحته على عملية تكريم المفكرين الذين ساهموا في بناء الفكر الإسلامي الأصيل في داخل العراق, وفي داخل العلم والفكر الإنساني عموما, وقد أبدى سماحته استعداده لدعم وتكريم المفكرين الذين خدموا العلم والفكر الإسلامي.
مشيراً: العتبة العباسية المقدسة لديها انفتاح معنا, وخاصة عندما لمسوا هناك جدية في تطوير كلية الآداب على قاعدة أخلاقية وفكرية وثقافية تتناسق مع العقيدة الإسلامية الأصيلة, ومع الفلسفة والرؤيا الصحيحة لخدمة الوسط الجامعي، والنهوض بالواقع العلمي في بلدنا العزيز.
كما لدينا لقاءات قادمة مع أقسام عدة مثل: المكتبة والصيانة, ولدينا رغبة بالإطلاع على الشعبة الهندسية، واللقاء بالكادر الهندسي؛ لأن لدينا خطة في الكلية لتطوير هيكلة البناية بما يتلاءم مع تاريخ الكلية العريق, وهذا يحتاج إلى كادر هندسي متخصص ومتنور يستطيع أن يتحفنا باستشارات, وربما نتفق على مجال العمل في إعادة تطوير الشكل الخارجي للكلية.
وقد أكد الدكتور الجابري: إن انفتاح الجامعات العراقية على المؤسسات الدينية يعود بفائدة كبيرة منها أولاً: أن المؤسسات الدينية مثل: (العتبة العباسية المقدسة) تمتلك حرية التصرف أكثر من الكليات, فكل كلية ملزمة ومقيدة بالجامعة, والجامعة مقيدة بالوزارة, وهذه التتابعية البيروقراطية تعرقل دائماً العمل, لذا عندما نرتبط ونتعاون مع العتبة العباسية المطهرة من ناحية الدراسات، نرى أن التعاون ينتج مباشرة, وهذا شيء مهم وعملي بحيث لا نبقى ندور في دائرة الروتين والموافقات المملة, لذلك نرى الجدية في العمل من العتبة العباسية المطهرة، وهم جادون في إحداث تغيير في داخل المجتمع وبشكل سريع.
ثانياً: نريد أن نربط الجامعات العراقية بالمؤسسات الأخلاقية والدينية, من أجل خلق جيل واع ومثقف ثقافة دينية وإسلامية، تستطيع أن تقود المجتمع في المستقبل البعيد, وهذا الرقي الإداري والتخطيطي والفكري والثقافي والهندسي الذي شهدناه في العتبة العباسية المقدسة هو بالحقيقة وليد الحوزة العلمية والفكر الديني, وهذا يضرب كل الذين يدعون ويقولون أن الحوزة العلمية غير قادرة على مواكبة وصناعة مجتمع مدني متطور, وهذا ما رأيناه بأعيننا، فهي تستطيع بناء مجتمع مدني ومؤسساتي أكفأ من المؤسسات الحكومية، والدليل سرعة تنفيذها للأعمال.
اليوم جلسنا في قاعة الإمام الحسن (عليه السلام ) وقد أذهلتنا هذه القاعة، وتمنيت أن تكون لدينا قاعة محترمة تشبه هذه القاعة؛ لكي أعتز بها حينما تزورني الوفود الأجنبية والمحلية الأخرى.
نتمنى أن تحدث سرعة فائقة في إنجاز المشاريع بقدر السرعة التي أحدثتها العتبات المقدسة, كل هذه التغيرات العملية التي نشاهدها أمامنا في العتبة العباسية المقدسة شجعتنا أن ننفتح عليها؛ لكي نحدث دفعة كبيرة في التقدم ببناء المؤسسات الاكاديمية والتعليمية في داخل العراق, وبالتالي هذه الأعمال والإخلاص والتفاني سيسجل لهُم تأريخياً, وإن شاء الله تعالى سيسجل في سجل أعمالهم, ونتمنى لهم المزيد من التفوق والتقدم والسير لخدمة المجتمع العراقي.
أ.د (أسامة الدوري) رئيس قسم التاريخ في كلية الآداب جامعة بغداد, تحدث قائلاً:
سررت جداً بما رأيت من تطور كبير وميداني على أرض الواقع من أعمال وخدمات ونشاطات معرفية وفكرية وثقافية وعمرانية في مدينة كربلاء المقدسة, كما سررت من اللقاء والتشرف بزيارة الأمين العام للعتبة العباسية المقدسة سماحة السيد أحمد الصافي (دام عزه), وحقيقة وجدته ليس فقط رجل دين, وإنما يمتلك عقلية فذة وكبيرة, وبُعد نظر استراتيجي, وإرادة وهمة في العمل والبناء وتطوير البلد, وهذا ما أفرحني جداً بوجود هكذا شخصيات نادرة في بلدنا العزيز, أتمنى له الموفقية والنجاح والسداد وعلو المقام في الدنيا والآخرة إن شاء الله تعالى.
كما التقيت بأعضاء مركز العميد الدولي للدراسات والبحوث, ومجلة العميد المحكمة، فوجدتهم أيضاً كوادر علمية متقدمة ومتنوعة, وهذا ما يسر الخاطر؛ لأننا كنا نخشى أن بعض المناصب والإدارات من الكوادر غير المؤهلة, ولكن عندما قدم رؤساء الأقسام أنفسهم وجدناهم أساتذة وأساتذة مساعدين, ولهم خبرة طويلة، أيقنا أن النجاح سيكون حليف هذا المركز. ثم تعرفت على نبذة من بعض المشاريع العملاقة التي تديرها العتبة العباسية المقدسة: كمستشفى الكفيل التخصصي الذي سيفتح قريباً، وهذا أيضاً أفرحنا جداً, ونتمنى لكربلاء المقدسة والعتبة العباسية المشرفة كل التقدم والازدهار والنجاح والمحبة والاحترام.
أ.د (رياض العميدي) رئيس مركز العميد الدولي للبحوث والدراسات في العتبة العباسية المقدسة, تحدث قائلاً:
في اطار التعاون المشترك بين الجامعات العراقية والعتبة العباسية المطهرة، زار وفد من جامعة بغداد مركز العميد الدولي, وتم الاتفاق خلال هذه الزيارة على بعض الأمور العامة، لغرض فتح قنوات التعاون في المجالات المتعلقة بالكثير من الأمور، لعل أهمها إقامة الندوات والمؤتمرات البحثية التي يمكن أن تُقيمها كلية الآداب في جامعة بغداد أو العتبة العباسية المشرفة, وأيضاً تم الاتفاق بإجراء جولة ثانية من المباحثات ستكون متخصصة لتوقيع إتفاق أو بروتوكول عمل بين الجانبين، سيكون جاهزاً للتنفيذ بعد ذلك إن شاء الله تعالى في أقرب وقت ممكن.