خمسون طناً من المواد الغذائية قدمتها العتبة العباسية المقدسة لأهالي الموصل

30-12-2018
زين العابدين السعيدي
خمسون طناً من المواد الغذائية قدمتها العتبة العباسية المقدسة لأهالي الموصل

العتبة العباسية المقدسة تقدم المعونة والمساعدة بغض النظر عن انتمائه الحزبي والمذهبي؛ لأن القائمين عليها يحملون فكر من قال لمالك الأشتر: (يا مالك, الناس صنفان: إما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق), فانطلاقا من هذا المبدأ وبتوجيه مباشر ومستمر من سماحة السيد أحمد الصافي (دام عزه)، وهو ممثل المرجعية الدينية العليا, قدمت الأمانة العامة للعتبة العباسية المقدسة الكثير من المساعدات والمعونات الى النازحين من جميع المحافظات، فضلا عن إيوائهم, ثم بدأت بإيصال هذه المساعدات وبكميات كبيرة جدا الى الكثير من المحافظات التي تشهد عمليات عسكرية.
وأخيراً قامت العتبة العباسية المقدسة بالتبرع بخمسين طناً من المواد الغذائية المتنوعة الى أهالي ناحية ربيعة التابعة لمحافظة الموصل، رغم صعوبة استحصال الموافقات الرسمية للوصول الى هناك ورغم خطورة الطريق, ولمعرفة تفاصيل أكثر عن هذه الزيارة, كان لصدى الروضتين لقاء مع معاون رئيس قسم العلاقات العامة الحاج قاسم العواد, فتحدث قائلا:
بتوجيه من سماحة السيد احمد الصافي (دام عزه), توجه وفد من العتبة العباسية المقدسة الى إقليم كردستان، وأكمل الإجراءات الرسمية لإيصال المواد الغذائية الى ناحية ربيعة في مدينة الموصل, وقد تم شراء بعض المواد من الإقليم، والبعض الآخر تم جلبه من مدينة كربلاء المقدسة, وتم توزيع المواد الغذائية التي تزن خمسين طنا الى ألفي حصة غذائية غنية, ومن إقليم كردستان سلكنا الطريق المحاذية للحدود السورية, وعند وصولنا الى ناحية ربيعة استقبلنا الشيخ ذياب نجل الشيخ (فواز الجربه) أمير قبائل شمر في العراق, وان مدينة ربيعة مدينة منكوبة، وهي تحت سيطرة قوات البيشمركه الآن، حيث خرجت منها داعش قبل أربعة اشهر، ولكن لا تزال تفتقر الى ابسط الخدمات مثل: الطاقة الكهربائية والمياه الصالحة للشرب.
وقد استقبلنا أهالي الناحية ومدير الناحية استقبالا رائعا، ورحبوا بنا ترحيبا حارا, وأرسلوا معنا شكرهم وامتنانهم الى المرجعية الدينية العليا؛ لإيصالها هذه المواد إليهم, وقالوا: (سيبقى أهالي ربيعة يثمنون هذا الموقف النبيل من المرجعية الرشيدة, وسيبقون مدينين لها الولاء).
وان ناحية ربيعة ورغم سيطرة قوات البيشمركه على الأوضاع الأمنية فيها، إلا أنها تعتبر منطقة خطرة وغير مؤمنة تماما؛ لأنها قريبة من الحدود السورية جدا هذا من جهة, ومن جهة أخرى فان عصابات داعش الإرهابية هي من تمتلك السطوة في محافظة الموصل.
ورغم كل هذه المتاعب والمصاعب والأخطار، أصر واقسم خدمة أبي الفضل العباس (عليه السلام ) على إيصال المواد الغذائية الى تلك الناحية المنكوبة إطاعة لأوامر المرجعية وتلبية لتوجيهاتها, وفي نهاية هذا اللقاء المبارك أسأل الله أن يوفقنا لخدمة أهل البيت (عليهم السلام ) وخدمة مراجعنا العظام, وينصر العراق على أعداء الإمام الحسين (عليه السلام ).

ومن الجدير بالذكر أن العتبتين المقدستين الحسينية والعباسية بذلت جهودا كبيرة، وأنفقت أموالا طائلة في سبيل إيواء النازحين من محافظتي نينوى وكركوك, حيث قال السيد جمال الشهرستاني من العتبة الحسينية المقدسة في تصريح سابق حصلت صدى الروضتين على نسخة منه: (إن العتبة الحسينية تكفلت بإغاثة أكثر من خمسة آلاف عائلة تضم نحو 30 ألف نازح من المحافظات التي تشهد معارك ضد الإرهاب، وأن كثيرا من العوائل النازحة تضم نساء وأطفالا فقط واستشهد معيلها في المواجهات مع الإرهابيين.
وقد تم إسكان النازحين في مدن الزائرين، وثلاثة مخيمات كبيرة تابعة للعتبة الحسينية، وعدد من الحسينيات والجوامع على طريقي النجف وبغداد وناحية الحر غربي مركز المدينة، ووفرنا لهم الطعام والاحتياجات الضرورية، فضلا عن توفير الحليب لأكثر من (669) طفلا دون سن الثانية.
كما صرح في حينها مسؤول لجنة إدارة ملف النازحين في العتبة العباسية المقدسة السيد نافع الموسوي قائلا:
استقبلنا نحو (8500) نازح من محافظتي نينوى وكركوك، وأسكناهم في مدينة الزائرين، وفندقين و15 حسينية تابعة للعتبة العباسية المقدسة، وقد تم توفير الطعام والخدمات الطبية للنازحين وتلبية متطلباتهم الضرورية الأخرى من ملابس وحليب أطفال وغيرها.
وإن كثيرا من النازحين خرجوا من مدنهم حفاة وبلا هويات شخصية؛ بسبب مداهمة الإرهابيين لهم وهروبهم من القتل، كما تعرضوا إلى معانات جسدية ونفسية كبيرة من أبرزها امرأة لم تتمكن من جلب طفلها الرضيع من منزلها، وكانت قد خرجت وهي تظن أن ابنتها الكبرى أخرجت الطفل معها.