العتبة العباسية المقدسة تدعم وتكرم عوائل الشهداء في محافظة البصرة
30-12-2018
زين العابدين السعيدي
العتبة العباسية المقدسة
تدعم وتكرم عوائل الشهداء في محافظة البصرة
العتبة العباسية المقدسة كجهة دينية تمثل المرجع الديني الأعلى سماحة آية الله العظمى السيد علي الحسيني السيستاني (دام ظله الوارف ) من خلال أمينها العام سماحة حجة الإسلام والمسلمين السيد أحمد الصافي (دام عزه وتأييده) تسعى دائماً إلى رعاية كل من يحتاج الرعاية والتواصل مع من يستحق التواصل.
وبعد أن أطلقت المرجعية الدينية العليا الرشيدة فتوى (الوجوب الكفائي) من أجل حقن دماء المسلمين والحفاظ على المقدسات, هبّ مئات الآلاف من المؤمنين ملبين نداء مرجعيتهم إيماناً منهم بحكمتها وسداد رأيها, وتركوا الدنيا وملذاتها وذهبوا إلى ساحات الوغى لمقارعة قوى الشر والظلام الوحشية المعادية للإنسانية جمعاء.
وبإذن الله تعالى وتأييده، تحقق النصر لهؤلاء المؤمنين في كل المعارك التي خاضوها, ولا يخفى على الجميع أن النصر لا يأتي دون تضحية، ودون تقديم الشهداء والجرحى.
ولأن الشهداء والجرحى أصحاب فضل كبير على الجميع، حيث جعلوا أرواحهم دروعاً واقية لأرواحنا، ودماءهم سداً منيعاً لمقدساتنا؛ قامت الأمانة العامة للعتبة العباسية المقدسة بتنظيم زيارات متتالية للجرحى وعوائل الشهداء في جميع مناطق العراق وبدون استثناء من أجل التواصل معهم، وسد احتياجاتهم، وزيارة عوائلهم والاهتمام بهم وتكريمهم تكريماً يليق بتضحياتهم, وستستمر هذه الزيارات لحين زيارة جميع عوائل الشهداء الأبرار الذين استشهدوا بعد انطلاق فتوى الوجوب الكفائي...
صدى الروضتين كانت حاضرة في إحدى هذه الزيارات حيث توجه وفد العتبة العباسية المقدسة الذي ضم سادة ومشايخ من قسم الشؤون الدينية، وعدداً من منتسبي أقسام: (العلاقات العامة, الشؤون الفكرية والثقافية, شعبة السادة الخدم) إلى محافظة البصرة الفيحاء, وكانت أولى المناطق التي تمت زيارتها هي منطقة (أبو الخصيب)، حيث تجمعت العوائل المعنية في مقر (مؤسسة عين الخيرية - فرع أبي الخصيب), وتحدث رئيس وفد العتبة العباسية المقدسة فضيلة السيد حمدي الجزائري (دام توفيقه) مع ذوي الشهداء عن سبب هذه الزيارة وهذا التكريم، وأوضح لهم أن المرجعية الدينية العليا هي التي أمرت بهذا وأكدت عليه؛ لأنها ترى الاهتمام بعوائل الشهداء الملبين لفتوى الوجوب الكفائي مسؤولية تقع على عاتقها.
كما ذكر السيد حمدي عدداً من الأحاديث والآيات القرآنية التي تدل على أهمية وضرورة الجهاد في سبيل الله لحفظ رسالة الإسلام وحقن دماء المسلمين, وتبيّن منزلة الشهداء وكرامتهم في الدنيا والآخرة, وأشار إلى الأجر والثواب الذي يناله ذوي الشهيد المحتسبين المؤمنين بما كتبه الله تعالى.
بعدها تم إعطاء هدية معنوية من بركات أبي الفضل العباس(عليها السلام )، ومبلغ مادي (مليون دينار) لكل عائلة شهيد, ثم تم التوجه إلى قضاء المديْنة من أجل تكريم عوائل الشهداء المجتمعة في حسينية السيد (رحمه الحلو), ومن قضاء المديْنة تم التوجه ناحية الشهيد (عز الدين سليم) وبالتحديد إلى جامع الهوير الكبير, إذ كان وفد العتبة العباسية المقدسة على موعد مع عوائل شهداء المنطقة في هذا الجامع المبارك, ثم زار الوفد عائلة الشهيد السعيد فضيلة الشيخ (عبد الحسين لازم كاظم الحلفي) زيارة خاصة في منزله في ناحية الهارثة؛ نظراً لدوره البطولي في المعارك، ودوره في بث روح البسالة والتضحية لدى المقاتلين الشباب.
بعدها تم التوجه إلى منطقة (الخمسة ميل) كمحطة أخيرة خلال هذه الزيارة التي سبقتها زيارة إلى محافظة البصرة، وستليها العديد من الزيارات من أجل تكريم ودعم كافة عوائل الشهداء في مدينة الشهداء (البصرة الفيحاء), وان كل عمليات التكريم التي تمت خلال هذه الزيارة كانت عن طريق التنسيق مع معتمدي المرجعية الدينية العليا في المناطق المذكورة.
وكان لوفد فضائية كربلاء الذي رافق وفد العتبة العباسية المقدسة من بداية انطلاقهم من مدينة كربلاء المقدسة ولغاية رجوعهم لها دور كبير في توثيق هذه الزيارة، وهذا التكريم من خلال المصور (محمد) ومساعد المصور (علي مهدي).
صدى الروضتين أجرت العديد من اللقاءات, وكانت كالآتي:
فضيلة السيد علي يوسف الموسوي معتمد المرجعية الدينية العليا في قضاء أبي الخصيب:
عند صدور فتوى المرجعية الدينية العليا الرشيدة بالوجوب الكفائي, هب ملايين الناس تلبية لندائها دفاعاً عن المقدسات وعن الإسلام وعن العراق وأهله, تاركين خلفهم الأبناء والنساء والأهل والأحبة, غير مبالين بالموت والأذى, فرابط من رابط، وقاتل من قاتل، وجرح من جرح، واستشهد من استشهد، وفاز فوزاً عظيماً, وأن هؤلاء الشهداء لهم فضل كبير على الجميع فلولا دماؤهم لسالت دماؤنا، وانتهكت مقدساتنا، ودنست أراضينا.
كما أن عوائل الشهداء عليهم أن يفتخروا بما قدمه أبناؤهم، وأن يعلموا أن الله سيعوضهم خيراً ويرعاهم, وأتقدم بالتحية والشكر إلى وفد العتبة العباسية المقدسة لتجشمه عناء السفر من اجل زيارة عوائل شهداء البصرة وتكريمهم تكريماً مادياً ومعنوياً, وهذا ليس بغريب على العتبة العباسية المقدسة فهي تسعى دائما لفعل الخير, وأسأل الله تعالى أن يوفقهم ويحفظهم ويرعاهم.
فضيلة الشيخ (جواد كاظم الحلفي) أحد رجال الدين في قضاء (أبو الخصيب):
زيارة العتبة العباسية المقدسة لعوائل الشهداء هي مبادرة أكثر من جيدة، وفيها دعم معنوي كبير لهذه العوائل المضحية, فالشكر كل الشكر إلى الأمانة العامة للعتبة العباسية المقدسة والى أمينها العام سماحة العلاّمة السيد أحمد الصافي (دام عزه), وأود أن أبين أن للشهيد منزلة عظيمة جداً، والمطلع على روايات أهل البيت (عليهم السلام ) في حق الشهيد يكون سباقاً وتواقاً لنيل شرف الشهادة, وأن الأجر والثواب الذي يعطى للشهيد لم يخطر على قلب احد, وكل إنسان يجب أن يكون مستعداً ومتلهفاً للشهادة في قرارة نفسه, فهذا الاستعداد ضروري جداً لكل إنسان.
وتذكر الروايات أن أول قطرة تسقط من الشهيد على الأرض يغفر الله له ما تقدم وما تأخر من ذنبه, وفي الختام نسأل الله العلي القدير أن يحشر شهداءنا مع محمد وآل محمد (صلى الله عليه وآله وسلم )، ومع الحسين(عليه السلام ) وأصحابه الميامين.
الأستاذ (ناظم عبد علي حسين) مسؤول مؤسسة (عين) / فرع أبي الخصيب:
نرحب بوفد العتبة العباسية المقدسة أجمل ترحيب في مقر مؤسسة العين, وإن هذه الزيارة هي رسالة اطمئنان ورسالة شكر وعرفان من المرجعية الدينية العليا الرشيدة إلى أبنائها الغيارى الذين اتخذوا من الإمام الحسين (عليه السلام ) وأصحابه قدوة لهم, وأعادوا البطولات التي سطرها أبطال عاشوراء على صعيد كربلاء.
وكذلك تبين هذه الزيارة مدى اهتمام المرجعية والعتبات المقدسة والقائمين عليها بدماء الشهداء وحرصهم على التواصل معهم, وهنالك شيء مفرح ومصدر فخر واعتزاز أود أن اذكره وهو (عندما اتصلنا بذوي الشهداء، وبلغناهم بالحضور إلى مقر مؤسسة العين من أجل تكريمهم من قبل العتبة العباسية المقدسة, البعض منهم تعذر عن الحضور، وقال: لا أستطيع المجيء؛ لأنني الآن في جبهات القتال..!), فهناك من استشهد ابنه وذهب هو لساحات القتال, وهناك من استشهد أخيه وبقي هو صابراً محتسباً مدافعاً عن أرضه ومقدساته ومتعطشا للشهادة, وهذا يبين لنا مقدار الهمة والعزيمة التي يتمتع بها أهل الشهداء, كما يبين لنا شجاعة واستبسال وإيمان الشعب العراقي.
ولا يفوتني أن أذكر أن مؤسسة (عين) تعمل بمباركة ومأذونية من سماحة آية الله العظمى السيد السيستاني (دام ظله الوارف ) لرعاية أيتام شهداء الحشد الشعبي من خلال إعطاء كل يتيم مائة ألف دينار شهرياً, إضافة إلى الرعاية الصحية والاجتماعية والتربوية, حيث توجد فرق جوالة تابعة للمؤسسة تتفقد عوائل الحشد الشعبي داخل منازلهم, ونسأل الله القبول والتوفيق.
الأستاذ (عبد الرزاق عبد الكريم صباح) والد الشهيد (صباح عبد الرزاق):
فتوى المرجعية الدينية العليا هي التي أعطت الدافع لأبنائنا لمقاتلة زمر داعش ومن لف لفهم, ولولا فتوى المرجعية لأصبح العراق في الجحيم، ولأنتهك كل مقدس فيه, أما العتبة العباسية المقدسة فهي سباقة دائما لكل ما هو جيد وحسن، وتسعى دائما للتواصل مع من يستحق التواصل.
وتكريمهم هذا اليوم لعوائل الشهداء في قضاء أبي الخصيب خير دليل على ذلك, وهذا التكريم يعني الكثير بالنسبة لنا كـ(عوائل شهداء), حيث يشعرنا بأهمية دماء أبنائنا ويبين لنا مدى اهتمام المرجعية الدينية العليا بهذه الدماء، وهذا يخفف علينا الكثير من ألم الفراق, ويجعلنا نفتخر ونتباهى بأن أولادنا تربوا تربية جيدة، فمضوا في طريق أهل البيت (عليهم السلام ) تحت لواء وراية مرجعيتنا الرشيدة.
وأوجه رسالتي إلى سماحة السيد السيستاني (دام ظله الوارف ), وأقول له: (ستبقى البصرة عصاك التي تتوكأ عليها, وكلنا نسير بأمرك، ومستعدون لتقديم أرواحنا وأموالنا وأبنائنا وكل ما نملك من اجل الحفاظ على مذهبنا وأرضنا وصيانة عرضنا).
الأستاذ (حسن بدير فليح) والد الشهيد (صادق حسن بدير):
هذه الزيارة هي مبادرة جيدة والتفاتة كريمة من العتبة العباسية المقدسة وتدل على تثمينهم ووفائهم لدماء الشهداء الزكية, وتعني الكثير بالنسبة لنا؛ لأنهم يمثلون المرجعية الدينية العليا, ونحن عندما أرسلنا أبناءنا وإخواننا كنا على علم بأنهم على موعد مع الشهادة وهي شرف كبير لا يناله إلا ذو حظ عظيم, وأنا شخصياً لم أتفاجأ عندما اخبروني باستشهاد ابني، وتذكرت قول أمير المؤمنين الإمام علي (عليهم السلام )، عندما طبره الملعون المجرم ابن ملجم: (فزت ورب الكعبة), فالشهادة توفيق وفوز وشرف للشهداء وذويهم, فنحمد الله تعالى على هذه النعمة وهذا الفوز.
فضيلة الشيخ (أياد علوان الشاوي) معتمد المرجعية الدينية العليا في قضاء المديّنة:
هذه الخطوة هي خطوة مباركة وتشكر عليها العتبة العباسية المقدسة وأمينها العام سماحة العلامة السيد احمد الصافي (دام عزه), وكل شهيد لابد أن يترك خلفه إما أبوين كبيرين أو أطفالاً صغار يحتاجون إلى رعاية وعناية, فلابد من احتضانهم والتواصل معهم كجزء من رد الجميل إلى ذلك الشهيد الذي بذل أغلى ما يملك في سبيل الدين والوطن والمقدسات.
ونسأل الله تعالى أن يمن على عوائل الشهداء بالصبر والإيمان، ويربط على قلوبهم، فهم فقدوا أحبتهم وأعزاءهم... ونسأله (جل جلاله) أن يوفقكم ويبارك جهودكم التي بذلتموها في هذه التغطية الإعلامية المباركة.
السيد (فاضل السيد رحمه الحلو) عم الشهيد (السيد كاظم الحلو):
عندما صدرت فتوى المرجعية الدينية العليا بخصوص الجهاد الكفائي, كان أول تجمع لأهالي قضاء المديْنة في حسينية السيد (رحمه الحلو), وبدأ شباب المديّنة بالتطوع في صفوف الحشد الشعبي عن طريق هذه الحسينية, وأنا قمت بإرسال أبنائي وأبناء إخوتي لمقاتلة جرذان داعش والدفاع عن المقدسات, وقد استشهد ابن أخي السيد (كاظم الحلو) في منطقة (جرف النصر), وان أخي والد الشهيد السيد (كاظم الحلو) هو أيضاً شهيد حيث استشهد وهو يقاتل البعث الكافر في منطقة الاهوار في عام (1999), وهذه الزيارة مهمة جدا، فهي تشد من عزم المجاهدين، وتجعلهم يشعرون بأن المرجعية جعلت من استشهد منهم نصب عينيها.
الأستاذ (حسن جلاب عباس) والد الشهيد (حسين حسن جلاب):
نرحب كثيرا بوفد العتبة العباسية المقدسة الذي جاء من كربلاء إلى البصرة من اجل تكريم عوائل الشهداء وزيارتهم ودعمهم ماديا ومعنويا, أما أنا كوالد شهيد، فأشعر بالفخر؛ لأن ولدي لبى نداء المرجعية، ودافع عن مذهبه ومقدساته، ونال درجة الشهادة, وعندما سمعت بخبر استشهاده قلت: (هنيئا له), حيث كنا سوية في ارض المعركة، ولكن عدت أنا إلى البيت وهو بقي هناك, وبعد عودتي بيومين نال الشهادة, فهنيئاً له وهنيئاً لكل شهيد.
الشيخ (عبد القادر بحر السعد) معتمد المرجعية الدينية في ناحية (عز الدين سليم):
زيارة وفد العتبة العباسية المقدسة لعوائل الشهداء تحسسهم بأن هناك من يتفقدهم، ومن يحنو عليهم ويرعاهم, وهناك من يثمن الدماء الزكية والأرواح الشريفة التي أزهقت في قتال الدواعش هذا من جهة, ومن جهة أخرى فإن هذه الزيارة هي مصدر فخر واعتزاز لكل العوائل المعنية؛ لأن هذا الوفد يمثل المرجعية الدينية العليا الرشيدة.
ونحن ندعو الحكومة المركزية إلى الاهتمام بعوائل الشهداء ورعايتهم ومتابعة الجرحى, وصرف مخصصات شهرية لمقاتلي الحشد الشعبي؛ لأنهم وعوائلهم بحاجة إليها, فكيف يسد المقاتل احتياجات عائلته وهو في ارض المعركة, وليس من الإنصاف ولا الإنسانية أن نجور ولا نرحم من ترك بيته وعياله، وعرض نفسه للخطر من أجل الدفاع عنا، وعن مقدساتنا.
الطفل (يعقوب يوسف غرام) ابن الشهيد (يوسف غرام):
أنا في الصف الأول الابتدائي, وأشكر العتبة العباسية المقدسة على هذه الهدية وهذا التكريم, وافتخر لأن والدي استشهد مدافعاً عن العراق ومقدساته.
فضيلة السيد (عبد الحسين البطاط) معتمد المرجعية الدينية في منطقة (الخمسة ميل):
نسأل الله تعالى أن يحفظ مراجعنا العظام ويطيل في أعمارهم، فهم صمام الأمان للشعب العراقي ومصدر الحكمة, كما نتقدم بجزيل الشكر والتقدير والامتنان إلى الأمانة العامة للعتبة العباسية المقدسة على هذه المبادرة الكريمة بزيارة عوائل الشهداء إلى مناطق سكناهم وتكريمهم ماديا ومعنويا, فهم بأمس الحاجة إلى هذا التكريم وهذه الزيارة, ونسأل الله تعالى أن يوفق ويحفظ ويسدد ويؤيد كل من يفعل خيرا لأي إنسان في أي مكان وأي زمان.
السيد (جبار هاشم الموالي) والد الشهيد السيد (رافد جبار هاشم):
لبى ولدي فتوى المرجعية الرشيدة واستشهد في منطقة (سيد غريّب), وهو يقاتل عصابات داعش الإجرامية القذرة، ونال الشهادة، ويا له من شرف كبير أن يستشهد الإنسان تحت لواء المرجعية دفاعا عن المقدسات. أما بالنسبة لمبادرة العتبة العباسية المقدسة بتكريم عوائل الشهداء فهي مبادرة جيدة ولطيفة، وليست غريبة على العتبة العباسية المقدسة، وتدل على إنسانية ووطنية القائمين عليها.
وفي ختام الجولة كان لصدى الروضتين لقاء مع فضيلة السيد حمدي الجزائري (دام توفيقه) رئيس وفد العتبة العباسية المقدسة ليطلعنا على طبيعة الزيارة وأهدافها السامية:
بتوجيه من المرجعية الدينية العليا في النجف الأشرف, وتوجيه من سماحة السيد احمد الصافي (دام عزه) الأمين العام للعتبة العباسية المقدسة, ذهب وفد من العتبة العباسية المقدسة إلى محافظة البصرة لزيارة عوائل الشهداء وتكريمهم ورفع معنويات هذه العوائل التي جاهدت وأعطت الشهداء من اجل الدفاع عن هذا الوطن ومقدساته.
وقد وجدنا عوائل الشهداء عوائل كلها عزم وحزم وحماس وغير نادمة على ما فعلته وما قدمته, ووجدنا الكثير من ذوي الشهداء مستعدين لتقديم شهيد آخر, وكل العوائل استقبلتنا بحرارة ولهفة، وعبرت لنا عن مدى أهمية هذه الزيارة ومدى تأثيرها في نفوس الأبناء والآباء والأمهات.
كما وجدنا الكثير من الشبان وكبار السن مستعدين ومتلهفين للذهاب إلى ساحات الجهاد لنيل الشهادة وينتظرون أي فرصة للالتحاق بالحشد الشعبي...
ولا يفوتنا ان نشكر جميع من شارك في هذه الزيارة من العتبة العباسية المقدسة وكذلك نشكر كادر قناة كربلاء الفضائية؛ لمرافقته لنا لمدة أربعة أيام، وتحمله عناء السفر من مدينة كربلاء المقدسة إلى محافظة البصرة الفيحاء, وبذله جهوداً كبيراً في توثيق هذه الزيارة, وبيان ما تقوم به العتبة العباسية المقدسة وما تقوم به الجهات الدينية في رعاية عوائل الشهداء ومتابعة أحوال الجرحى, سيما وأن الإعلام قد أغلق الأبواب على جهود الجهات الدينية التي لم تترك المجاهدين سواء مقاتلين في جبهات القتال أو جرحى في المستشفيات أو شهداء من خلال زيارة عوائلهم وتكريمهم.
وفي الختام نسأل الله العلي القدير ان يوفق الجميع لما يحب ويرضى وينصر مقاتلي الجيش والشرطة والحشد الشعبي على أعداء الله تعالى وأعداء أهل البيت(عليه السلام ), انه سميع الدعاء.
اللقاء الآخر كان مع فضيلة الشيخ ماجد حبيب السلطاني من قسم الشؤون الدينية في العتبة العباسية المقدسة:
بعد انطلاق فتوى المرجعية الدينية العليا بالوجوب الكفائي, سارع أبناء هذا الوطن الشجعان بالتطوع في صفوف الحشد الشعبي لمقاتلة داعش, وبدأت أعداد الشهداء تتزايد يوم بعد يوم, فأمر سماحة العلامة السيد احمد الصافي (دام عزه) بمتابعة عوائل جميع الشهداء الملبين لنداء المرجعية في مدينة كربلاء المقدسة وباقي المحافظات حسب التسلسل والقدرة على الزيارة, فباشرنا بزيارة جميع شهداء مدينة كربلاء المقدسة بلا استثناء، وكان عددهم تقريبا (85) شهيداً.
وبعدها توجهنا إلى محافظات الناصرية والحلة وبغداد والسماوة، وكرمنا عدداً كبيراً من الشهداء في المحافظات المذكورة, أما البصرة فهي مدينة الشهداء حيث قصدناها في زيارتين, وتم في الزيارة الأولى تكريم مئة شهيد, أما خلال هذه الزيارة وهي الثانية فقد تم تكريم مئة وثلاثين شهيداً, وبهذا يكون عدد الشهداء المكرمين في البصرة هو (230) شهيداً, وهذا العدد اقل من ربع العدد الكلي للشهداء في محافظة البصرة, ويكون التكريم عن طريق تسليم ذوي الشهيد مبلغاً مادياً يتراوح (من مليون إلى مليونين ونصف) حسب وضع عائلة الشهيد, وكذلك إعطاؤهم هدية معنوية تشمل خاتماً وقطعة قماش خضراء من أبي الفضل العباس(عليه السلام ) وتربة من الإمام أبي عبد الله الحسين(عليه السلام ).
وهذه الزيارة الغرض منها تفقد عوائل الشهداء ومشاركتهم في العزاء؛ لأن الشهيد يستحق التكريم ويستحق التواصل... وفي نهاية حديثي أتقدم بالشكر الجزيل لكادر فضائية كربلاء الذي رافقنا خلال هذه الزيارة ووثقها، وكذلك الشكر موصول لشعبة الإعلام التابعة لقسم الشؤون الفكرية والثقافية على هذه المتابعة وهذه التغطية, والشكر أيضا للإخوة في قسم العلاقات العامة والسادة في شعبة السادة الخدم.