ضريحُ أبي الفضل العباس يستقبل نعش العلامة السيّد محمد بحر العلوم

30-12-2018
صدى الروضتين
ضريحُ أبي الفضل العباس (عليه السلام )
يستقبل نعش العلامة السيّد محمد بحر العلوم (قدّسَ الله سرَّهُ)

عن الإمام الصادق (عليه السلام ): (إذا مات العالم ثُلمت في الإسلام ثلمة لا يسدّها شيء إلى يوم القيامة)، ببالغ الحزن والأسى استقبل صحنُ المولى أبي الفضل العباس (عليه السلام ) صباح الأربعاء (18جمادى الآخرة 1436هـ) الموافق لـ(8نيسان2015م) نعش العلامة الكبير السيد محمد بحر العلوم (قدس الله سره).
وجرى له تشييعٌ كبير ومهيب حضره ممثّلو المرجعيّات الدينية، والشخصيات السياسية والأمنية، فضلاً عن جمع كبير من أهالي مدينة كربلاء وزائريها.

ابتدأ التشييع من صحن جدّه أبي عبد الله الحسين(عليه السلام ) حيث أجريت له مراسيم الزيارة وصلاة الجنازة في الصحن الحسيني الشريف، بعدها حُمِلَ جثمانُه الى مرقد أبي الفضل العباس(عليه السلام ) يحفّ به المشيّعون، حيث جرت قراءة زيارة أبي الفضل(عليه السلام ) إضافةً إلى زيارة الإمام الرضا(عليه السلام ) وزيارة صاحب الزمان (عجل الله تعالى فرجه الشريف) نيابةً عن الفقيد المرحوم، اتّجهت بعد ذلك الجموعُ المشيِّعة لتحمله الى مثواه الأخير في مدينة النجف الأشرف.
هذا وقام المرجعُ الدينيّ الأعلى السيد علي الحسينيّ السيستاني، والمرجع الديني السيد محمد سعيد الحكيم، والمرجع الشيخ اسحاق الفياض، والمرجع الشيخ بشير النجفي (ادام الله ظلهم الوارف) بتقديم التعازي لعائلة الراحل العلامة المجاهد والمفكر الكبير السيد محمد بحر العلوم.
والفقيد السيد محمد بحر العلوم من أوائل العلماء المجاهدين الذين تصدّوا للعمل السياسي مع السيد العسكري والسيد الشهيد الصدر، والسيد الشهيد مهدي الحكيم، وهو عالم وكاتب له أكثر من خمسين مؤلَّفاً في التأريخ والفقه والسياسة، تخرّج في جامعة النجف الدينية، وحصل على الدكتوراه من جامعة القاهرة في الشريعة الإسلامية عام (1979م).
وكان الفقيد أحد أركان الحركة الإسلامية في العراق، مستقلّاً ويمتلك علاقات سياسية واسعة مع الأحزاب السياسية عموماً، ويحظى باحترام الجميع؛ بسبب مواقفه المعتدلة المستقلة، وكان معارضاً منذ مدّةٍ طويلة لحكم نظام المقبور، وحكم عليه بالإعدام غيابياً عام (1969م)؛ بسبب نشاطاته السياسية، ويعتبر من أركان مرجعية الإمام الراحل السيد محسن الحكيم (قدّس سرّه).
واضطُرَّ إلى مغادرة العراق، وعمل بشكل كبير لمعارضة (النظام البعثي المقبور) بنيّة استبدال الحكم بديموقراطية تسمح لكلّ الثقافات المختلفة ضمن العراق بالعيش سويّةً بسلام.
وبعد سقوط اللانظام (المقبور) عام (2003م)، عُيّن بحرُ العلوم في مجلس الحكم العراقي المؤقّت. وأسّس في العراق معهد العلمين للدراسات العليا في النجف الأشرف الذي أوصى أن يكون مثواه الأخير ومكان دفنه فيه، وهو أوّل معهدٍ متخصّص في العلوم السياسية في النجف الأشرف، وتوفّي الفقيد في مدينة النجف الأشرف يوم (7نيسان 2015م) عن عمرٍ يناهز (88عاماً) بعد صراع مع المرض.