المرجعيةُ الدينيةُ العُليا تُخاطب المجاهدين: أنتم أمام مسؤولية الاستمرار في منازلة الإرهابيّين
30-12-2018
شبكة الكفيل العالمية
المرجعيةُ الدينيةُ العُليا تُخاطب المجاهدين: أنتم أمام مسؤولية الاستمرار في منازلة الإرهابيّين، وعلى أبناء المناطق التي يسيطر عليها داعش المشاركة في تحريرها
جدّدت المرجعيةُ الدينية العُليا مطالبتها الجهات المعنيّة بوضع خطط عسكرية شاملة ومحكمة في جبهات القتال، مع ضرورة مشاركة أبناء المناطق التي تُسيطر عليها عصابات داعش في القتال الى جانب القوات الأمنية، كما أشادت المرجعية الدينية ببطولة واستبسال المدافعين عن مصفى بيجي وأطراف الدجيل، وفي نفس الوقت دعت الحكومةَ العراقيةَ الى إعادة النظر بقرار رفع أجور الكهرباء وتعديله.
جاء ذلك في الخطبة الثانية من صلاة يوم الجمعة (27جمادى الآخرة 1436هـ) الموافق لـ(17نيسان 2015م) التي أُقيمت في الصحن الحسينيّ الشريف، والتي كانت بإمامة الشيخ عبد المهدي الكربلائيّ (دام عزه)، حيث جاء فيها:
أيّها الإخوة والأخوات، أودّ أن أبيّن الأمرين التاليين في هذه الخطبة:
الأمر الأوّل:
في ظلّ المستجدّات الأخيرة في محافظة الأنبار ومصفى بيجي، والاختراقات التي حصلت من قبل عصابات داعش في المنطقتين، ولأجل إدامة زخم الانتصارات المهمة التي تحقّقت للقوّات العراقية خلال الأشهر الماضية، وعدم إعطاء الفرصة للعصابات الإرهابية لتعيد تنظيم صفوفها ومهاجمة المدن والمناطق المحرّرة مرةً أخرى، نجدّد التأكيد على ما يلي:
النقطة الأولى: إنّ على الجهات المعنية بوضع الخطط العسكرية لجبهات القتال وحماية المناطق المعرّضة لاعتداء الإرهابيّين أن تهتمّ بأن تكون خططها شاملةً محكمةً لا تدع مجالاً لأيّ ثغرة يُمكن أن يستغلّها العدوّ فيتقدّم من خلالها لتسجيل بعض الانتصارات وإن كانت محدودة ومؤقّتة.
النقطة الثانية: إنّ من الضروريّ أن يُشارك أبناءُ المناطق التي يسيطر عليها داعش في تحريرها وتخليصها من شرور هؤلاء الإرهابيّين، وأن يكون لهم الدور الأساس في ذلك لأنّهم أولى به من غيرهم، إلّا أنّه لا مانع من حيث المبدأ أن يشاركهم في هذه المهمة غيرهم من العراقيّين ممّن لهم القدرة على ذلك، وإن اختلفت عناوينهم وانتماءاتهم، فإنّهم أبناء وطن واحد يجمعهم المصير المشترك وعنوان العراق الواحد الذي هو وطنهم جميعاً، بالإضافة الى أنّ بقاء تلك المناطق تحت سيطرة الإرهابيّين يعرّض المناطق المجاورة لخطرٍ دائم، وكيف يمكن توفير الأمن والاستقرار للعاصمة العزيزة بغداد إذا بقيت أجزاء مهمّة من محافظة الأنبار المجاورة تحت سيطرة الدواعش؟
النقطة الثالثة: إنّ محاولة البعض في الداخل أو الخارج للتفرقة والفصل بين المقاتلين من أبناء الشعب الواحد، وإلصاق عناوين طائفية بالبعض ممّن يقاتلون الى جانب القوّات العراقية المسلّحة ويشاركهم إخوةٌ لهم من طوائف وديانات أخرى، إنّما يُراد منها إضعاف الجهد القتالي الوطنيّ والطعن فيمن استرخصوا الأرواح والدماء في سبيل حماية أرض العراق وشعبه ومقدّساته، بالرغم من أنّهم ينتمون الى مناطق مختلفة في لونها المذهبيّ والدينيّ، ولم يكن هدفُهم ذا سمة طائفية أو دينية، بل حماية كلّ العراق بجميع مكوّناته، فالمأمول من القوى السياسية وأصحاب القرار أن لا يأبهوا بهذه المحاولات، وينطلقوا في مواقفهم وقراراتهم من المصلحة العُليا للشعب العراقي.
النقطة الرابعة: لقد استبسل الكثيرُ من الضباط والجنود والمتطوّعين وأبناء العشائر دفاعاً عن مصفى بيجي ومدينة الرمادي وأطراف الدجيل، وسطّروا ملاحم الشهادة والتضحية في أروع صورها، ولا يسعنا إلّا أن نخضع إجلالاً وتقديراً لهؤلاء الأبطال، ونترحّم على شهدائهم الكرام، وندعو لذويهم بالصبر والسلوان ولجرحاهم بالشفاء العاجل.
الأمر الثاني:
اتّخذ مجلسُ الوزراء قراراً برفع أجور الكهرباء، وأعقب ذلك استياءٌ بالغ لدى الكثير من المواطنين، ونقول بهذا الصدد أنّه يُفترض بالحكومة أن تعيد النظر في هذا القرار وتعدّله بما يناسب حال الطبقات المتوسّطة من المواطنين، فضلاً عن الطبقات الفقيرة، فإنّ الأسعار الجديدة لا تسمح لمعظم العوائل من ذوي الدخل المتوسّط والمحدود أن يستفيدوا من الطاقة الكهربائية حتى للاستخدامات شبه الضرورية، ولاسيّما في أشهر الصيف اللاهبة.
إنّ الأوضاع المالية للبلد وإن كانت تحتّم على الحكومة الاهتمام باستحصال أجور الكهرباء من المستفيدين منها، ولكن عليها أيضاً أن تُراعي الوضع المعيشيّ والنفسيّ للطبقات المتوسّطة والفقيرة، ولاسيّما أنّ الكثير منهم قد بعثوا بأبنائهم وفلذّات أكبادهم الى جبهات القتال للحفاظ على البلد أمام هجمات الإرهابيّين، وقدّموا التضحيات الجسام في هذا السبيل، فهل من الإنصاف والمروءة أن يُطالَبوا في هذه الظروف بمبالغ كبيرة لا قدرة لهم على دفعها إزاء استخدامهم للطاقة الكهربائية؟
ونودّ أن نشير الى أنّ ترشيد استهلاك الكهرباء في الوقت الحاضر أصبح مسؤوليةً شرعيةً ووطنية وأخلاقية، لذلك نهيب بالمواطنين جميعاً ومن منطلق المسؤولية الشرعية والوطنية أن يهتمّوا بترشيد الاستهلاك للكهرباء مهما وسعهم ذلك، وفّقنا الله وإيّاكم لما فيه الخير والصلاح.