بالتعاون مع العتبتين المقدستين الحسينية والعباسية أقام أهالي مدينة الإمام الحسن المجتبى عليه السلام الحلة الفيحاء مهرجانهم السنوي الساب

30-12-2018
تغطية : احمد صالح

تبعث السماء النور الإلهي لتشق الحجب نحو الأرض، وهي تشرق وتعم الفرحة ربوعها بنسائم عبير الطهر الالهي، وهي تتشرف بمولد سبط النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم الإمام الحسن المجتبى عليه السلام ، ففي ليلة النصف من شهر رمضان، كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ينتظر وليده الحبيب، ليزهر بنوره الوجود، ويستقبله جده صلى الله عليه وآله وسلم كما تستقبل الزهرة النضرة قطرات الندى بعد عطش طويل.
نشأ الإمام الحسن المجتبى عليه السلام في كنف جده رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، مما كان له الأثر الواضح على خلقه وعلمه، فضلاً عن أنه يشبهه شكلاً، ففي خلقه كان معروفاً ببساطته وتواضعه وكرم نفسه حتى سمي بـ(كريم أهل البيت) لكثرة تصدقه، وله مواقف كثيرة في هذا الشأن. أما علمه فهو رباني كان يأخذه من جده رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .
بعد استشهاد والده أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ، واجه الإمام المجتبى عليه السلام ظلماً كبيراً بعد تسلمه الإمامة، ولكنه سار وفق ما تمليه الارادة الإلهية، فكان خير ممهد لثورة أخيه الامام الحسين عليه السلام التي أصبحت صوتاً مدوياً في وجه كل ظلم حتى وقتنا الحاضر.
استمرت ظلامة الامام المجتبى عليه السلام لتمد خيوطها الواهنة الى التطاول بقيام الزمرة الوهابية الضالة، بتهديم قبور أئمة البقيع عليهم السلام ومن ضمنهم قبر الإمام الحسن عليه السلام ، ولتفرض عليه طوقا يمنع وصول محبيه إلى قبره الشريف وقبور الائمة عليهم السلام.
ولكن تلك الممارسات التعسفية لم تضع حداً لأتباع أهل البيت عليهم السلام، من إعلان نصرتهم لأئمتهم بأي شكل من الأشكال، وها هي قلوب محبيهم تسعى الى إعادة بناء ما هدمه التكفيريون، لتبدأ من مدينة العلم والعلماء الحلة الفيحاء لتضع بصمتها لنصرة سبط النبي الأكرم، ولتسمى باسمه (مدينة الامام الحسن المجتبى عليه السلام ). ففي كل عام، وفي مقام (رد الشمس)، يقيم أهالي مدينة الحلة في الخامس عشر من شهر رمضان المبارك المهرجان السنوي بمناسبة مولد الامام الحسن المجتبى عليه السلام .
أقيم المهرجان تحت شعار (الامام الحسن المجتبى عليه السلام عزة للمؤمنين وإصلاح للمسلمين)، وشهد حفل الافتتاح حضوراً واسعاً تمثل بوفود العتبات المقدسة، وشخصيات دينية ورسمية، إضافة الى الجموع الغفيرة من أهالي مدينة الحلة.
ابتدأ الحفل بتلاوة آيات من الذكر الحكيم، شنف بها مسامع الحضور القارئ (علي الحجار) ليقف بعدها الحضور إجلالاً لقراءة سورة الفاتحة على أرواح شهداء العراق الأبرار، أعقبتها فعالية رفع راية الإمام الحسن عليه السلام ، ليعلن بعد ذلك انطلاق المهرجان.
افتتح المهرجان بكلمة الأمانتين العامتين للعتبتين المقدستين الحسينية والعباسية ألقاها مسؤول معتمدي المرجع الديني الأعلى سماحة السيد علي الحسيني السيستاني (دام ظله الوارف) سماحة السيد محمد حسين العميدي (دام عزه) بين فيها قائلاً:
تتجه أفئدة المؤمنين في مثل هذه الليلة الى حجرة السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام، فنجد أن داخل هذا البيت النبوي الشريف قد لاح نور بزوغ شمس جديدة، ونور من أنوار الله سبحانه وتعالى، مدّ أجنحته ليعمّ الأرض شذاه، وقد استبشر أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام بالخير والفرح والسرور بميلاد ولده الحسن كريم أهل البيت عليهم السلام.
ونحن اليوم بأمس الحاجة للاقتداء بصفات أئمتنا الأطهار عليهم السلام، خصوصاً وأن مدن الحلة وكربلاء والنجف وغيرها تحتضن العوائل النازحة جراء العمليات الارهابية التي أدت الى تهجيرهم قسراً من منازلهم ومن هذا المكان المشرف.
وبهذه المناسبة العزيزة التي تمر علينا، نشد على أيدي أهالي المدن بتقديم كل ما يمكن من مساعدة لإخوانهم.. وفي ختام حديثه تقدم بالشكر الى أهالي مدينة الحلة الفيحاء لإقامتهم هذا المهرجان، مثنياً بذلك على جهود العتبات المقدسة لإنجاحه.
أعقبتها كلمة اللجنة المنظمة للمهرجان، أطلّ بها على مسامع الحضور السيد (علي هادي المرعب) ممثلاً عن أهالي الحلة، ليبين فيها قائلاً:
ها هو شلال الفيض الإلهي ينهمر علينا في عامنا الجديد رحمةً وبركةً تضاف الى بركات كريم آل البيت الإمام الحسن المجتبى عليه السلام في مهرجانه السنوي السابع الذي تحتضنه مدينة الحلة. لقد أصبح هذا المكان المقدّس (مقام ردّ الشمس للإمام علي عليه السلام ) عنواناً لهذا المهرجان، وأصبحت هذه المدينة عنواناً لسبط الرسول وكريم آل البيت الإمام الحسن المجتبى عليهم السلام؛ وذلك للأسباب الآتية:
1- دعوة المرجع الأعلى السيد محسن الحكيم (قدّس سره) الى التفكير والتوجيه بأن تختصّ كلّ مدينة عراقية ذات أغلبية شيعية بإحياء مناسبة لأحد الأئمة المعصومين عليهم السلام، وقد خُصّت مدينة الحلة بالإمام الحسن المجتبى عليهم السلام بوصفها أحد رؤوس المثلث المقدّس: النجف (مدينة الإمام علي عليه السلام )، كربلاء (مدينة الإمام الحسين عليه السلام )، الحلّة (مدينة الإمام الحسن عليه السلام ).
2- إنّ جلّ سعينا أن توصف هذه المدينة بأنّها مدينة الإمام الحسن المجتبى عليه السلام ، وهنا لا نريد تغيير اسم (الحلة)، إنّما نريد إضفاء القدسية على هذه المدينة، فمَنْ أولى من الحلة الفيحاء بوصفها جزءاً لا يتجزّأ من أرض الكوفة بحمل هذا الشرف؟
3- إنّنا بحاجة الى أن نعيد لهذه المدينة تألّقها العلمي والمعرفي، وأن تعود لارتداء حلتها الدينية الناصعة إحياءً لتراثها، بعد أن انتقلت الحوزة العلمية الى النجف الأشرف.
4- إنّ تشرّف الحلّة بحمل اسم كريم أهل البيت يُعطي المدينة وأهلها اندفاعاً في إضفاء هذه الصفة (الكرم) لضيوفها من السائرين لزيارة سيد الشهداء عليه السلام من المدن الأخرى، وما في ذلك من اكتمال اللوحة المحمدية بتدبير الحسن وسيف الحسين عليهما السلام.
5- إنّ اسم الإمام الحسن عليه السلام يحصن المدينة وأبناءها من تداعيات ومتغيّرات العصر التي تحاول جرّ أبنائها الى أفكار بعيدة عن الإسلام بحجج عديدة: كالحرية والديمقراطية والتقدم... فهو إذن حصنٌ من الانحراف كما أشرنا.
6- لعلّ العامل المشترك بين الحلّة الفيحاء والإمام الحسن المجتبى عليه السلام هو المظلومية واستمرارها، فالعلم الذي تحتضنه الحلة تحت ثراها كفيلٌ بأن يجعلها واحدةً من رموز التألّق الديني والعلمي والحضاري، لكنّ حالها اليوم كالبحر المملوء بالنفائس والغوّاص أعمى..!
وهنا نريد أن نحيي رمزاً للإمام الحسن المجتبى عليه السلام ، لتكون الأنفاس المقدّسة لسيد البقيع حاضرةً في الحلة؛ علّها تغيّر جوّ المدينة السياحي والديني والثقافي لتحصل على ما عجز السياسيون عن تحقيقه.
7- لا شكّ أنّ بقيع الحلة الرمزي سيكون مدوّياً بوجه مظلومية بقيع الحجاز، وهكذا نردّ على مدّعي الإسلام بطريقة حضارية تساهم في نشر فكر أئمة البقيع عليهم السلام، وتعريف العالم بدورهم الإنساني والعلمي، وبهذا نفتح نافذةً لإقامة (الروضة الحسينية وأئمة البقيع عليهم السلام) في هذه المدينة.
لتعقبها فعاليات قدمتها ممثلية المواكب والشعائر الحسينية في مدينة الحلة، ليصل الدور إلى فرقة إنشاد العتبة الحسينية المقدسة التي صدحت بأنشودة بحق الإمام الحسن المجتبى عليه السلام ، وليكون مسك ختام حفل الافتتاح موشحات بحق أهل البيت عليهم السلام لخادمهم الملا (عمار الكناني).
جاء بعدها توزيع الهدايا والشهادات التقديرية للجنة التحكيمية المشرفة على مسابقة مؤلف بحق الامام الحسن عليه السلام الثانية، وأيضاً إعلان أسماء الفائزين بالمسابقة لتقديم الجوائز لهم.

ويذكر أن هذه المسابقة التي يقيمها (قسم الشؤون الفكرية والثقافية) في العتبة العباسية المقدسة، تهدف الى إظهار مظلوميته عليه السلام ، وأيضا لتسليط الضوء على جوانب عدة من حياته الشريفة، وبيانها وإظهارها بالشكل الذي رسمته الارادة الالهية للإمام عليه السلام .
وكانت المؤلفات الثلاثة الفائزة هي: المرتبة الأولى كانت من نصيب كتاب (الإمام الحسن عليه السلام السبط المجتبى)، لمؤلّفه السيد (زهير طالب الأعرجي). أما المرتبة الثانية فقد كانت من نصيب (السيد محمد المعلّم) عن كتابه الموسوم بـ(الحسنيات). وفي المرتبة الثالثة حلّت الدكتورة (بيان عبيد العريض) عن مؤلفها بعنوان (نساء مع الحسن).
وفي ختام فعاليات اليوم الأول، اتجه الحضور الى افتتاح معرض الخط العربي والبوستر الفني، حيث شارك العديد من الفنانين والخطاطين في هذا المعرض الذي عرضت فيه لوحات جسدت العشق الولائي، والحرص على إبراز الشخصية الحقيقية للإمام الحسن المجتبى عليه السلام من خلال فنون الخط والتصميم.
وهذه الفعالية الفنية أقيمت على مساحة تقدّر بـ(150م2) وضمّت مشاركات لنخبة من فناني وخطّاطي مدينة الحلة، وتمّ إخضاع هذه الأعمال للجنة مختصة من أجل تقييم العمل الأصلح منه؛ لغرض المشاركة أوّلاً، وتقييم الأعمال المشاركة ثانياً، وحسب آلية تقييمية معينة تمّ اتّباعها لغرض تعيين الأعمال الفائزة بالمسابقة المعدّة لهذا الغرض، حيث حدّدت اللجنة المشرفة على المهرجان جوائز للفائزين الأوائل من كلّ معرض، فضلاً عن جوائز تقديرية أخرى للمشاركين.
وقد بلغ عدد الأعمال المشاركة في كلٍّ من المعرضين (38 عملاً) بين لوحة خطّية وبوستر فني، حاكت هذه الأعمال بعضاً من مراحل حياة الإمام الحسن عليه السلام وتجسيدها فنياً، وبفكرة روعيت فيها حداثة الفكرة ومدى تصويرها لتلك الوقائع التي مرّ بها الامام عليه السلام .
شهد اليوم الثاني من مهرجان الإمام الحسن المجتبى عليه السلام إقامة الأمسيات القرآنية والشعرية، وبمشاركة نخبة من قراء القرآن الدوليين والشعراء الذين أخذوا مساحة واسعة من قلوب محبي أهل البيت عليهم السلام بقصائدهم الولائية والحماسية.
افتتح اليوم الثاني بتلاوة آيات مباركات من الذكر الحكيم، لتأتي بعدها فعاليات قدمتها ممثلية الشعائر والمواكب الحسينية في مدينة الحلة، لتنشر بعد ذلك نسائم قرآنية في ربوع مقام (رد الشمس) المطهر، كان أولها للقارئ الدولي (السيد مصطفى الغالبي) قارئ ومؤذن العتبة الحسينية المقدسة الذي انعش نفوس الحضور من عبير كلمات الفيض الإلهي.
بعد ذلك ارتقى المنصة القارئ والحكم الدولي الأستاذ (رافع العامري) الذي بتلاوته أمست القلوب منقطعة نحو السماء خاشعة، ليكون مسك ختام هذه الجلسة القرآنية قراءة معطرة في كتاب الله العزيز، شنف بها أسماع الحاضرين القارئ الأستاذ (محمد الطيار).
جاء بعد ذلك الدور على القوافي الولائية بقصائد حماسية لنخبة من الشعراء المبدعين كان أولها مع الشاعر (علي فيصل السلطاني) من مدينة الحلة، ليكون الدور بعد ذلك على شاعر أهل البيت عليهم السلام المبدع (أبو محمد المياحي) بقصيدة ولائية، أعقبتها قصيدة للشاعر السيد (أحمد الزاملي) رئيس رابطة شعراء جامعة بابل، ورئيس اتحاد الأدب الحسيني في المحافظة.
بعد ذلك ارتقى المنصة الشاعر المبدع (محمد الأعاجيبي) الذي عرف بقصائده الحماسية والولائية التي لا تقل شأناً عن حدة السيف بوجه أعداء أهل البيت عليهم السلام، وبطريقة رائعة ألقى كلماته التي هيجت مشاعر الحضور، ليكون مسك ختام الحناجر الولائية بقصيدة للشاعر الحلي (رحيم الخفاجي).
شهد اليوم الثالث والختامي للمهرجان فعاليات جاءت ضمن المنهاج المعد له، فقد احتضنت بناية مديرية الوقف الشيعي في محافظة بابل فعاليات هذا اليوم الذي شهد حضوراً واسعاً تمثل بشخصيات رسمية وأكاديمية من المحافظة، وأيضاً مجموعة كبيرة من مديري بعض المدارس في المحافظة، وأيضاً الطلبة وعدد من أولياء أمورهم.
ابتدأ الحفل الختامي بتلاوة آيات من الذكر الحكيم، بعد ذلك كانت هناك محاضرة ألقاها السيد (محمد حسين العميدي) رئيس معتمدي المرجع الأعلى سماحة السيد علي الحسيني السيستاني (دام ظله الوارف)، حيث كان المحور الأساس في المحاضرة هو ما يواجه بلدنا العزيز من تحديات وهجمات إرهابية تكفيرية تهدف الى المساس والعبث بمقدساتنا.
وقد بيّن السيد العميدي مجموعة من الأمور المهمة التي لابد أن تكون في النظر، كما أكد على ضرورة الوقوف مع القوات المسلحة في حربهم ضد الارهاب التكفيري، وهذا الدعم يأتي من عدة جوانب: المادي منها والمعنوي وأيضا اللوجستي، ناقلاً في حديثه موقف المرجعية الرشيدة في النجف الاشرف من هذه الظروف وتوجيهاتها في التعامل معها.
كما كانت هنالك مجموعة من الاستفسارات من بعض الحضور عن بعض الأمور التي ينبغي مراعاتها في الفترة الراهنة، ليقدم سماحة السيد العميدي الاجوبة الوافية التي تندرج ضمن التوصيات التي اطلقتها المرجعية الرشيدة.
بعد ذلك جاء الدور على سماحة الشيخ (حبيب الكاظمي) ليطل على الحضور بإلقائه بحثاً حوزوياً بعنوان (دور الإمام الحسن عليه السلام في قيادة الأمة) حيث قدم سماحته تحليلاً لنظريتين خُصّ بهما أئمّة أهل البيت عليهم السلام: الأولى تاريخية والثانية أخلاقية وتربوية، حيث بيّن في تحليليه ما انطوى من الأحداث التاريخية. وقد اتخذ من شخص الإمام علي وابنه الإمام الحسن عليهما السلام أنموذجاً، وقام بتبويب هذا التحليل الى ثلاثة أبواب، الأول: الفكري، والثاني: المرتبط بالناس وهدايتهم، والثالث: العاطفي وتحفيز العواطف وإثارتها، والعمل على قلب الإنسان من قلب صامت الى قلب نابض.
ثمّ أوضح الباحث دور الإمام الحسن عليه السلام في هذه الأبواب الثلاثة، وكيف أنّه عليه السلام عانى ما عانى ورأى ما رأى من مصائب وفتن ومحن من أجل ترسيخ هذه الأبواب، وكيف وقف وعمل على تسخيرها في مواجهة الفساد والإفساد.
أمّا التحليل الثاني الذي تطرّق له الشيخ الكاظمي هو التحليل الأخلاقي والتربوي في حياة الإمام الحسن عليه السلام ، فكما هو معروف عنه أنه امتاز بصفة الكرم، كذلك فإنّه امتاز بصفات ونعوت أخرى: كالحلم والصبر وكظم الغيظ وحسن الخلق، مُبيّناً أنّه على كلّ مؤمنٍ أن يتّخذ من هذه الصفات الحميدة خصلةً حسنة يتحلّى بها، من أجل خطّ مسير حياته، والدخول في مدرسة أهل البيت عليهم السلام، هذه المدرسة الشاملة والجامعة لكافة المضامين الأخلاقية.
وقد تطرّق الكاظمي لهذه الصفات ليختمها بصفة الحلم، وكيف تكون من حالة التعالي الباطني والسيطرة على الجوانح والجوارح، وكيف يلعب الشيطان بالتركيبة الذهنية للفرد ويغيرها... ثم أوضح أنّه من يريد أن يصل لدرجة الحلم، فعليه أن ينشغل بالعالم العلوي، والطريق الى هذا الانشغال هي الصلاة الخاشعة.
ليكون مسك ختام المهرجان توزيع الهداية والدروع الى كل من ساهم في انجاح المهرجان، وأيضاً توزيع الجوائز على الفائزين بمسابقة الخط العربي والبوستر الفني التي اقيمت على هامش المهرجان، وكذلك تكريم مجموعة من طلبة مدارس الحلة الابتدائية والمتوسطة والاعدادية الأوائل والمتفوقين الذين حصلوا على علامات مميزة في دراستهم.
وتأتي هذه الخطوة من اجل ان يكون المتفوق مميزا عن غيره، ليصبح هذا التكريم حافزا حقيقيا لوصوله الى مراتب متقدمة في العلم، ولأن هذا التفوق كان نتيجة الحرص والتفاني في العمل الذي قدمته الكوادر التدريسية وادارات المدارس، فقد كان ايضا هنالك تكريم خاص لمجموعة من مديري ومدرسي بعض المدارس في محافظة بابل.
صدى الروضتين وضمن متابعاتها للمحافل والمهرجانات، كانت حاضرة في هذا المهرجان، وأجرت لقاءات عدة كان أولها مع الأستاذ المهندس (حسن الحلي) مسؤول اللجنة التحضيرية للمهرجان، والذي بيّن قائلاً:
يعتبر مهرجان الامام الحسن المجتبى عليه السلام الذي يقام في مدينة الحلة ليس وليد السنوات الست الماضية، إضافة الى دورته الحالية وهي السابعة، بل يمتد تاريخ اقامته الى حقبة الستينيات من القرن الماضي، ولكن بعد مجيء الحكم البعثي الذي حارب كل ما له صلة بأهل البيت عليهم السلام، تم ايقاف اقامة هذا المهرجان.
وقام أهالي الحلة بعد سقوط الصنم بإعادة احياء هذا المهرجان بحلة جديدة، وحقيقة ان الدور الكبير الذي قدمته العتبتان المقدستان الحسينية والعباسية في انجاح هذا المهرجان لايمكن وصفه. أما الانجاز الكبير الذي يحسب لأهالي مدينة الحلة خصوصا القائمين عليه، فهو تسمية مدينة الحلة باسم الامام الحسن عليه السلام . وفي ختام حديثه تقدم بالشكر الجزيل الى كل من قدم العون، وساهم في انجاح هذا الكرنفال الولائي.
أما لقاؤنا الآخر كان مع (السيد عقيل الياسري) معاون رئيس قسم الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة العباسية المقدسة، وعضو اللجنة التحضيرية للمهرجان، فبيّن قائلاً:
يعتبر مهرجان الامام الحسن المجتبى عليه السلام الذي يقيمه أهالي مدينة الحلة بالتعاون مع العتبتين المقدستين من المهرجانات التي لاقت صدىً كبيرا على مستوى القطر، ففي كل دورة من دورات المهرجان هنالك تجديد وإضافات الى فعاليات المهرجان الذي كان في دوراته الأولى يقام بإمكانيات بسيطة يقدمها الأهالي، ولكن بعد ذلك تم الاتصال بالعتبتين المقدستين من اجل عقد التعاون معهما لإقامة هذا المهرجان، وجاء هذا بعد ان ذاع صيت العتبات المقدسة في كربلاء بإقامة المهرجانات المختلفة التي تتزامن مع مواليد الأئمة الأطهار عليهم السلام، لاسيما مهرجان ربيع الشهادة الثقافي العالمي.
مبينا: أعتقد كذلك أنّنا نسير في الاتّجاه الصحيح من أجل التعريف بشخصية الامام الحسن المجتبى عليه السلام العظيمة وضمن الإمكانيات المتاحة، ولأنه لا يمكن الاحاطة بأيّ جزءٍ من هذه الشخصية، وبناء على هذه المعطيات، فأنّ اللجنة العليا المشرفة على المهرجان وكافة اللجان الفرعية المنبثقة منها لم تدخر جهداً، ولم تبخل بأيّ فكرة أو عمل من شأنه أن يقوّم هذا المهرجان.
ولا ننسى مدى التفاعل الكبير والاندفاع غير المسبوق من قبل أهالي مدينة الحلة، والتي بالفعل تستحقّ أن تسمّى بمدينة الإمام الحسن عليه السلام ، وهم يسعون من أجل تجذير وترسيخ هذه التسمية بإقامتهم ورعايتهم لهذا المهرجان، أو أي محفل يمتّ بصلة للإمام الحسن عليه السلام .
كما كان لنا هذا اللقاء مع الأستاذ (راضي عبيد هجول الجبوري) معاون مدير عام تربية محافظة بابل للشؤون الادارية، تحدث قائلاً:
نتقدم بالتهاني والتبريكات الى مقام العصر والزمان الامام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف والى مراجعنا العظام والعالم الاسلامي اجمع بهذه المناسبة العطرة ذكرى ولادة كريم اهل البيت الامام الحسن المجتبى عليه السلام ، ونسأل الله سبحانه وتعالى بهذه المناسبة أن يمنّ على بلدنا العزيز بالخير والأمان.
وللسنة السابعة على التوالي يقيم اهالي مدينة الامام الحسن المجتبى عليه السلام هذا المهرجان الذي يلتقي فيه المثقفون والأدباء والشعراء في رحاب هذا المشهد المقدس الذي ردت فيه الشمس الى الامام امير المؤمنين عليه السلام . وهذه الفعاليات التي تقام والتحضيرات انما هي دليل واضح على مدى رعاية واهتمام العتبتين المقدستين في مدينة كربلاء المقدسة لهكذا نشاطات ثقافية تهدف الى تسليط الضوء على الجوانب الفكرية والثقافية الخاصة بالإمام الحسن عليه السلام ، فضلاً عن تقديم المؤلفات والبحوث التي تبين شخصية هذا الامام العظيم.
الدكتورة (بيان عبيد العريض) الخبيرة الثقافية في وزارة الثقافة، والحائزة على المرتبة الثالثة في مسابقة مؤلف بحق الإمام الحسن عليه السلام ضمن فعاليات المهرجان بيّنت لصدى الروضتين من جانبها قائلة:
أتقدم بالشكر الجزيل الى القائمين على اقامة هذا المهرجان، والشكر موصول الى العتبتين المقدستين الحسينية العباسية لما قدمتا من رعاية واهتمام للأقلام النسوية الاسلامية التي تكتب بصدق بطريقة الاعلام العراقي المعاصر، والذي هو نافذة فتحت للكثير من الكاتبات الجادات، بعد أن كانت هنالك قلة من الكاتبات في مجال الاعلام الاسلامي.
والمعروف أن الشهيدة بنت الهدى كانت الرائدة الأولى في الكتابة النسوية ضمن اطار الاعلام الديني الملتزم خصوصا في العراق والمنطقة الاسلامية... وبمشاركتي في هذا الاحتفال، ينتابني شعور بأن السيدة فاطمة الزهراء وبعلها وبنيها عليهم السلام يقدمون إليّ هدية سماوية تجعلني محظوظة دون غيري، بكتابة كلمات طيبات تقرّ بها عين الزهراء عليها السلام، وهذا المؤلف الذي قدمته بحق الإمام الحسن المجتبى عليه السلام وهو تحت عنوان (الامام الحسن والنساء) وهذا العنوان يثير لدى البعض نوعا من الغرابة، حيث قدمت فيه النساء في حياة الأئمة الاطهار عليهم السلام.
حيث تم تسليط الضوء على دور النساء في حياة الامام الحسن عليه السلام ، بدأ بالسيدة فاطمة الزهراء عليها السلام كأمّ، ومن ثم دور السيدة زينب الكبرى عليها السلام في حياة أخيها الإمام الحسن عليه السلام بعد ذلك الأخريات من النساء في حياته عليه السلام ، وصولاً الى أشقى النساء التي سقته السم لتكون ختام حياته الشريفة.
كما كان لنا لقاء مع القارئ والحكم الدولي الأستاذ (رافع العامري)، ليتحدث عن مشاركته في المهرجان، فتحدث قائلاً:
أتقدم بالشكر الجزيل الى القائمين على هذا المهرجان لتهيئة الفرصة من أجل أن أكون احد المشاركين في احياء الأمسية القرآنية التي احتضنها هذا المشهد الشريف بمناسبة مولد الامام الحسن المجتبى عليه السلام ، خاصة إقامتها في شهر القرآن الكريم شهر رمضان المبارك، أدعو الله بحرمة هذا الشهر الفضيل أن يجعل بلدنا آمنا بأمنه.
السيد (مصطفى الغالبي) قارئ ومؤذن العتبة الحسينية المقدسة، بيّن من جانبه قائلاً:
نتقدم بالتهاني والتبريكات الى الامام الحجة المنتظر عجل الله تعالى فرجه الشريف بمناسبة مولد الامام الحسن المجتبى عليه السلام سبط النبي الأول ومعز المؤمنين، وهي المناسبة التي تزامنت مع شهر الخير والطاعة. وبالنسبة للمهرجا