أبناءُ مدينةِ السيّد محمد عليه السلام يشكرون المرجعيّة الدينية العُليا

30-12-2018
مصطفى الباوي
أبناءُ مدينةِ السيّد محمد عليه السلام
يشكرون المرجعيّة الدينية العُليا وعتبات كربلاء المقدّسة

من المدن العراقية التي سطّرت أروع صور الدفاع والذّود عن الأرض والعرض، واستطاعت أن تقف طوداً شامخاً بوجه العصابات التكفيرية والإرهابية المتمثّلة بعصابات داعش هي مدينة (بلد)، مستلهمين قوّتهم وعزيمتهم من ذلك الرجل الذي ثوى بين جنباتها وهو السيد محمد بن الإمام علي الهادي عليهما السلام ، حيث ظلّ أهلُها أطفالاً ورجالاً ونساءً بالرغم من محاصرتهم من جميع الجهات، واستهدافهم بمختلف أنواع الأعتدة والأسلحة صامدين بوجه تلك الريح النتنة العاتية، حتّى منّ اللهُ عليهم بالنصر، والذي تحقّق بجهودهم وجهود القوّات الأمنية وقوّات الحشد الشعبي التي انتفضت لفكّ الحصار عن هذه المدينة.
وخلال تلك الفترة، كان لعتبات كربلاء المقدّسة وبناءً على توجيهات المرجعية الدينية العُليا دورٌ فاعلٌ ومؤثّر على شتّى الصعد، سواءً على الصعيد العسكري من خلال مشاركة القطعات العسكرية: كلواء علي الأكبر عليه السلام ، أو فرقة العباس عليه السلام القتالية، وتقديمهما كوكبةً من الشهداء في المعارك، أو عن طريق الدعم اللوجستيّ، فضلاً عن شحذ الهمم من خلال خطب صلاة الجمعة أو على صعيد التواجد الميدانيّ.
وكجزءٍ من ردّ هذا الجميل لمرجعيّتهم الرشيدة وعتبات كربلاء المقدّسة، قام أهالي (بلد) ممثّلين بشيوخ عشائر ووجهاء وقيادات أمنية وحكومة محلّية بالتوجّه الى مدينة الشهادة والفداء كربلاء المقدّسة؛ ليحمدوا الله ويشكروه عند مرقدي الإمام أبي عبد الله الحسين وأخيه أبي الفضل العباس عليهما السلام بأداء ركعتي صلاة الشكر.
وقد التقى الوفد سماحة الأمين العام للعتبة الحسينية المقدّسة الشيخ عبد المهدي الكربلائي (دام عزه) الذي استمع الى معاناة هذه المدينة الصامدة خلال فترة حصارها، ثمّ استمعوا بدورهم لبعض نصائح وتوجيهات سماحة الشيخ الكربلائي.
وفي لقاء مع قائمّقام قضاء (بلد) المهندس عامر عبد الهادي بيّن فيه قائلاً:
يتقدّم أهالي بلد ببالغ الشكر والامتنان لكلّ الشرفاء الذين سارعوا بالوقوف معهم في محنتهم وإبراز مظلوميّتهم ومواساتهم على مصيبتهم، ودفع الضرّ عنهم وفي مقدّمتهم المرجعيّة الدينيّة العُليا والعتبات المقدّسة.
وإنّ قضاء بلد قدّم منذ يوم التاسع من حزيران العام الماضي ولغاية اليوم ما يقرب من (350) شهيداً و(3,000) جريح أثناء مواجهات أبناء القضاء مع الدواعش المجرمين. موضّحاً: إنّ جهاد أهالي بلد أوقف زحف الدواعش الجبناء الى بغداد... داعياً الجهات ذات العلاقة الى صرف رواتب ومساعدات لعوائل الشهداء والجرحى في القضاء، لافتاً الى أنّ القضاء يُعاني من الإهمال الحكوميّ.