المرجعية الدينية العليا في وصاياها للمجاهدين..
30-12-2018
هاشم الصفار
المرجعية الدينية العليا في وصاياها للمجاهدين..
تحذر أن من استولى على مال غيره غصباً،
فإنّما حاز قطعة من قطع النيران
جاءت الوصايا العشرين للمرجعية الدينية المباركة الدرع الحصينة للمجاهدين، تبصرهم على ما هم عليه من الوعي والبصيرة بأن للجهاد أبواباً وتعاليم أخلاقية بها يستتب أمر الجهاد، ويحقق غايته المنشودة في الحفاظ على بيضة الإسلام، وحفظ الوطن وأهله ومقدساته من دنس العابثين، العتاة المردة من مرتزقة الصهيونية والموساد..
فقد جاءت الوصية الثامنة بخصوص عدم الاستيلاء على مال الغير غصباً، فهو بمثابة حيازة قطعة من قطع النيران، ويمقته الله تعالى حتى يرد ذلك المال إلى صاحبه:
(الله الله في أموال الناس، فإنه لا يحل مال امرئ مسلم لغيره إلاّ بطيب نفسه، فمن استولى على مال غيـره غصـباً فإنّما حاز قطـعة من قطـع النيران، وقد قال الله سبحانه: (إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلماً إنّما يأكلون في بطونهم ناراً وسيصلون سعيراً). وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وآل وسلم إنه قال: (من اقتطع مال مؤمن غصباً بغير حقه لم يزل الله معرضاً عنه ماقتاً لأعماله التي يعملها من البرّ والخير لا يثبتها في حسناته حتى يتوب ويردّ المال الذي أخذه إلى صاحبه).
وجاء في سيرة أمير المؤمنين عليه السلام أنه نهى أن يُستحّل من أموال من حاربه إلاّ ما وجد معهم وفي عسكرهم، ومن أقام الحجّة على أن ما وجد معهم فهو من ماله أعطى المال إيّاه، ففي الحديث عن مروان بن الحكم قال: (لمّا هَزَمنا عليٌ بالبصرة ردّ على الناس أموالهم من أقام بيّنة أعطاه ومن لم يقم بيّنة أحلفه).
فهذا الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وآل وسلم ، وتلك السيرة لأمير المؤمنين عليه السلام تفصحان عن قيمة أخلاقية مكنونة في ضمير التاريخ الإسلامي، وسار على نهجها أتباع مذهب أهل البيت عليهم السلام حتى يومنا هذا الذي نحن بأمس الحاجة فيه إلى تلك النسمات العطرة، نضعها نصب أعيننا في كل توجهاتنا الرامية إلى استعادة عافية العراق، وإزالة الأوجاع والأسقام عن صدره المبارك...
إن حماية أموال المدنيين تصب في عدة جوانب، ولها معان عدة يمكن استخلاصها وحصرها في نقطتين مهمتين منها:
1- تثقيف الجموع المقاتلة بثقافة عدم الانجرار وراء الدنيا ومتاعها الفاني، فإن الغاية أنبل وأسمى ألا وهي الاستشهاد في سبيل الله تعالى، ونيل الجنة والرضوان، وما فيها من النعيم الدائم... وأن تلك الأموال التي يتركها المدنيون ويلوذون بالفرار إلى أماكن آمنة، هي أمانة في رقاب المقاتلين المحررين، ينبغي المحافظة عليها شرعاً وأخلاقاً...
2- إن الإنشغال بتلك الأمور الجانبية من أموال وغيرها من دواعي تثبيط العزائم والهمم، وتأخير حسم المعركة، وربما تقديم خسائر غير متوقعة.. والتاريخ يشهد بذلك في كثير من المواقف، ومنها معركة (أحد) التي أوصى بها رسول الله صلى الله عليه وآل وسلم بعدم ترك مواضعهم المهمة على الجبل، لكنهم نزلوا لجمع الغنائم لما أدركوا النصر، وخالفوا وصية النبي صلى الله عليه وآل وسلم ، وخسروا المعركة.