سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة السيد أحمد الصافي دام ظله يلتقي بوفد من طلبة جامعة بغداد
30-12-2018
أحمد صالح
سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة السيد أحمد الصافي دام ظله يلتقي بوفد من طلبة جامعة بغداد
تستمر الوفود باختلاف اختصاصاتها وتوجهاتها بالنزول في ضيافة العتبة العباسية المقدسة، هذا المرقد الذي يعتبر حياضاً للجود والكرم، فالقادم الى هذه البقعة المطهرة يشاهد كرم الضيافة الأصيلة.. ففي هذا الاطار، زار وفد من طلبة جامعة بغداد ومن مختلف الاختصاصات العتبة العباسية المقدسة، وكان لهم لقاء مع سماحة السيد أحمد الصافي (دام عزه) الأمين العام للعتبة المطهرة، حيث بيّن سماحته جملة من الأمور التي تتعلق ببناء الشخصية وفق منهج أهل البيت عليهم السلام ، حيث تحدث قائلاً:
نحن في ظرف نريد أن نكون مع الزهراء عليها السلام ، ولكي نكون معها لابُدّ أن تكون عندنا مقدّمات، وجزءٌ منها أن لا يغترّ الإنسانُ بعقله على حساب العقول الأخرى.. وإنها لفرصة كبيرة أن يكون هذا الحضور المبارك من طلبة الجامعات على اختلاف المراحل؛ لإذكاء دراية يحتاجها هذا الجيل وهذه النشأة، باعتبار هذه الأعمار هي أعمار التفكير وأعمار القوة وأعمار التلقّي، وبالنتيجة هي أعمار بناء الشخصية بالشكل الجيّد.
ولابُدّ أن تُبنى هذه الشخصية وفق معايير تشترك في صياغتها مجموعةُ قيمٍ ومفاهيم وشخصيات، من جملة الشخصيات التي تشترك في بناء الشخصية هي الزهراء عليها السلام كيف ذلك؟ الأدب يؤخذ من أربابه، كلُّ إنسان عندما يتأدّب بآدابٍ معيّنة لابُدّ أن يكون المؤدِّب حاملاً لمجموعة مفاهيم وقيم تصلح للتأهيل، طبعاً إذا كان الشخصُ المقابل خالياً من هذه القيم، ويريد أن يؤدِّب فسيكون نقضاً للغرض؛ لأنّه سيهدم أكثر ممّا يبني.
وتابع سماحته قائلاً: النبيّ الأعظم صلى الله عليه وآل وسلم كان يتأدّب بآداب الله تعالى، واستمرّ أدبه الى نهاية حياته الشريفة، حتى قال وهو الصادق الأمين: (أدّبني ربّي فأحسن تأديبي)، والزهراء عليها السلام لاشكّ أنّها مؤدّبة، مؤدّبة باعتبار أنّها ورثت وتعلّمت عند مَنْ (لا ينطق عن الهوى)، وكانت هي الرضيّةَ الراضيةَ الصدّيقةَ المحدّثة، وتعلّمت الأدب والأخلاق السامية من النبيّ صلى الله عليه وآل وسلم .
مبيناً: نحن في زمن الغيبة مأمورون بماذا؟ أن نتبع مراجعنا وعلماءنا، ولذلك.. الدرسُ المستفاد من الزهراء عليها السلام هو كيفيّة التعامل مع الحدث في وقت الشدّة، فالإنسان لا يُعرَفُ صبرُهُ إلّا وقت الشدّة، الإنسان إذا لم يجُعْ لا تعرف صبره، إذا لم يخلُ جيبه من المال لا تعرف صبره، لكن إذا فَقَدَ أحد هذه الأشياء ترى أنّ سلوكه قد تغيّر، فإذا مرّ بحالةٍ من الشدّة إيمانُهُ أيضاً يُمتَحَن، فلا يُكتَشَف الإنسانُ وقت الرّخاء، وإنّما يكتشف وقت الشدّة، خصوصاً إذا كانت بعض المواقف الشرعية تُخالف هواه ورغبته، وأيضاً على الإنسان أن يتروّى ويتأمّل، فالحقائق أعقد وأعمق ممّا قد يعتقد الإنسانُ أنّه أدركها.
هذا وتخلّلت هذا اللقاء بعضُ الأسئلة والاستفسارات التي وجّهها مجموعة من الطلبة الى سماحة الأمين العام، وقام بدوره بالإجابة عنها، وتوضيح ما يلزم توضيحه، داعياً لهم بالتوفيق والنجاح في دراستهم، وقد حثّهم على المزيد من المثابرة والجهد لبناء وطنهم.
صدى الروضتين حاضرة، وكان لها لقاء مع الطالب (أحمد خلف) من كلية الآداب جامعة بغداد، ومنسق الوفد الحاضر، ليتحدث قائلاً:
فرصة كبيرة منّ الله سبحانه وتعالى علينا بأن نحظى بزيارة مرقد المولى أبي الفضل العباس عليه السلام ، حقيقة كل ما وجدناه كان مميزاً بكل المقاييس، فالضيافة التي قدمها الاخوة مباركة ورائعة جداً، فضلاً عن ذلك حفاوة الاستقبال من قبل الأساتذة في شعبة العلاقات الجامعية.. وباسم طلبة جامعة بغداد اتقدم بالشكر الجزيل الى كل من قدم وشارك في هذا العمل المبارك.
مبيناً: أن هذه الثلة من الطلبة هم بحاجة لما قدمه سماحة السيد احمد الصافي (دام عزه) لهم من دروس في كيفية تطبيق منهج العترة الطاهرة عليهم السلام ، وأخذ العبر والدروس منهم من أجل أن يستطيع هذا الفرد بناء مجتمعه بناء صحيحاً.
كما تعرف الطلبة على دورهم في ظل هذه الظروف التي يعيشها البلد، وما لهم وما عليهم من مسؤوليات يجب أن يلتزموا بها.. نشكر العتبة العباسية المقدسة؛ لإتاحتها لنا هذه الفرصة.. ونسأل الله أن يوفقهم لما فيه صلاح البلد.