وفد من مكاتب المفتش العام يزور العتبة العباسية المقدسة
30-12-2018
احمد الخالدي
لديمومة التواصل مع العتبات المقدسة، وللارتقاء بعمل مؤسسات الدولة
وفد من مكاتب المفتش العام يزور العتبة العباسية المقدسة
ضمن اطار التواصل مع العتبات المقدسة في كربلاء، ولغرض تطوير آليات العمل في بعض المؤسسات الحكومية، زار وفد ضم عدداً من المفتشين العامين لبعض مكاتب المفتش لبعض الوزارات العراقية العتبة العباسية المقدسة والتقى بالأمين العام للعتبة العباسية المقدسة؛ لغرض عرض المشاكل والهموم والمعوقات التي تعترض عمل هذه المكاتب، ولغرض تلقي المباركة والدعم من المرجعية العليا متمثلة بوكلاء المرجعية في مدينة كربلاء المقدسة.
وقد تحدث الأمين العام للعتبة العباسية المقدسة سماحة السيد احمد الصافي (دام عزه) مع المفتشين العامين بالخطوط العريضة التي يتميز بها عمل المفتش العام، ووضع يده على بعض النقاط الحساسة التي تمر بها هذه المؤسسة من خلال تشخيصه لبعض المشاكل والمعوقات، وقد تضمنت كلمة سماحته (دام عزه ) ترحيبه الكبير بالوفد، ودعاءه لهم بالتوفيق في عملهم.
وأكد السيد الصافي (دام عزه) على أهمية وجود ركنين أساسيين لبناء الدولة، وهما المؤسسات والقوانين, وعرج على ذكر وظيفة دائرة المفتش العام، وهي الوظيفة الرقابية، اضافة الى كون المفتش العام ناصحا ومقوما للاداء، والذي يجعل الموظف هو الذي يلوذ به.
وذكر سماحته تجربة مرت بها العتبة العباسية المقدسة، حيث كان المفتش العام الذي رفع تقريراً بأحد مشاريع العتبة المقدسة، وهو لا يمتلك الخبرة الكافية لتقييم انجاز مهندس صاحب خبرة طويلة، فضلاً عن كون التقرير يحتوي على أخطاء فنية, وقد أثر ذلك على طبيعة التقرير، وبالتالي إعطاء انطباع غير جيد حول أداء دائرة المفتش العام.
وأشار أيضاً الى أن المفتش العام يجب أن يلاحظ الايجابيات أيضاً وليس السلبيات فقط، وأن يثاب صاحب العمل الجيد تكريماً له على جهوده، أما في الواقع فالموظف يخاف من المفتش العام. وأيضاً يحتاج المفتش العام الى أرضية مناسبة؛ ليكون عمله معززاً بالثقة المتبادلة, لا أن يكون عمله مشوباً بالقلق، والذي أدى الى طلب البعض الغاء مكاتب المفتش العام.
وأضاف أنه إذا أردنا أن نتغير لا بد أن تتوضح منهجيتنا, ولا بدّ أن يلتقي المفتشون العامون فيما بينهم لقاء شهرياً؛ ليتدارسوا الأسلوب الذي يجعل عملهم أكثر نفعاً. وبيّن سماحته أن عمل المفتش العام يجب أن يتضمن التكريم والتقويم والمحاسبة, فإذا كان اكثر النسبة في عمل اي مفتش هي التقويم، إذن، نحن على خير.. وأكد سماحته في نهاية كلمته على تغيير منهجية دائرة المفتش العام والارتقاء بها للأفضل؛ لغرض بناء هذا البلد والاستفادة من طاقاته.
بعدها جاءت مداخلات المفتشين العامين وكل حسب اختصاصه؛ ليوضحوا الجوانب المهمة في عمل المفتش العام، وليبينوا المشاكل والمعوقات التي تعترض عملهم والمقترحات التي يمكن ان تنهض به.
صدى الروضتين اجرت بعض اللقاءات كان اولها مع:
الدكتور صباح الحسيني مدير عام التنسيق بين مكاتب المفتشين العموميين في الامانة العامة لمجلس الوزراء:
جاءت هذه الزيارة بدعوة كريمة من قبل الأمين العام للعتبة الحسينية المقدسة, وفي الحقيقة نجد هذه الدعوة فرصة لطرح هموم مكافحة الفساد، وخصوصاً هموم الاخوة المفتشين العامين وهيئة النزاهة، وهو الميدان الصعب الذي يخوض فيه هؤلاء العاملون في هذا الوقت الحرج والذي يجعلنا نبحث عن الدعم من الامانتين العامتين للعتبتين المقدستين الحسينية والعباسية، وكذلك الدعم من قبل المرجعية الرشيدة والتي دعت من منبر الجمعة الشريف ولأكثر من مرة على ضرورة مكافحة الفساد، ومحاربة المفسدين، وفي نفس الوقت سنستفيد من سماعنا آراء القائمين على العتبتين المقدستين في هذا المجال، وكيفية الحصول على الدعم لتعزيز عملنا ان شاء الله، وتقديم نتائج افضل في رفع كفاءة اداء الوزارات، وتحسين الخدمة للمواطنين.
ومن ضمن محاور النقاش هو هيكلية مكاتب المفتشين وصفاتها القانونية، والمحور الثاني: المشاكل والمعوقات التي تعاني منها هذه المكاتب وهيئة النزاهة، وهناك بعض المقترحات والطلبات من قبل المفتشين والتي نقدمها بين يدي الأمينين العامين للعتبتين المقدستين.
الأستاذ صاحب عباس محمود المفتش العام في وزارة التخطيط:
تشرفنا اليوم بزيارة الائمة الاطهارعليهم السلام في كربلاء المقدسة، وباللقاء مع سماحة الامين العام للعتبة العباسية المقدسة السيد احمد الصافي (دام عزه)؛ لمناقشة مواضيع المفتشين واعمالهم ومهامهم، والمشاكل والمعوقات التي يتعرضون لها، وبالتالي البحث عن الآليات التي يمكن ان نطور بها مكاتب المفتشين العامين، ومناقشة ما يثار الان في الاعلام من ضجة اعلامية كبيرة تهدف الى غلق هذه المكاتب, وهو خلاف البرنامج الحكومي والذي تم مصادقته من قبل كل الكتل السياسية.
لذا نحن نرى ان وراء المطالبة بغلق المكاتب موضوع فساد كبير, وقد تكون في المكاتب بعض المشاكل او الاخطاء، لكن هذا لا يوجب غلق المكاتب، لكن يجب الاهتمام بآلية اختيار المفتشين العامين؛ لأنه قد يكون اختيارهم خاطئاً، أو آليات عملهم خاطئة، او قد يكون قانونهم فيه اشكال, وهذا مثله مثل مجلس النواب، فهل إذا اخطأ بعض النواب ولم يصلوا الى نتائج، معنى ذلك ان نلغي مجلس النواب، أم الواجب ان يعاد النظر في آليات العمل والقوانين؛ لكي يطور المجلس بما يلائم الواقع العراقي؟
أما بالنسبة لعمل المفتشين، فأعتقد أن هناك تفاوتاً في عمل المكاتب, وهذا التفاوت ناتج عن اسباب عديدة أهمها: هو القانون الذي يخص المفتشين، والذي فيه نوع من الضبابية وعدم الوضوح، ثانياً: آليات اختيار المفتشين فيها مشكلة؛ لأننا لحد الان نفتقد المهنية الخالصة في اختيار المفتش؛ لأنه حين تكون هناك مهنية والمكتب يعمل بمعيار المهنية، فبالتأكيد الخطأ يكون أقل بكثير، أما إذا بقينا على نفس هذه المعايير المعمول بها الان، وهي ان الاختيار يكون على اساس الكتلة والجهة والحزب بغض النظر عن ان الذي وقع عليه الاختيار يمتلك الخبرة او لا, فضلا عن طبيعة الاختصاص للمفتش العام, فإذا التزمنا بآليات صحيحة في الاختيار، سوف يكون الخطأ قليلاً جدا، وسوف لا تُحمّل اخطاء مكتبين او ثلاثة على جميع مكاتب المفتش العام.
الأستاذ حسن العكيلي المفتش العام لوزارة الشاب والرياضة:
المجيء الى هذه المدينة الطاهرة هو كسب في كل حيثياته، مع اني ابن هذه المدينة ونشأت فيها، لكني اجد في كل مرة ازور فيها مدينة كربلاء المقدسة ان هناك حالة من الخشوع والهيبة لوجود مرقدي الامام ابي عبد الله الحسين واخيه ابي الفضل العباس عليهما السلام .
وهذه المرة كان الهدف الرئيس هو اللقاء بسماحة السيد الصافي وسماحة الشيخ الكربلائي (دام عزهما)؛ لاستعراض بعض هموم المؤسسات التي نعمل فيها، وبعض المشاكل التي تواجه مؤسساتنا، إضافة الى الاستماع لوجهات نظر الامينين العامين للعتبتين المقدستين ممثلي المرجعية العليا المباركة.
ونحن نطمح للحصول على مباركتهم ودعائهم لنا بالتوفيق والسداد في اداء مهامنا, والتداول في بعض الامور التي قد يشوبها شيء من الاشكالات الشرعية، والتقرب من قضية فقه الوظيفة، والحلية والحرمة في العمل الوظيفي.
أما ابرز طموحات الوفد القادم من بغداد الى كربلاء المقدسة هو الحصول على مباركة ودعم المرجعية العليا من خلال اصحاب السماحة السيد الصافي والشيخ الكربلائي (دام عزهما)؛ لأن الأشخاص الوافدين اليوم يمثلون مؤسسات تتعرض لهجمات كبيرة وشرسة؛ بسبب سوء الفهم، وعدم تصور طبيعة العمل في هذه المؤسسات بشكل دقيق، وكذلك هجمات من بعض المفسدين.