أنّ التلاحم وتراصّ الصفوف بين مكوّنات الشعب العراقيّ له أهميةٌ في دحر الأعداء

30-12-2018
شبكة الكفيل العالمية
المرجعيةُ الدينيّةُ العُليا تبيّن أنّ التلاحم وتراصّ الصفوف بين مكوّنات الشعب العراقيّ له أهميةٌ في دحر الأعداء، وتؤكّد على ضرورة الاهتمام والاعتماد على الكفاءات العراقية في جميع الاختصاصات..

بيّنت المرجعيةُ الدينيّةُ العُليا أنّ التلاحم وتراصّ الصفوف بين مكوّنات الشعب العراقيّ العزيز له الأهميّة الكبيرة في دحر الأعداء، ويضفي القوّة والشجاعة والبسالة على المقاتلين ليس في منطقة دون أخرى بل في جميع الأراضي المغتصبة لتطهيرها، مؤكّدةً في الوقت نفسه على ضرورة الاهتمام والاعتماد على الكفاءات العراقية وفي جميع الاختصاصات.

جاء هذا خلال الخطبة الثانية لصلاة الجمعة (21جمادى الأولى 1436هـ) الموافق لـ(13آذار 2015م) والتي أقيمت في الصحن الحسينيّ الشريف، وكانت بإمامة سماحة السيد أحمد الصافي (دام عزه)، وقد بيّن فيها أمرين:
الأمر الأوّل: نشكر الله سبحانه وتعالى على هذه الانتصارات، ونشدّ على أيادي أبنائنا في القوّات الأمنية وإخوتنا المتطوّعين وعشائرنا الغيورة الذين يقاتلون الجماعات الإرهابية، وهي صفحةٌ بيضاء تُضاف الى السجلّ المشرّف الذي يتمتّع به أبناء هذا البلد، ونودّ أن نشير الى مجموعة أمور:
أ- إنّ التلاحم وتراصّ الصفوف بين مكوّنات الشعب العراقي العزيز له الأهميّة الكبيرة في دحر الأعداء، ويضفي القوّة والشجاعة والبسالة على المقاتلين ليس في منطقة دون أخرى بل في جميع الأراضي المغتصبة لتطهيرها، إنّ العدوّ يستهدف جهات الضعف فينا، ويتسلّل من خلالها لتفتيت وحدتنا وقوّتنا، إنّ هذا التماسك لابُدّ أن يبقى ويزداد حتى لا ندع أيّ فرصة ثانية للعدوّ.
ب- إنّ الجيش العراقي والإخوة المتطوّعين إنّما يدافعون عن بلدهم العزيز، هذا البلد الحضاريّ بل الذي تجذّرت فيه مجموعةُ حضارات، هذا البلد الذي سيكون كما كان منيعاً عن أيّ محاولة لتغيير هويّته وتبديل تراثه وتزييف تاريخه.
إنّنا نعتزّ بوطننا وبهويّتنا وباستقلالنا وسيادتنا، وإذا كنّا نرحّب بأيّ مساعدة تقدّم لنا اليوم من إخواننا وأصدقائنا في محاربة الإرهابيّين ونشكرهم عليها، فإنّ ذلك لا يعني في حالٍ من الأحوال بأنّه يمكن أن نغضّ الطرف عن هويّتنا واستقلالنا، ولا يمكن أن نكون جزءاً من أيّ تصوّرات خاطئة في أذهان بعض المسؤولين هنا أو هناك.
إنّنا نكتب تاريخنا بدماء شهدائنا وجرحانا في المعارك التي نخوضها اليوم ضدّ الإرهابيّين، وقد امتزجت دماءُ مكوّنات الشعب العراقي بجميع طوائفهم وقوميّاتهم.
ج- إنّ هذه الانتصارات والبطولات للدفاع عن بلدنا تحتّم على الدولة أن تزيد الاهتمام والرعاية لجميع الإخوة المقاتلين، وتبذل قصارى جهدها من أجل رفع مستوى الأداء، والحفاظ على المكتسبات التي تحصل من خلال قنواتها ومؤسّساتها، إذ لا زالت هناك حالاتٌ ليست بالقليلة في تأخّر مستحقّات الإخوة المقاتلين بأعذار ليست مقبولة.
إنّ الأمّة التي تُعطي شهداءً هي أُمّةٌ سخية، والأمّة التي تهتمّ بشهدائها هي أمّةٌ أكثر سخاءً. إنّ الشهيد فتح طريق الحرية وعلى الأحرار أن يثمّنوا ذلك، على الدولة الموقرة أن تسدّ احتياجات أبنائها.
الأمر الثاني: لقد ذكرنا في أكثر من مناسبة ضرورة الاهتمام والاعتماد على الكفاءات العراقية وفي جميع الاختصاصات، وقدم كثيرٌ منهم الى بلدهم لخدمته، لكن واجهوا بعض المشاكل الحقيقية في مسألةٍ مهمة هي مسألة معادلة الشهادة، إنّنا في الوقت الذي نركّز على علمية الأشياء وضبط المعارف العلمية والتأكيد من الوثائق الدراسية والدرجات العلمية، لكنّنا نودّ أن نوضّح التالي:
إنّ بعض الإجراءات الإدارية تكون إجراءات معقّدة وروتينية بعيدة عن الواقع، وبالتالي تكون منفّرة ومبعدة لهذه الاختصاصات أن تعود لبلدها. إنّنا ندعو الجهات المختصّة بذلك أن تسعى جاهدةً لجذبهم، وتوفير كلّ الإمكانات لهم من أجل أن يبنوا بلدهم مع إخوتهم، ويعزّزوا التنمية في بلادنا التي ما أحوجنا اليوم إليها.
وفّق الله الجميع لما يُحبّ ويرضى، وأرانا في هذا البلد كلّ أمن وأمان وهمّة واستقرار، وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين، وصلّى الله على محمد وآله الطيّبين الطاهرين.