وفد من طلبة الدراسات العليا من جامعات العراق الجنوبية في ضيافة العتبة العباسية المقدسة

30-12-2018
احمد صالح
وفد من طلبة الدراسات العليا من جامعات العراق الجنوبية
في ضيافة العتبة العباسية المقدسة

تستمر العتبة العباسية المقدسة ببرنامجها المتضمن استضافة الشرائح المختلفة من المجتمع، خصوصاً الشريحة المثقفة من حملة الشهادات، فضلاً عن استقطاب الكفاءات العلمية باختلاف اختصاصاتها، من أجل تقديم الدعم وفتح قنوات تواصل معها لخدمة البلد، فضلاً عن الاستفادة من الخبرات الوطنية في بعض مشاريع العتبة المقدسة.
فقد زار وفد من طلبة الدراسات العليا العتبة العباسية المقدسة، وكانت لهم جولة على بعض مشاريعها ومنشآتها، وقد كان للوفد لقاء مع سماحة السيد احمد الصافي (دام عزه) الأمين العام للعتبة المقدسة، والذي بدوره قدم مجموعة من الأمور والتوجيهات من أجل النهوض بواقع البلد في ظل الظروف الراهنة، حيث بين سماحته قائلاً:
نحن نتحدّث دائماً ونؤكّد على ضرورة الاهتمام بالبحوث الجامعية التي لها قضية وتنطبق على واقعنا، ودائماً نؤكّد على ضرورة أن تنفتح الدولة على الجامعات؛ لأنّها سوف تجد حلولاً كثيرة من خلال ما موجود فيها من كفاءات وأساتذة، فالكثير منهم يمتلك خبرة كبيرة تمتدّ لسنوات طويلة في البحوث والتدريس، ولكنّه يحتاج الى أن تدعوه الدولة وتهتمّ به وتقدّم له ما يحتاج لمعالجة مشاكل كثيرة يُعاني منها البلدُ اليوم: كمشكلة المياه، ومشكلة التصحّر، وغيرها من المشاكل، فالعلوم التطبيقية كما هو معروف قابلة للتجدّد والاكتشافات الحديثة.
وتابع السيد الصافي: تعتبر الشهادة الأوّلية في الجامعة (البكلوريوس) عند الدول المتحضّرة بداية المشوار، وإنّ القيمة الحقيقية تكون وراء ذلك سواءً كانت شهادة الماجستير أو الدكتوراه، لذلك نحن علينا أن نبدأ من حيث انتهى الآخرون، وليس صحيحاً أن نشتري تجارب عفى عليها الزمن، ونريد من خلالها أن نطوّر أنفسنا، فالإنسان عليه أن يختصر الزمن، ونحن كما نبيّن دائماً ونؤكّد أنّ العقل العراقيّ عقلٌ مبدعٌ ومفكّر ويُمكن الاستفادة منه، لكن المشكلة تكمن في عدم تبنّيه والاهتمام به، وحتّى في الوقت الحاضر في الدراسات الجامعية الأستاذ يختبر الطالب من أجل إعطاء الدرجة فقط.
مُضيفاً: كلّ بقعة في البلد تحتاج الى اهتمامٍ وعمل، وكلّ محافظةٍ فيها مشاكل، فمثلاً: البصرة فيها مشاكل كثيرة، وإذا عالجنا مشاكلها قد تُعالج مشاكل البلد كلّها، ونرى اليوم لدينا مشاكل حقيقية، وتصلح أن تكون ميداناً بحثيّاً، نحن نريد الاهتمام بكلّ البلد وليس من المعقول أن نأتي بكفاءة البصرة الى كربلاء، فكفاءة البصرة عليها أن تبقى في البصرة، واختتم حديثه قائلا: ونحن اليوم ندعوكم وندعو كلّ مَنْ لديه بحثٌ جيّدٌ قابلٌ للتطبيق أن تقدّموه لنا، ونحن بدورنا سنتبنّاه بقدر ما نستطيع من أجل النهوض بواقع البلد.
جاءت هذه الزيارة ضمن برنامج أعدّته شعبةُ العلاقات الجامعية في العتبة العباسية المقدّسة يتضمّن استضافة وفود وشخصياتٍ طلابية وأكاديمية، وشمل البرنامجُ فضلاً عن اللقاء بالأمين العام للعتبة العباسية المقدسة زيارةً لمرقد أبي عبد الله الحسين وأخيه أبي الفضل العباس عليهما السلام، وجولة للإطلاع على مشاريع العتبة المقدّسة العمرانية والاستثمارية، إضافةً الى الاستماع لمحاضراتٍ دينية، وفي محاور فقهية وأخلاقية وتربوية، كذلك شملت محاضرات في التنمية البشرية حيث استمرّت الزيارةُ لأربعة أيّام.
صدى الروضتين كانت حاضرة، وكان لها لقاء مع الطالب (حسن والي شيال) من جامعة البصرة ليتحدث قائلاً:
نتقدم بالشكر والامتنان الى العتبة العباسية المقدسة؛ لإتاحتها هذه الفرصة بزيارة العتبات المقدسة في كربلاء، والتشرف بهذه الارض الطاهرة... ومن جانب آخر الاطلاع على المشاريع العمرانية المختلفة التي انجزتها العتبات المقدسة، فهي تعد فخراً لكل العراقيين في الداخل والخارج، كما تشرفنا بلقاء السيد احمد الصافي (دام عزه) الذي بدوره قدم لنا مجموعة من الامور والتوجيهات السديدة التي استنرنا بها، فضلاً عن ذلك الشعور الكبير الذي لمسناه من سماحته خدمة لبلدنا العزيز.