وفد من أهالي الشهيدة (أُمية الجبوري) من محافظة صلاح الدين في ضـيافة العتـبة الـعباسية المقدسة

30-12-2018
متابعة: طرق الغانمي
أُمية ناجي جبارة الجبوري مستشارة محافظ صلاح الدين لشؤون المرأة والرعاية الاجتماعية, تنحدر من عائلة عرفت بتصديها للمجاميع المسلحة، وتحديداً تنظيم القاعدة وداعش الإرهابيين, وقد استشهدت أثناء تصديها مع أبناء مدينتها (العلم) في شمال شرق تكريت لمسلحي عصابات (داعش) المجرمة، وقتلت عدداً منهم، وأعطت دروساً في المراجل والشجاعة... استشهدت إثر طلقة قناص من يد مجرمة أردتها قتيلة نهار يوم الأحد المصادف (22 حزيران 2014م) وهي تدافع عن بلدها العراق كالأبطال، لتصبح مثالاً يضربه العراقيون في نبذ الفرقة والطائفية، وتلتحق إلى الرفيق الأعلى مكللّة مسيرتها المعطاء بالشهادة، لتضرب أروع التلاحم البطولي والعشائري في طرد أذناب البعث الوهابي الكافر.
عشائر آل جبور وحلفاؤها الكرام في محافظة صلاح الدين أخذت على عاتقها التمسك بالوحدة الوطنية ونبذ الطائفية؛ حلت ضيفة على العتبة العباسية المقدسة، لتظل هذه العشائر الرمز الذي يدافع عن العراقيين، والتصدي لرياح الظلام القادمة من خارج الحدود.
وقد تحدث الشيخ وصفي العاصي أمير عشائر آل عبيد بكلمة قال فيها:
جئنا إلى هذا المكان المقدس لنعلن الرغبة في التماسك مع إخواننا الشيعة في نبذ الطائفية بكل أشكالها, والحفاظ على اللحمة الوطنية التي تربط أبناء هذا البلد الجريح, ونطلب من صاحب المقام الرفيع المولى أبي الفضل العباس A في الشفاعة إلى الله (عز وجل) بأن يخلص العراق وأهله من أذناب الارهاب الأعمى الذي لا يفرق بين مكون وآخر, سائلين المولى الله تبارك وتعالى أن يغير سوء حالنا إلى أحسن حال.
مشيرا : إن واقع الحرب مع الارهاب في مدننا ليس كما يتصوره البعض وخاصة بعض وسائل الإعلام بأن المسلحين هم الثوار وأبناء العشائر, فالأمر ليس كذلك, فهذه المفاهيم المغلوطة لا تمت بصلة إلى أبناء العشائر، فهم أشرف وأنبل من أن ينسب إليهم الارهاب, والعشائر براء من هؤلاء القتلة المرتزقة.
فنحن نعاني معاناة كبيرة من الخطر المحدق بمناطقنا, ورأينا بأُمّ أعيننا التصرفات الهمجية لعصابات داعش المجرمة، وسلوكهم وعملهم الأجرامي الذي لا يمت إلى الإنسانية بصلة, وما نرجوه دائماً أن تسمعوا حقائق الأمور من أهلها، ولا يكون الموضوع مزايدات إعلامية من بعض السياسيين أو غيرهم ممن لا يصفون الحالة بالشكل الصحيح، ويحاولون أن يظللوا عليها ويدسوا فيها بأن هذا العمل هو من فعل ثوار العشائر, فالعشائر بريئة من حالة تهجير إخواننا المسيح والشبك والتركمان وحتى السنة والشيعة, فهي وصمة عار في جبين من يفعل هذا الأمر.
فحقيقة الهدف من زيارتنا لكم هو لتوضيح الصورة، ونقلها بشكلها الحقيقي والصحيح، ونقولها ونعلنها بكل صراحة: لا يوجد أحد من العشائر يساند هؤلاء المجرمين, فداعش أفراد أغراب وأعداء جاؤوا من وراء الحدود لقتل وطمس الهوية العراقية الشريفة, وتفكيك اللحمة العراقية, فالأمل بكم لتحمل المسؤولية الكبرى في تخليص البلد من الإرهاب، وأمانة الحفاظ على أرواح العراقيين.
وأضاف الشيخ العاصي قائلاً: يفترض على الكل التمييز بين السياسيين ومن هو له موقف وطني في عدم إرضائه على التهجير القسري للعوائل العراقية الأصيلة, وممن يضم رأسه في هذه المحنة، فهذا لا يمثل البلد، وعلينا التقييم بين الصالح والطالح، وعدم المجاملة على حساب المصالح.
ثم تحدث فضيلة السيد (جواد الطويل) بكلمة قال فيها:
أنتم تعلمون أن كلام المرجع الديني الأعلى السيد علي الحسيني السيستاني (دام ظله) عندما يذكر الطائفة الأخرى إخواننا من السنة، يرفض أن يقول إخواننا بل يقول أنفسنا, وحتى خطاب سماحة السيد بخصوص الوجوب الكفائي لم يكن متوجهاً إلى طائفة معينة، بل لكل أطياف الشعب العراقي الكريم, وأيضاً شمل باقي الأديان الأخرى.
فأنتم تعلمون وقد ذقتم الويلات من هؤلاء الأجانب الذين دخلوا البلاد وعاثوا فيها الفساد, فالعدو لا يستهدف طائفة دون أخرى، بل هو عدو لكل الشرفاء في العراق, والخطر محدق بكم قبل أن يأتي إلينا، وهذه الصورة واضحة لكل العراقيين.
مضيفاً: نحن نشد على أيديكم ونحن معكم في الدفاع عن الوطن ومقدساته, ونحن نعلم أن هؤلاء الارهابيين لا يمثلون أهل السنة إطلاقاً, وهدفنا واحد مشترك للذود عن عرين الوطن ومكوناته، والحفاظ على وحدة العراق الذي يحاول الخصم تمزيقه وتقسيمه إلى فئات متناحرة ومتناثرة, فالعدو يريد التقسيم والتناحر فيما بيننا, وهذه الوجوه المباركة هي خير صنديد للدفاع والوقوف بوجه الارهاب، ونحن نقف معكم صفاً واحداً بوجه هذا العدو.
مبيناً: إن الشهيدة أُمية الجبوري لا تمثل الجانب السني فقط، بل هي شهيدة تمثل العراق, فاليوم عندما يقتل أحد بيد هذه الأيادي الأثيمة التي تريد التفرقة والتجزئة لهذا البلد, هذا الشهيد يمثل الجميع ولا يمثل طائفة واحدة, فالعشائر لها دور كبير في الدفاع عن العراق ومقدساته منذ القدم وحتى الآن, وأن العراق كله عبارة عن سفينة واحدة، فإذا غرقت هذه السفينة غرق الجميع, ونشكركم كثيرا على تحملكم عناء السفر في هذا الشهر الفضيل.
وتحدث الإعلامي والشاعر مروان جبارة شقيق الشهيدة أُمية جبارة, قائلاً:
على كل العراقيين وكل أطيافهم ومكوناتهم أن يتوحدوا ويتكاتفوا للحفاظ على وحدة العراق، وتفويت الفرصة على المتربصين بهذا البلد المعطاء, وباستشهاد شقيقتي أُمية فوق ساتر الحرب هو رسالة لكل العراقيين بأن الارهاب لا يستهدف طائفة دون أخرى، وإنما يستهدف كل العراقيين.