المرجعيةُ الدينيةُ العُليا: لا يفوتنّكم أيّها الإخوة المجاهدون الاهتمام بصلواتكم المفروضة

30-12-2018
شبكة الكفيل العالمية
المرجعيةُ الدينيةُ العُليا: لا يفوتنّكم أيّها الإخوة المجاهدون الاهتمام بصلواتكم المفروضة، والله الله في حرمات عامّة الناس ممّن لم يقاتلوكم، لاسيّما المستضعفين من الشيوخ والولدان والنساء
أكّدت المرجعيةُ الدينيّةُ العُليا على المجاهدين أن لا تفوتهم الصلاة، ودعتهم الى الاهتمام بها وعدم تغليب أيّ شيء عليها، كذلك أكّدت على حرمات عامّة الناس ممّن لم يقاتلوكم، لاسيّما المستضعفين من الشيوخ والولدان والنساء.

جاء هذا خلال الخطبة الثانية لصلاة الجمعة (23ربيع الثاني 1436هـ) الموافق لـ(13شباط 2015م) والتي أقيمت في الصحن الحسينيّ الشريف وكانت بإمامة سماحة السيد أحمد الصافي (دام عزه)، والتي بيّن فيها أهمّ التوصيات والتوجيهات التي أصدرها مكتب سماحة المرجع الديني الأعلى السيد علي الحسيني السيستاني (دام ظله الوارف) مساء يوم أمس، والتي جاء فيها:
"إخوتي أخواتي قد أصدر مكتب سماحة السيد السيستاني (دام ظلّه الوارف) مجموعةً من النصائح والتوجيهات للمقاتلين في ساحات الجهاد:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على خير خلقه محمد وآله الطيبين الطاهرين، أمّا بعد: فليعلم المقاتلون الأعزّة الذين وفّقهم الله (عزّ وجلّ) للحضور في ساحات الجهاد وجبهات القتال ضدّ المعتدين، أنّ الله سبحانه وتعالى كما ندب الى الجهاد ودعا إليه وجعله دعامةً من دعائم الدين وفضّل المجاهدين على القاعدين، فإنّه (عزّ اسمه) جعل له حدوداً وآداباً أوجبتها الحكمة واقتضتها الفطرة، يلزم تفقّهها ومراعاتها، فمن رعاها حقّ رعايتها أوجب له ما قدّره من فضله وسنّه من بركاته، ومن أخلّ بها أحبط من أجره، ولم يبلغ به أمله.
فللجهاد آدابٌ عامّة لابدّ من مراعاتها حتى مع غير المسلمين، وقد كان النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم ) يوصي بها أصحابه قبل أن يبعثهم إلى القتال، فقد صـحّ عن الإمام الصادق (عليه السلام ) أنّه قال: (كان رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم ) إذا أراد أن يبعث بسريّة دعاهم فأجلسهم بين يديه ثم يقول: سيروا باسم الله وبالله وفي سبيل الله وعلى ملّة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم )، لا تغلوا، ولا تمثّلوا، ولا تغدروا، ولا تقتلوا شيخاً فانياً ولا صبيّاً ولا امرأة، ولا تقطعوا شجراً إلاّ أن تضطرّوا إليها).
كما أنّ للقتال مع البغاة والمحاربين من المسلمين وأضرابهم أخلاقاً وآداباً أُثرت عن الإمام علي (عليه السلام ) في مثل هذه المواقف، ممّا جرت عليه سـيرته وأوصى بها أصحابه في خطـبه وأقواله، وقد أجمعت الأمّة على الأخذ بها، وجعلتها حجّة فيما بينها وبين ربّها، فعليكم بالتأسّي به والأخذ بمنهجه.
ومن جملة ما ذكر البيان: (الله الله في حرمات عامّة الناس ممّن لم يقاتلوكم، لاسيّما المستضعفين من الشيوخ والولدان والنساء، حتّى إذا كانوا من ذوي المقاتلين لكم، فإنّه لا تحلّ حرمات من قاتلوا غير ما كان معهم من أموالهم، فإن وجدتم حالة مشتبهة تخشون فيها المكيدة بكم، فقدّموا التحذير بالقول أو بالرمي الذي لا يصيب الهدف أو لا يؤدّي إلى الهلاك، معذرةً إلى ربّكم واحتياطاً على النفوس البريئة).
ولا يظنّنّ أحدٌ أنّ في الجور علاجاً لما لا يتعالج بالعدل، فإنّ ذلك ينشأُ عن ملاحظة بعض الوقائع بنظرة عاجلة إليها من غير انتباه إلى عواقب الأمور ونتائجها في المدى المتوسط والبعيد، ولا اطّلاع على سنن الحياة وتاريخ الأمم، حيث ينبّه ذلك على عظيم ما يخلفه الظلم من شحنٍ للنفوس ومشاعر العداء ممّا يهدّ المجتمع هدّاً، وقد ورد في الأثر: (أنّ من ضاق به العدل فإنّ الظلم به أضيق).
ولا يفوتنّكم أيّها الإخوة المجاهدون الاهتمام بصلواتكم المفروضة، فما وفد امرؤٌ على الله سبحانه بعمل يكون خيراً من الصلاة، وإنّ الصلاة لهي الأدب الذي يتأدّب به الإنسان مع خالقه والتحية التي يؤديها تجاهه، وهي دعامة الدين ومناط قبول الأعمال، وقد خفّفها الله سبحانه بحسب مقتضيات الخوف والقتال، حتى قد يُكتفى في حال الانشغال في طول الوقت بالقتال بالتكـبيرة عن كلّ ركـعة ولو لم يكن المرءُ مسـتقبلاً للقبلة، كما قال عزّ من قائل: (حَافِظُوا عَلَى الصلَوَاتِ وَالصلَاةِ الوُسطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ * فَإِنْ خِفتُم فَرِجَالًا أَوْ رُكبَانًا فَإِذَا أَمِنتُم فَاذكُرُوا اللَّهَ كَمَا عَلَّمَكُم مَا لَم تَكُونُوا تَعلَمُونَ).
دفع الله عن بلدنا وعن جميع البلدان الإسلامية كلّ سوء، وأرانا الله تبارك وتعالى كلّ خير، ومتّع الله المسلمين أينما كانوا بحياةٍ طيبةٍ آمنة، ودفع اللهُ كيد الكائدين في نحورهم.