قسم التخطيط والتنمية البشرية في العتبة العباسية المقدسة يستنفر طاقاته لخدمة الزائرين الكرام
30-12-2018
احمد الخالدي
قسم التخطيط والتنمية البشرية في العتبة العباسية المقدسة
يستنفر طاقاته لخدمة الزائرين الكرام
لم تقتصر الخدمة المباركة لزائري عتبات أهل البيت عليهم السلام على بعض الأقسام الخدمية، بل شملت كل الأقسام بتفصيلاتها كل من موقعه؛ لنيل هذا الشرف الباذخ في سموه وعليائه قربة وطاعة إلى الله سبحانه وتعالى... فقد عمد قسم التخطيط والتنمية البشرية في العتبة العباسية المقدسة إلى تهيئة وإعداد فرق الإنقاذ، واحتضان المتطوعين من كافة الاختصاصات للإحاطة بالزائر والاهتمام به، خاصة في الزيارات المليونية...
وللوقوف على طبيعة القسم وخدمته المباركة، كان لنا هذا اللقاء مع السيد فؤاد القزويني رئيس قسم التخطيط والتنمية البشرية في العتبة العباسية المقدسة فتحدث قائلاً:
بدأ قسم التخطيط والتنمية البشرية قبل سنتين بإنشاء فرق طبية متحركة، مهمتها انقاذ حياة الزائرين، ونقل الحالات والاصابات الخطيرة الى المستشفى والمفارز الطبية القريبة من المرقدين المطهرين، وخلال هذه السنوات صار لدينا تصاعد في العدد بشكل غير طبيعي بالنسبة للزائرين، وفي هذا العام أحدثنا تطويرا في العمل، حيث فتحنا اضافة الى الفرق المتحركة ثلاث مفارز داخل الصحن العباسي الشريف، وفي سرداب النساء، وقد كان عدد المتطوعين لهذه الخدمة ما يقارب الـ(400) متطوع، وشارك كذلك أكثر من (20) طبيباً وطبيبة، ومن ضمن هذا العدد لدينا تقريبا (35) طالبة كلية طبية وكلية تمريض، وهذا العدد بالنسبة لطالبات الاختصاصات الطبية يعتبر عدداً كبيراً قياسا بالعام الماضي، حيث كان لدينا فقط (5) طالبات.
وبالنسبة للمتطوعين لدينا تقريباً (80) طالباً من الاختصاصات الطبية والتمريض, وقد بذل هذا الكادر بشكل عام جهداً جباراً، حيث كان من واجباتهم اخلاء المصابين، واضافة الى ذلك شاركوا في السيطرة على تنظيم المجاميع داخل الصحن الشريف، حيث استعان قسم حفظ النظام بهؤلاء المتطوعين لوجود ميكانيكية تأثير تفرضها حالة وجود افراد يلبسون زياً واحداً، خصوصاً هذا اللون مما جعل تأثيرهم اكبر.
صدى الروضتين: ما هو عدد الحالات التي استفادت من خدمات فرق الإنقاذ؟
زادت الحالات التي استفادت من خدمات فرق الانقاذ على اكثر من (3000) حالة، وهذا الرقم يعتبر قفزة كبيرة، وغالبية هذه الحالات تمت معالجتهم في نفس المكان، ما عدا حالات الكسور التي وصلت الى (44) حالة والتي تم نقلهم الى المستشفيات.
وقد عملت هذه المفارز لمدة عشرة ايام، ولكن لو حسبنا الأعداد الكبيرة التي أدت الزيارة والساعات التي انجزت، لوصل عدد الساعات الى اكثر من (46,000) ساعة، وهذا العدد هو ناتج عن جمع ساعات عمل المتطوعين والمتطوعات والاطباء ومنتسبي قسم التخطيط والتنمية على معدل (12) ساعة يومياً، وقد يكون عدد الساعات المنجزة اكثر من العدد الذي ذكرناها؛ لأن بعض المتطوعين كان يعمل لأكثر من (12) ساعة يومياً.
صدى الروضتين: ما هي البركات التي لمستموها خلال خدمتكم هذه؟
لاحظنا ذلك من خلال رموز كثيرة، ولعدم توفر مكان داخل الصحن الشريف لفتحه كمفرزة طبية، اتفقنا مع بعض الاطباء ان نفتح لهم مفارز على شكل خيام خارج الحرم المطهر, ثم فوجئنا بأن هناك الكثير من الأقسام تحاول أن تساهم في فتح مكاتبهم كمفارز طبية، وصار الاتفاق ان نستثمر غرفة السادة الخدم، وغرفة رعاية الحرم، رغم انهم يحتاجون لهذا المكان.
ثم فوجئنا أيضاً بعدد كبير من الاطباء جاؤوا ليعرضوا خدماتهم؛ لغرض المشاركة في تقديم الخدمات الطبية للزائرين, لذلك انا اعتبر أن هنالك يداً غيبية هي التي تحرك هذه العملية؛ لأننا إلى حد تجهيز المفارز لم نخطط للأطباء, لذلك احسست بمباركة الائمة عليهم السلام والتسديد الالهي لهذا العمل الخير... نتمنى ان نوفر في السنين القادمة لهؤلاء المتطوعين سكنا افضل، ونقلا افضل بعد انتهاء الزيارة؛ لبذلهم جهودا استثنائية كبيرة في خدمة الزائرين.
صدى الروضتين: هل هناك خطط للعام المقبل؟
إن شاء الله في العام المقبل سيكون هناك توسعة بالعمل، وهناك خطط جديدة سنبدأ بالتهيئة لها من الان، بعد موافقة سماحة الامين العام (دام عزه)، وسنوافيكم بها ان شاء الله بعد اقرارها والموافقة عليها، حيث لا زالت الى الان في طور الدراسة والمناقشة.
صدى الروضتين: كم فرقة ومجموعة طبية اشتركت في هذه الخدمة؟
لدينا مجاميع طبية من الهند والباكستان ومن بريطانيا ومن البحرين، ومن بعض دول الخليج، وهناك عراقيون من دول المهجر، وكان عملهم عمل الأبطال، حيث أن بعضهم كان يعمل على مدار (24) ساعة بدون توقف، وكان لديهم نكران ذات، ولا يعملون من أجل مال او منفعة او كتاب شكر او غير ذلك... وانما كان عملهم خالصا لخدمة زائري الامام الحسين عليهم السلام ولخدمة ائمة اهل البيت عليهم السلام ، لذلك كانت لديهم روح معنوية عالية ومتسامية جداً.
اما بالنسبة لمنتسبي القسم، فقد تحول كل افراده الى قياديين، فكل واحد فيهم بدأ يقود عملية معينة ومهمة معينة، ويشرف على مجموعة من المتطوعين، وأيضاً كان لديهم نكران ذات، مما انعكس على مجاميع المتطوعين؛ لأن المجموعة عندما تنظر الى قياداتها بهذا النفس القوي، لابد ان يكون عملها متميزاً.
صدى الروضتين: متى بدأتم بالإعداد لهذه الزيارة؟
بدأت خطة قسم التخطيط والتنمية البشرية بالإعداد لهذه الزيارة قبل الزيارة بفترة، حيث بدأنا بعد زيارة عاشوراء بتنفيذ بعض الدورات التدريبية للمتطوعين ولمنتسبي القسم، واستمرت هذه الدورات الى ما قبل الزيارة الاربعينية بفترة، وقبل (12) يوماً من الزيارة الاربعينية بدأنا بالإنذار، وصار موضوع التفاني سمة طبيعية، ومن ضمن الحالات ان احد المنتسبين علم بوفاة أحد أقاربه، لكنه لم يغادر القسم، وفضل أن يبقى ليعمل في خدمة الزائرين، ومنهم من تحدث عنده حالات رضوض تستوجب الراحة، لكنه كان يصر على الاستمرار بالعمل. واعتقد أننا في العام القادم سنوسع العمل على مواقع اخرى حول العتبة المقدسة، وكذلك نوسع الخدمات لتشمل اكبر مساحة يمكن أن نقدم من خلالها هذه الخدمة.
الأستاذ (زمان فرج جاسم) مسؤول شعبة التنمية الصحية والتدريب الوقائي قسم التخطيط والتنمية البشرية في العتبة العباسية المقدسة:
هذه السنة اختلفت عن سابقاتها من السنوات، حيث استقطبنا كثيراً من الاختصاصات الطبية، وقد وصل عدد المشاركين الى (400) متطوع، وقد شارك في هذه السنة عدد كبير من الطالبات في الاختصاصات الطبية والتمريض، وكذلك بعض الطبيبات، فضلاً عن مشاركة بعض الأطباء من خارج العراق: كالهند، وباكستان، هذا غير الاطباء المتطوعين من داخل العراق، وقد تم تدريب الاخوة المتطوعين من طلبة الجامعات، وتم اعطاؤهم دورات خاصة بالإسعاف الاولي، وكيفية التعامل مع الحالات الطارئة، وكيفية نقل المصابين.
اما بالنسبة لعدد المفارز التي تم فتحها، فهي مفرزتان، للنساء واحدة في قسم رعاية الحرم، والثانية في سرداب النساء، وكان هناك مفرزة واحدة للرجال في غرفة السادة الخدم. ولم يكن عمل فرق الانقاذ في هذا العام فقط انقاذ الحالات الطارئة، وإنما تعدى عملهم الى المساعدة في تنظيم المواكب والسيطرة على المجاميع الخارجة والداخلة من والى الحرم المطهر. وقد تم تقسيم الفرق الى (10) مجاميع موزعين على ابواب الحرم العباسي المطهر، ولكل باب من الابواب قائد مجموعة ومساعد لهذا القائد، يكون عمله تسجيل وتوثيق الحالات في سجل خاص، اما قائد كل مجموعة فمهمته توجيه وقيادة الفريق الذي يعمل معه لغرض تقسيمهم وتوزيعهم على المهمات المنوطة بهم, ومع كل مجموعة من المجموعات حقيبة للاسعافات الاولية مجهزة بكافة الوسائل الطبية.