مسلمو أوكرانيا النسيم القادم من بلد القوقاز التحقوا بركب سفينة النجاة الحسينية واستضاؤوا بنور مصباحها

30-12-2018
طارق الغانمي
مسلمو أوكرانيا النسيم القادم من بلد القوقاز
التحقوا بركب سفينة النجاة الحسينية واستضاؤوا بنور مصباحها


لقد أشرقت كربلاء بنور ربها سبحانه وتعالى الذي تجلى في مشكاة الحسين عليه السلام , وها هي رايات أبي الأحرار ترفرف في ربوع العراق والعالم الإسلامي, تسير تحت ظلها ملايين من الموالين ينادون: (لبيك داعي الله), (لبيك يا حسين), (لبيك يا شهيد)... لقد جئنا إليك من كل مكان، لنجدد الولاء والعهد إليك, ونؤكد لك أننا لا زلنا كما كنا أوفياء لعهدنا مع الله تعالى, ومع النبي الأعظم صلى الله عليه واله وسلم , ومعك يا بطل الأحرار، لنكون معكم في الدنيا والآخرة.
لذا تشرف وفد من مسلمي اوكرانيا بزيارة مدينة كربلاء المقدسة بمناسبة أربعينية الإمام الحسين عليه السلام , وقد تحدث رئيس الوفد الشيخ (أيلشن) وهو من بلدة كييف العاصمة الاوكرانية لصدى الروضتين قائلاً:
أتينا لنشارك في احياء مراسيم الزيارة الأربعينية لأبي الأحرار الإمام الحسين عليه السلام , وهذا شيء مهم بالنسبة لكل المسلمين الذين توجد في قلوبهم حرارة وشوق لسبط النبي المختار محمد صلى الله عليه واله وسلم , وهذا محط افتخار لنا بأن نشارك المسلمين ومن مختلف البلدان بمراسيم المسيرة المليونية الضخمة التي ليس لها مثيل في العالم.
لقد أتينا سائرين على الأقدام من مسجد الكوفة المعظم إلى مدينة كربلاء المقدسة, ووصلنا ببركة صاحب المقام المنيف مولانا الحسين عليه السلام إلى هذه البقعة الطاهرة؛ ليعانق الحبيب محبوبه, بعد أن كان حلماً أصبح حقيقة, وأنت تنظر إلى القباب المنيرة والمنائر السامقة في سماء العز والفداء والتضحية.
صدى الروضتين: في البدء أعطينا نبذة تعريفية عن مسلمي أوكرانيا؟
يبلغ عدد سكان أوكرانيا (40) مليون نسمة, بينما عدد المسلمين فيها (8) مليون نسمة, يمثلون منهم الشيعة نصف مليون نسمة تقريباً, وجميعهم متشوقون لزيارة العتبات المقدسة في العراق ومنها كربلاء.
كما أن جزيرة (القرم) التي كانت من ضمن المدن الاوكرانية, وانضمت إلى روسيا مؤخرا يوجد فيها أغلبية مسلمة. أما أماكن تواجد الشيعة فهي في مناطق السومي، وخاركوف، ولوكانسك، والعاصمة (كييف)، وسواحل البحر الأسود, وأهم المراكز فيها هو مركز (بيت الزهراء) في شرق أوكرانيا للمسلمين الشيعة.
صدى الروضتين: كيف وجدتم الزيارة الاربعينية المليونية؟
لا نستطيع وصف هذه الزيارة؛ لأنها عجيبة جداً في كل شيء, وبالرغم من كثرة الناس، إلا أن كل شيء متوفر فيها، من أكل وشرب ومكان وسكن وعلاج ومبيت وغيرها من الخدمات, وهذا إكرام من الله (عز وجل) لسيد شباب أهل الجنة الإمام الحسين عليه السلام , ولا يفهم هذا السر إلا الله سبحانه وتعالى، وهو كيف لمدينة صغيرة مثل كربلاء أن تستوعب أكثر من خمسة وعشرين مليون زائر؟ وهي بهذا التعداد المليوني أصبحت عبارة عن مجموعة من البلدان, فهناك بلدان موجودة في قارات الأرض يبلغ تعدادها خمسة أو ستة أو سبعة مليون, أما هذا التجمع المليوني فهو قريب من تعداد سكان جمهورية العراق, وبهذا أصبحت كربلاء نقطة ارتكاز عالمية يؤمها كل الأحرار والأشراف ليتبركوا ويتشرفوا بها.
صدى الروضتين: كيف وجدتم الخدمة المقدمة للزائرين؟
كل الخدام هم فدائيون للحسين عليه السلام , ونحن مدينون إليهم مقابل هذه الخدمة؛ لأنهم في حالة تواضع كبيرة اتجاه الزائرين, من الشيخ حتى الطفل فهم يعملون كخلية نحل متواصلة ليلا ونهارا, لذلك نقدم لهم كل الشكر والامتنان ونتمنى لهم شفاعة الحسين عليه السلام يوم الورود.
صدى الروضتين: كيف وجدتم العتبات المقدسة في العراق؟
يمتاز خدمة العتبات المقدسة بحسن الاستقبال, وخاصة الأخوة في العتبة العباسية المقدسة, الذين ستكون لهم في قلوبنا مكانة خاصة نعتز بها إلى آخر يوم من حياتنا, ونحن نقف أمامهم بامتنان إزاء هذه الخدمة المباركة.
صدى الروضتين: شعورك وأنت تقف أمام سيد الشهداء عليه السلام لأول مرة؟
عندما كنت متجهاً إلى الإمام الحسين عليه السلام في منطقة ما بين الحرمين الشريفين, وأنا أشاهد القبة الذهبية والمنائر الشامخة، ذهبت مخيلتي إلى موقعة عاشوراء, وكيف حوصر الحسين عليه السلام من قبل أعدائه, فكنت أقول: ها هنا استشهد الحسين عليه السلام , ها هنا قتل عطشانا, ها هنا قطع جسده الشريف, إنها لحظات كانت صعبة جدا لم استطع أن أتمالك روحي وجسدي إلا بالصياح والنحيب والبكاء.
صدى الروضتين: انطباعك عن الشعائر الحسينية خلال الزيارة المباركة؟
هي نفحة طيبة من نفحات الرحمن، فطوبى لمن اشترك في إحيائها, ونسأل الباري (عز وجل) وببركة صاحب المصيبة أن يجعلنا جميعاً من الساعين لخدمة القضية الحسينية وإحياء شعائرها المباركة.
صدى الروضتين: ما هي الصورة التي ستنقلها إلى اوكرانيا عن كربلاء؟
كثيرة هي الصور الجميلة، لكن أروع مشهد سأنقله هو مشهد الخدام الفدائيين, وتواضعهم وتوسلهم بالزائر لخدمته على طوال طريق كربلاء؛ لأن هذه الصورة رسالة إنسانية تبعث أملاً لنيل الحياة الحقيقية لكل الأجناس والأصناف.
صدى الروضتين: كيف وجدتم الوضع الأمني في العراق؟
الوضع جيد جداً, وفكرت وأنا أسير على الأقدام في الطريق كيف يكون هذا الأمان والزمر الإرهابية مثل (داعش) تستهدف العراق؟ فحتماً الأمان هو نعمة من الله (عز وجل) وبركة من بركات أهل البيت عليهم السلام لهذه البقعة الطاهرة.
صدى الروضتين: كلمة أخيرة؟
باسم شيعة اوكرانيا نشكر كثيراً دولة العراق، ونحن مدينون إليهم, ونتمنى من الله (عز وجل) أن يخلص العراق وأهله من (داعش) بأقرب وقت ممكن إن شاء الله تعالى.