نسب انجاز متقدمة من مشروع المركز الثقافي النسوي

30-12-2018
احمد صالح
خطوات متسارعة.. ونسب انجاز متقدمة من مشروع المركز الثقافي النسوي التابع للعتبة العباسية المقدسة

عاشت المرأة في المجتمع العراقي قبل العام (2003) فترة عصيبة، أدت الى تحجيم دورها في الوسط الاجتماعي، فأصبحت التبعية الى غيرها نتيجة طبيعية؛ نظرا للأعراف والتقاليد السارية في المجتمع التي تنص الى أن شؤون المرأة وقراراتها في الحياة هي لولي أمرها، وبما أن الجانب التوعوي لدى المجتمع في تلك الفترة كان ضعيفاً ومحصوراً على جوانب قليلة مرتبطة بالسلطة نفسها، الأمر الذي زاد من معاناة العنصر النسوي في اتخاذ قرارها وتحديد مستقبلها.
مرّت فترات من الزمن وضعت الحواجز التي أدت الى حرمان شريحة النساء من أخذ دورها في ادارة المجتمع؛ بسبب بعض الاعراف القبلية المقيتة التي تهدف الى سلب أحقيّة المرأة في مزاولة نشاطها داخل المجتمع، خصوصا في ما يتعلق بالجانب الفكري، وهذا كنتيجة لترسبات العادات والتقاليد الجاهلية والتي جاء الدين الاسلامي ونبذها وجعلها من المعاصي.
يشهد المجتمع اليوم انفتاحاً كبيراً في مختلف المجالات، ومن جانب آخر الحرية في ابداء الآراء والتعبير عنها بكل وضوح وصراحة، بالإضافة الى ظهور المؤسسات الدينية التي تهدف الى تربية الفرد تربية دينية صحيحة على غرار ما جاء عن روايات اهل البيت عليهم السلام التي تحث على التحلي بالأخلاق الفاضلة الخالية من الشوائب التي قد تؤدي الى افساد المجتمع.
العتبة العباسية المقدسة ومن خلال نشاطاتها الفكرية والثقافية، سعت بكل امكانياتها الى نشر الوعي الديني بين افراد المجتمع المختلفة، وخصوصاً شريحة النساء، فقد عانت المرأة من ويلات وعنجهية بعض الأفكار المريضة التي اتخذت من الدين ستاراً لها؛ لتمرير مصالحها الشخصية، وبالتالي تهميش دور هذا الركن الأساسي في رقي المجتمعات المختلفة.
فمن أجل الارتقاء بالواقع الثقافي للمرأة المسلمة بشكل عام، والمرأة الكربلائية خاصة، عمدت الأمانة العامة للعتبة العباسية المقدسة على انشاء مركز ثقافي نسوي يكون مجالاً رحباً لإيصال كلمة هذه الشريحة المهمة من المجتمع، وليكون مناراً يضيء الأفق، ولتصل الكوادر الهندسية الى مراحل متقدمة من انجازه... وللوقوف اكثر على هذا المشروع، صدى الروضتين كان لها لقاء مع الأستاذ المهندس (ضياء مجيد الصائغ) رئيس قسم المشاريع الهندسية في العتبة العباسية المقدسة ليتحدث قائلاً:
دأبت الأمانة العامة للعتبة العباسية المقدسة على استنباط افكار مشاريعها من خلال البحث بكل ما هو بتماس مباشر مع الفرد، وبكل ما من شأنه رفع وتيرة التطور والنهوض بواقع المجتمع. وأن مشروع المركز الثقافي النسوي هو أحد هذه المشاريع والذي يعد الأول من نوعه في العراق، ويعنى هذا المركز وبشكل اساسي الى توظيف الطاقة النسوية بالشكل الذي يجعل من المرأة عاملاً فاعلاً وقدرة خلاقة في المجتمع، حيث أن المركز سيكون النافذة الحقيقية للمرأة الزينبية بصقل مواهبها وقدراتها بالشكل الذي ينسجم والتطور الحضاري والتكنولوجي الحاصل في العالم ولكن بمنظار شرعي نابع من تعاليم الدين الحنيف ومبادئ الثورة الحسينية.
وبين الصائغ قائلاً: يضم المركز المتكون من سرداب وطابق أرضي وستة طوابق تحتوي على قاعتين لعقد المؤتمرات والندوات والأعمال الفنية، كذلك يحتوي البناء على ورش لتعليم المهارات والحرف وصقل المواهب، بالإضافة الى احتواء المركز على قاعات خصصت للمحاضرات التوعوية والعلمية، كما يشتمل المجمع على غرف لمناقشة القضايا الاجتماعية والبحوث الاجتماعية، وأيضا يحتوي على عيادات قانونية، اضافة الى ذلك، فقد خصصت غرف لمبيت المدربين والمحاضرين القادمين من خارج المحافظة، بالإضافة الى صالة كبيرة خصصت كمطعم بكامل ملحقاته.
أما من الناحية الهندسية، فالبناية تعتبر من الأبنية المخملية من حيث التصميم الخاص بالهيكل، وأيضا الانهاءات، وبما قد تم تصميمه للمنظومات الخدمية: كالمصاعد الكهربائية، ومنظومة الإنذار، وإطفاء الحرائق، ومنظومة التهوية والتكييف، والشبكة الكهربائية، ومنظومة الاتصال الداخلي والخارجي والانترنت، ومنظومة المراقبة والإذاعة الداخلية.
أما اللقاء الآخر كان مع الأستاذ المهندس (علي مانع يوسف) المشرف على المشروع من قسم المشاريع الهندسية في العتبة العباسية المقدس، ليتحدث قائلاً:
تستمر الاعمال في مشروع المركز الثقافي النسوي وبإشراف قسم المشاريع الهندسية في العتبة العباسية المقدسة وبمساحة اجمالية حوالي (2000م2) يتكون البناء من ثمانية طوابق، بالإضافة الى سرداب وقاعتين خصصت للمناسبات والاحتفالات يشتمل ايضا البناء على قاعة كبيرة خصصت كمطعم، ويحتوي البناء على غرف مخصصة للسكن وقاعات اخرى للدراسة.
مبينا: المشروع قيد الإنشاء، وقد وصلت نسبة انجازه ما يقارب (75%) من مجمل انجاز المشروع بالكامل، حيث تستمر الأعمال بالمشروع وفق الجدول الزمني وبالمراحل الموضوعة للمشروع، وهذه الاعمال منها الكهربائية والميكانيكية كما تجري بشكل مواز لها الاعمال المدنية، حيث وصلت الى مراحل متقدمة من الانجاز، والعمل جار على قدم وساق من اجل انجاز المشروع بالوقت المحدد له.
مضيفا: في ما يخص المنظومات الميكانيكية الخاصة بالمشروع فهي قيد الانجاز، اذ سوف يشهد المشروع المباشرة بنصب منظومة التبريد الخاصة به، وتتألف من منظومة (الجيلر) ومنظومة (الفانكويل) وايضا منظومة الدافاعات الهوائية، أما الوزن الكلي لمنظومة التبريد الذي تحتويها البناية بالكامل هو (736 طناً).
وأضاف الأستاذ علي ايضا قائلاً: يجري العمل في مراحل الاعمال المدنية والتي تشمل تغليف الجدران بمادة المرمر، وأيضا تغليف جدران الصحيات بمادة السيراميك، وكذلك الارضيات، من جانب آخر اعمال السباكة تجري وتتضمن مد انابيب نقل الماء، وأنابيب الصرف الصحي.
ومع تقدم هذه المراحل، هنالك نسبة انجاز متقدمة من اعمال (لبخ) الجدران بمادة الاسمنت، حيث وصلت نسبة الانتهاء منها الى ما يقارب (90%) من نسبة الانجاز بالكامل، وبنسبة انجاز (50%) من العمل قد وصلت اليها اعمال تركيب السقوف الثانوية.
اما عن اعمال التسطيح فهي متقدمة ونسب انجازها كبيرة، حيث استخدمت انواع ذات جودة عالية في عملية تغليف السطح الخاص بالبناية، من جهة اخرى تسعى الشركة المنفذة للمشروع - وهي شركة عراقية - بدورها الى تسليم المشروع بالكامل في شهر نيسان من العام المقبل بكلفة اجمـــــالية للمشروع تقدر بـ(14) مليار دينار عراقي.
أما عن استمرار العمل في ايام الزيارات التي تشهدها مدينة كربلاء المقدسة مما يؤدي الى اغلاق الطرق وصعوبة التنقل، فقد تم وضع خطة من اجل استمرار العمل اثناء هذه الايام التي تسبق يوم الزيارة، وذلك بتوفير مكان لسكن العمال داخل الموقع، وبالتالي فأن العمل سيكون مستمراً لانجاز المشروع، والكوادر العاملة اغلبيتها عراقية.
في ما يخص مناشئ المواد المستخدمة في المشروع فقد بين الأستاذ علي قائلاً: أغلب المواد التي تم ادخالها في المشروع هي ذات جودة كبيرة وخاضعة الى الفحوصات المختبرية اللازمة، وهي من مناشئ عالمية معروفة، حيث تم ادخال المواد ذات المنشأ التركي والايراني في الاعمال المدنية، اما الاجزاء الميكانيكية والكهربائية فهي من مناشئ اوربية معروفة ايضا على مستوى السوق العالمي وتحديداً من دولتي المانيا وايطاليا.
أما الأستاذ (حيدر شكور خورشيد) من شركة أنوار الحضر العراقية، وهي الشركة المنفذة للمشروع من جانبه بين لنا قائلاً:
تم التعاقد مع الأمانة العامة للعتبة العباسية المقدسة من أجل انجاز مشروع بناية المركز الثقافي النسوي التابع للعتبة المطهرة، حيث تم المباشرة بالمشروع بعد أن وضعت كل الخطط والدراسات الخاصة بالمشروع، وكان التعاون مع قسم المشاريع الهندسية في العتبة العباسية المقدسة بتوفير القسم المذكور لكل التسهيلات من أجل سير العمل ومحاولتهم الجادة لإتمام المشروع بالوقت المحدد له، ونحن بدورنا كشركة منفذة سرنا أن نكون ضمن خطة العتبة المقدسة من اجل التعاون في مجال المشاريع المختلفة.
ومنذ أن بوشر بالمشروع حتى وصوله الى مراحله المتقدمة، لم تواجهنا أية مشكلة؛ وذلك بفضل التسهيلات التي تقدمها العتبة المقدسة، خصوصا في نقل المواد عبر المنافذ الحدودية وتجهيزها بوقت قياسي للمشروع، والعمل جار على قدم وساق من اجل اتمام المشروع بالكامل بمراحله المختلفة وتفاصيله،.
ونحن كشركة محلية هذا المشروع يعتبر التعاون الثاني مع العتبة العباسية المقدسة، ونطمح إلى أن يكون هنالك تعاون في المستقبل.