المرجعيةُ الدينيةُ العُليا: نشكر جميع الذين ساهموا في إحياء زيارة الأربعين وإنجاحها

30-12-2018
شبكة الكفيل العالمية
المرجعيةُ الدينيةُ العُليا: نشكر جميع الذين ساهموا في إحياء زيارة الأربعين وإنجاحها من الزائرين الكرام وأصحاب مواكب العزاء والخدمة والأجهزة الأمنية والفرق الطبية والخدمية والإدارات المحلّية في مختلف المحافظات
شكرت المرجعيةُ الدينيةُ العُليا جميع الذين ساهموا في إحياء زيارة الأربعين وإنجاحها من الزائرين الكرام وأصحاب مواكب العزاء والخدمة والأجهزة الأمنية والفرق الطبية والخدمية والإدارات المحلية في مختلف المحافظات، كما طالبت القوات المقاتلة بعدم الاطمئنان والركون إلى الانتصارات المتحقّقة بحيث يتولّد من ذلك حالة من التراخي والشعور بالأمان، بل لابدّ من استمرار اليقظة والحذر، وثمّنت الجهود المبذولة لمحاربة الفساد ومن ذلك كشف العناصر الوهمية في بعض المؤسسات الأمنية والتي تسبّب الغضُّ عنها في السنوات الماضية بخسائر كبيرة في أموال الدولة.
جاء هذا في خطبة الجمعة الثانية (19صفر 1436هـ) الموافق لـ(12كانون الأول 2014م) والتي أقيمت في الصحن الحسيني الشريف بإمامة سماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي (دام عزه) وقد جاء فيها: "أيّها الإخوة والأخوات.. أودّ أن أبيّن لكم الأمور الآتية:
ها نحن في اليوم قبل الأخير الذي يصادف زيارة الأربعين، حيث ما تزال الحشود المليونية تزحف بمحبّةٍ وولهٍ كبيرين منذ عشرة أيام تجاه مرقد سيّد الشهداء أبي عبدالله الحسين عليه السلام ، وبهذه المناسبة نودّ بيان ما يلي: الأمر الأوّل: نتوجّه بالشكر والتقدير العاليين لجميع الذين ساهموا في إحياء زيارة الأربعين وإنجاحها من الزائرين الكرام وأصحاب مواكب العزاء والخدمة والأجهزة الأمنية والفرق الطبية والخدمية والإدارات المحلّية في مختلف المحافظات، ولاسيّما محافظتي كربلاء المقدسة والنجف الأشرف، والعاملين في المنافذ الحدودية والمطارات ومنتسبي العتبات المقدّسة العلوية والحسينية والعباسية والكاظمية على ما قدّموه من جهودٍ طيبة وخدمات كبيرة وتسهيلات واضحة، سائلين المولى (عزّ وجلّ) أن يتقبّل من الزائرين الكرام ومن كلّ مَنْ كان له دورٌ في إنجاح هذه الزيارة العظيمة، ونوصي جميع الإخوة والأخوات بما يأتي:
1- إنّ مهمة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا تختصّ بطلبة العلم ورجال الدين كما يتوهّم البعض، بل هي مهمة جميع المؤمنين والمؤمنات، ومن ذلك نُصْحُ الشباب خاصةً والزائرين عامةً من الرجال والنساء بالالتزام بآداب الزيارة، ورعاية حرمات الطريق، والابتعاد عمّا يؤذي الآخرين، والالتزام بالعفّة والحجاب والتجنّب عن الإسراف والتبذير في الطعام وغير ذلك.
2- إنّ المأمول من أصحاب مواكب العزاء الحسينية المساعدة في توفير الأجواء المناسبة للذين يؤدّون مراسيم الزيارة داخل العتبتين المقدستين، وكذلك في مراحل سيرهم إلى المرقدين الشريفين، فإنّ الزائر بحاجة إلى الأجواء الهادئة التي توفّر له الخشوع وحضور القلب والتفاعل مع المضامين العبادية للزيارة والصلاة والدعاء، خصوصاً داخل المرقد الشريف، ولذلك ينبغي التجنّب عن استخدام بعض الآلات التي تنبعث منها أصوات عالية جداً تسلب الزائرين - كما اشتكى الكثير منهم - القدرة على أداء مراسيم الزيارة وفق ما أوصى به أئمة أهل البيت عليهم السلام ، وهي أمورٌ عبادية تمثّل أحد المقاصد الأساسية لكلّ زائرٍ قَطَعَ هذه المسافات الطويلة.
الأمر الثاني: لقد تحقّقت للقوات المسلحة ومن التحق بهم من المتطوّعين انتصاراتٌ مهمة في بعض المناطق خلال المدة الماضية، إلّا أنّ عصابات داعش لا تزال تُسيطر على مناطق كبيرة وتهدّد بعض المناطق المهمّة، ومن هنا فإنّ المطلوب من القوات المقاتلة عدم الاطمئنان والركون إلى الانتصارات المتحقّقة بحيث تتولّد من ذلك حالةٌ من التراخي والشعور بالأمان، بل لابدّ من استمرار اليقظة والحذر في مواجهة هذه العصابات الإرهابية.
الأمر الثالث: في الوقت الذي نثمِّن فيه الجهود المبذولة لمحاربة الفساد ومن ذلك كشف العناصر الوهمية في بعض المؤسسات الأمنية، والتي تسبّب الغضُّ عنها في السنوات الماضية بخسائر كبيرة في أموال الدولة، إضافة إلى تداعياتها الأمنية الكارثية، فإنّنا نؤكّد على ما يأتي:
1- استمرار ودعم الجهود الرامية لكشف المزيد من هذه العناصر الوهمية أو شبه الوهمية في جميع مؤسّسات الدولة، فإنّ وجود هذه العناصر بالإضافة إلى ما يُكلّف الدولة من موارد مالية كبيرة يمكن أن تُصرف لتقديم الخدمات الأساسية للمواطنين يتسبّب في تداعيات خطيرة أمنية واقتصادية وأخلاقية.
2- ينبغي للجميع اعتماد أسلوب التثبّت والتحقّق المهني في كشف خفايا هذا الملفّ الشائك، ونتمنّى على وسائل الإعلام الرصينة عدم الاعتماد في هذا الصدد على أرقام تنشرها جهات غير رسمية لم تثبت مصداقيّتها، إذ لا ينبغي الانسياق وراء بعض الجهات المغرضة التي تهدف إلى استغلال ملفّ العناصر الوهمية وما يسمى بـ(الفضائيين) لتشويه صورة الجيش العراقي البطل الذي قدّم الكثير من الضحايا في سبيل عزّ العراق وحماية أرضه وشعبه. كما أنّنا نوصي المواطنين جميعاً أن يكونوا حذرين من التعاطي مع بعض ما يُنشر في هذا المجال غير ما تصدره الجهاتُ الرسميةُ المخوّلة، وليحافظوا على ثقتهم بأنّ هناك عناصر مخلصة تعمل لإصلاح الأمور، والأمل كبيرٌ في قدرة الخيّرين من العراقيّين على إنجاز ذلك والانتقال إلى وضعٍ أفضل.