إصدار الجزء الخامس من كتاب فهرس مخطوطات مكتبة العتبة العباسية

05-07-2025
منتظر العامري
تولي إدارة العتبة العباسية المقدسة أهمية عليا للمخطوطات؛ لأنها تمثل التراث الحقيقي للأمة؛ إذ يقول المتولي الشرعي للعتبة المقدسة السيد أحمد الصافي: "إنّ التراث له أهمية كبيرة وواسعة غير مغفول عنها، وهذا ليس فينا، وإنما في جميع الدول والحضارات، يحاولون أن يحافظوا على تراثهم سواء كان التراث الإنشائي أو التراث الفكري، ونحن نهتم بالتراث الفكري".
وفي هذا الإطار أصدر قسم الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة العباسية المقدسة الجزء الخامس من كتاب فهرس مخطوطات مكتبة العتبة العباسية المقدسة.
بدوره قال مسؤول وحدة الفهرسة والإصدارات في المركز، السيّد أحمد محمد العبودي: "إنّ الجزء الخامس جاء استكمالًا للأجزاء الأربعة السابقة، ويضمّ 400 مخطوطة تم توثيقها على وَفقِ المعايير العلمية المعتمدة، وقد بلغ عدد عناوينها 485 عنواناً من مخطوطات خزانة مكتبة العتبة العباسية المقدسة".
وأوضح: "أنّ عدد العناوين المكتوبة باللغة العربية بلغ 347 عنوانًا، فيما بلغ عدد العناوين باللغات الأخرى 138 عنوانًا، ليصل بذلك مجموع المخطوطات المفهرسة في الأجزاء الخمسة إلى 1800 مخطوطة، تضمّ 2619 عنوانًا تناولت مختلف مجالات العلوم والمعارف".
ويشير العبودي إلى أنّ: "العمل متواصلٌ لفهرسة ما تبقّى من مخطوطات خزانة مكتبة العتبة المقدسة، وإصدارها في مجلدات لاحقة تُسهم في إثراء المكتبة الإسلامية وخدمة الباحثين".
ويأتي هذا الإصدار ضمن سلسلة علمية متخصّصة تهدف إلى فهرسة الكنوز الخطية التي تحتضنها مكتبة العتبة العباسية المقدسة، والتي تُعدّ من أثمن المجموعات في العراق والعالم الإسلامي؛ لما تتضمّنه من نفائس في العلوم الإسلامية والإنسانية بمختلف مجالاتها.
ويتضمّن هذا الجزء وصفًا علميًا دقيقًا لعدد من المخطوطات النادرة، ويهدف هذا العمل إلى تسهيل وصول الباحثين والمهتمين إلى مصادر المعرفة التراثية، وإحياء التراث المخطوطي الإسلامي من خلال توفير بيانات موثّقة وعلمية عن هذه النفائس.
هل تعد المخطوطات مشروع فكري متواصل؟
يهدف مشروع الحفاظ على المخطوطات إلى حفظ التراث المخطوط وتوثيقه ويشرف على إصدار أجزاء هذا الكتاب مركز تصوير المخطوطات وفهرستها التابع للقسم؛ حيث تعتمد عملية الفهرسة على منهج علمي دقيق لضمان حفظ المخطوطات التاريخية وتصنيفها بشكل يتيح للباحثين سهولة الوصول إليها والاستفادة منها.
الفهرسة تمر بعدة مراحل منظمة تبدأ بالفهرسة الوصفية التي تتضمن تسجيل معلومات تفصيلية عن كل مخطوطة وتشمل هذه المعلومات العنوان والموضوع والتخصص العلمي الذي تنتمي إليه المخطوطة بالإضافة إلى اسم المؤلف وسنة التأليف.
كما يتم وصف المخطوطة من الناحية المادية عبر تحديد نوع الورق وعدد الصفحات وحالة الحفظ ومدى تأثرها بالعوامل الزمنية كما تُسجل المعلومات التاريخية المتعلقة بالنسخ والناسخ والتمليكات أو الوقفيات التي تحتوي عليها المخطوطة.
أما الفهرسة المختصرة فتقدم عرضاً موجزاً للبيانات الأساسية لكل مخطوطة ما يتيح سهولة البحث والاطلاع على محتويات المكتبة دون الحاجة إلى مراجعة كل التفاصيل الدقيقة.
وتعمل المكتبة على توفير هذه المخطوطات للباحثين عبر منصات رقمية تتيح سهولة الوصول إلى البيانات المفهرسة، ويتم رفع هذه البيانات إلى المرجع الرقمي للتراث المخطوط؛ حيث تتوفر أكثر من ثمانين ألف عنوان لخدمة الباحثين والمتخصصين في الدراسات التاريخية والشرعية والأدبية كما يمكن الاطلاع عليها من خلال موقع مكتبة العتبة العباسية المقدسة. المشروع مستمر لفهرسة المزيد من المخطوطات وإصدارها في مجلدات لاحقة تسهم في إثراء المكتبة الإسلامية وتوفير موارد موثوقة للمهتمين بالتراث المخطوط ويعزز هذا المشروع من دور مكتبة العتبة العباسية المقدسة كمركز علمي وثقافي رائد يسهم في حفظ التراث الإسلامي ونشره عبر وسائل حديثة تسهل الوصول إليه.
إلى جانب جهود الفهرسة والتوثيق، تشارك مكتبة العتبة العباسية المقدسة في فعاليات علمية تهدف إلى تعزيز الوعي بأهمية التراث المخطوط ومن بين هذه الفعاليات يوم المخطوط العربي الذي يعد مناسبة علمية لاستعراض الجهود المبذولة لحفظ هذا الإرث، كما تعمل المكتبة على إدخال آلاف الرسائل والأطروحات الجامعية ضمن مستودعها الرقمي، إضافة إلى رقمنة المخطوطات لضمان حفظها وإتاحتها للأجيال القادمة.