لتسليح المؤمن بثقافة القرآن الكريم السامية، والتبصر بمضامينه العالية، يواصل المجمع العلمي في العتبة العباسية المقدسة، إصدار مشاريع قرآنية جديدة تعمل على تعزيز الوعي الديني ونشر الثقافة القرآنية التي تسهم في بناء مجتمع مترابط ومتحضر، يعيش وفق مبادئ القرآن الكريم.
وضمن هذا المسعى، أصدر المجمع العلمي الإصدار الثالث ضمن سلسلة (سنابل)، وأشرف عليه مركز الدراسات والبحوث القرآنية، وأصدر أيضًا كتاب (الأسباب النفسية للضلال) ضمن سلسلة إصدارات (قطوف) أشرف عليه معهد القرآن الكريم في النجف الأشرف، ويواصل المجمع العلمي إقامة الدورات والمحافل القرآنية في محافظات النجف وكربلاء والديوانية.
وقال مدير مركز الدراسات والبحوث القرآنية الدكتور سعيد الوناس: إنّ «الإصدار الثالث ضمن سلسلة (سنابل) هو كتاب عن القرآن الكريم والعترة الطاهرة، ويأتي ضمن مشروع (المنصة القرآنية) التي تعدّ نافذة فكرية لنشر الندوات القرآنية، وجاء الكتاب بعنوان (التلازم بين القرآن الكريم والعترة الطاهرة قراءة في الأبعاد العقدية والفقهية والأخلاقية لفضيلة الشيخ محمد جعفر الطبسي».
وبيّن الوناس أنّ هذا الإصدار: «تناول صورة التلازم المستمر ما بين القرآن الكريم والعترة الطاهرة؛ اذ لا انفكاك بينهما، وبقاء هذا التلازم أبدًا ما بقي الليل والنهار»، لافتاً إلى أنّ الإصدار: «يهدف الى تسليح المؤمن بثقافة القرآن السامية، والتبصر بمضامينه العالية؛ لينال هدى آياته الكريمة قاصدا سبيل المفلحين في الدارين عبر المناهل العذبة لأهل البيت (عليهم السلام)، ولينهض المؤمن بالتفكير الذهني العميق، ويجعل قراءته للدين قراءة منظمة تبحث عن السنن القرآنية التي بينتها آيات الكتاب المبين، وأوضحتها أقوال أهل البيت (عليهم السلام)، وبلوغ مقاصد سبيل الثقلين، لبناء صرح قرآني هدفه الأسمى نشر الثقافة القرآنية وبلورة معانيها».
وأشرف معهد القرآن الكريم في النجف الأشرف على إصدار كتاب (الأسباب النفسية للضلال) الذي جاء ضمن سلسلة إصدارات (قطوف) التي تهدف الى نشر المضامين القرآنية بأسلوب يسهل فهمها وتطبيقها في الحياة اليومية.
ومن جهته، قال مدير معهد القرآن الكريم في النجف الأشرف الدكتور مهند الميالي: إنّ «كتاب (الأسباب النفسية للضلال) ألفه الأستاذ في الحوزة العلمية السيد حسين الحكيم، ويتناول موضوعات متعددة، منها: تفسير نفسي للضلال، ومعالجة عدد من المفردات النفسية المسببة له استنادًا الى القرآن الكريم والحديث الشريف والتجربة البشرية، الى جانب موضوعات أخرى»، مشيرًا الى أنّ المجمع العلمي للقرآن الكريم: «يحرص عبر إصداراته المتنوعة الى نشر ثقافة القرآن الكريم وعلوم أهل البيت (عليهم السلام)».
وفي السياق ذاته، يواصل المجمع العلمي للقرآن الكريم إقامة الدورات والمحافل القرآنية في محافظات كربلاء والنجف والديوانية، وأشرف معهد القرآن الكريم في كربلاء التابع للمجمع على إطلاق مشروع (نافذة البصيرة) القرآني.
وقال مسؤول وحدة النشاطات القرآنية في معهد القرآن الكريم في كربلاء الدكتور علي حمد الكلكاوي: إنّ «المعهد أطلق مشروع (نافذة البصيرة) بدورات متعددة في أكثر من (18) مسجداً وحسينية، توزعت على مناطق متفرقة من محافظة كربلاء المقدسة، وبإشراف أساتذة مختصين يقدمون دروسًا في الفقه والعقائد والحفظ وأحكام التلاوة والتجويد».
وأضاف الكلكاوي أنّ المشروع: «شهد مشاركة أكثر من (250) طالبًا من طلبة الابتدائية والمتوسطة»، مشيراً إلى أنّه: «يهدف الى توعية الطلبة، وتثقيفهم عقائديا وفقهيا وقرآنياً وأخلاقياً، عبر أساتذة أكفاء ومتخصصين في هذه المجالات».
وأطلق معهد القرآن الكريم في النجف الأشرف دورته القرآنية الـ(13) بمشاركة أكثر من (500) طالب من طلبة العلوم الدينية.
وأوضح أحد ملاكات معهد القرآن في النجف الشيخ وسام السبتي أنّ الدورة القرآنية الـ(13): «أطلقت في العام الدراسي الحالي، بمشاركة (20) طالباً في مدرسة الشيخ حسين الحلي (قدس سره) الدينية، وركزت على دراسة أحكام التلاوة (بالمستوى الثاني)».
كما بيّن أنّ مشروع الدورات القرآنية: «يتكوّن من ثلاث مراحل دراسيّة تشمل مادّتَي أحكام التلاوة وعلوم القرآن الكريم؛ إذ تستمرّ المرحلة الأولى (الأساسيّة) شهرين، تليها المرحلة الثانية (المتوسّطة) لمدّة ثلاثة أشهر، ثمّ المرحلة الثالثة (التخصّصيّة) التي تمتدّ لخمسة أشهر؛ بهدف تبيان المعارف القرآنية، وتأهيل الطلبة علميًّا، على وفقِ أسلوب منهجيّ متكامل».
كما ونظّم معهد القرآن الكريم فرع الديوانية التابع لمعهد القرآن الكريم في النجف الأشرف دورة قرآنيّة لتعليم أحكام التلاوة.
وشهدت الدورة مشاركة (30) مُتدرّبًا، يتلقّون فيها دروسًا في مادّة أحكام التلاوة بمعدّل محاضرتين في الأسبوع تحت إشراف أكفاء ومتخصصين.
وتأتي هذه المبادرات ضمن الجهود المستمرّة للمَجمَع العلميّ للقرآن الكريم في العتبة العباسية المقدسة لنشر الثقافة القرآنيّة بين مختلف الفئات العمريّة للمجتمع، وتعزيز الوعي الديني والثقافي بما يتسق مع العصر الحديث، وبناء جيل مثقف يعتمد على المعرفة والعلم لفهم الإسلام بشكل صحيح، ومواكبة التحديات الحديثة، وارتباطهم بكتاب الله الكريم.