العتبة العباسية المقدسة تفتتح مصنع براق القمة لتجميع الشاحنات
13-02-2025
خاص صدى الروضتين
بهدف دعم المنتج المحلي، وتشغيل الأيدي العاملة، واستثمار العقول العراقية، افتتحت العتبة العباسية المقدسة مصنع (براق القمة لتجميع الشاحنات)، في خطوة تعكس حرص العتبة المقدسة على النهوض بالواقع الصناعي في العراق، واستثمار طاقاته لدعم الاقتصاد الوطني.
ونظمت العتبة العباسية المقدسة حفل الافتتاح - بالتزامن مع ذكرى ولادة السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) - في مرآب الكفيل على طريق (كربلاء – النجف)، وشهد الحفل حضور عدد من أعضاء مجلس إدارة العتبة المقدسة ومسؤوليها، إلى جانب وفود وشخصيات رسمية ومختصة في القطاع الصناعي.
وتضمّن الحفل كلمات للعتبة العباسية المقدسة ألقاها بالإنابة الدكتور عباس رشيد الدده الموسوي، وشركة براق القمة، إضافة إلى كلمة لممثل شركة شاكمان الصينية.
وشهد الحفل إزاحة الستار عن شاحنة شاكمان (X3000) كأول إنتاج للمصنع، وعرض فيديو عن المصنع.
وجاء في كلمة الأمانة العامة للعتبة المقدسة: «إنّ مشاريع العتبة العباسية، كبيرة، وكثيرة، ومتنوعة، تكاد بذلك التنوّع أن تلبي حاجات المجتمع أو تسعى إلى تغطيتها، فقد بدأت بالزائر الكريم، وقدمت له، وما زالت تقدم ضروبا شتى من الخدمات، وكانت لها في مشاريع خدمته العمرانية ما يليق بزوار المرقد الشريف، وصارت شاخصة تشير إلى مهارة المنشئ، وفنونه الإبداعية الجمالية، ثم امتدت إلى مجالات الصحة يدًا بل أيادي، وتنوعت خدماتها الصحية ومشاريعها التي يشهد لها القاصي والداني، ثم كان لها في ميدان التربية والتعليم تجارب فارقة، أثمرت مؤسسات تعليمية تزاحم عند نبعها الوارد، ولها في ميادين الفكر، والثقافة، والمعارف، والتراث، عناوين سامقة يُشار إليها بالبنان، ولا تحتاج إلى دليل وبيان، ولها في تقنيات العلوم المعاصرة، ما نافست به كبرى الشركات العالمية المتخصصة، ولها في ميدان الزراعة قصص مخضرة، اخضرت بها صحارٍ مقفرة، فصارت تبهجُ عيون الناظرين، ولها في ميدان الصناعات الغذائية سجل حافل بالفخر، ولها في ميدان الصناعات ما يهفو له سمع الصناع، آخرها ما كان في مصنع المحاليل الوريدية من إضافة نوعية إلى مشروع توطين الصناعة الدوائية، ودعم للصناعات المحلية والإنتاج الوطني، وتشغيل الأيدي العاملة العراقية، وتطوير القطاع الصحي في العراق».
وأضاف أنّ المطّلع: «ليس بوسعه إلا أن يقول: للعتبة العباسية في كل ميدان عنوان، وإن أيقونة الكفّ أينما رُفعت كان النجاح حليفًا ملازما لها، فطوبى لها ولمشاريعها كلها. إنّ ذلك التنوع جعل خدماتها تتنوع؛ لتشمل شرائح متنوعة، وفئات مختلفة؛ سعيًا منها لشمول جميع الخدمات».
ولفت الدده الى أنّ مشروع (مصنع تجميع شاحنات شاكمان): «هو باكورة أعمال شركة براق القمة التابعة للعتبة العباسية المقدسة، ويأتي إسهامًا من العتبة العباسية المقدسة في دعم اقتصاد بلدنا العزيز، وإنعاشًا للسوق المحلية، وتحفيزًا للمنافسين للتسابق إلى مشاريع شبيهة أو مختلفة تخدم العراق والعراقيين، ويعدّ تجربة مميزة في تطوير قطاع النقل البري في العراق، ودعمًا منّا لهذا القطاع ولغيره، وثمة غاية سامية أخرى، بل هي أحد مقومات رؤية العتبة المقدسة التي طالما ردّدها المتولي الشرعي سماحة السيد أحمد الصافي (دام عزه)، في لقاءات جماعية أو فردية، وطالما بدأ بها حديثه مع كل منتسب توكل إليه مهام إدارية: (عليكم أن تثقوا بالعقل العراقي، وتمنحوه فرصة؛ كي يبدع، فإنّ العراقي مجبول على الإبداع والابتكار والتميز)».
وأشار الى أنّ المشروع: «يشترك مع غيره من مشاريع العتبة المقدسة كلها، في إسهامها بتحقيق أهداف التنمية المستدامة التي منها: تعزيز النمو الاقتصادي الشامل والمستدام، عبر خفض معدلات البطالة، عن طريق توفير فرص العمل اللائق، والحصول على وظائف ذات جودة عالية تعمل على تحفيز الاقتصاد، وزيادة الإنتاجية، وإنّها ستوفر لا شك فرص عمل جديدة للملاكات المتقدمة من خريجي كليات الهندسة والملاكات الوسطية من خريجي المعاهد الفنية».
بدورها أوضحت شركة براق القمة أنّ: «الطاقة الإنتاجية القصوى لمصنع تجميع الشاحنات تبلغ (1400) شاحنة».
وقال المدير المفوض للشركة، الاستشاري جعفر سعيد: «إنّ قطاع النقل يشكل مفصًلا مهمّا وحيويا في اقتصاديات دول العالم، وعلى أساس ذلك تتنافس الشركات الصناعية للوصول إلى أحدث التقنيات الفنية في صناعة الشاحنات»، مضيفا أنّ: «إدارة العتبة العباسية المقدسة وعلى رأسها سماحة المتولي الشرعي السيد أحمد الصافي، وإسهامًا منها في النهوض بالواقع الاقتصادي والصناعي، أولت اهتمامًا كبيرًا بهذا الموضوع، فقد صدرت التوجيهات بإعداد الدراسات الفنية والاقتصادية مع التأكيد على الاستفادة من الكفاءات والخبرات العراقية في هذا المجال، وتوفير فرص العمل للملاكات الوسطية من خريجي المعاهد الفنية وذوي الاختصاص؛ لتدريبهم وإدخالهم في العمل».
وتابع أنّ المفاوضات: «خلصت إلى إبرام اتفاقية مع شركة شاكمان الصينية لصناعة الشاحنات الثقيلة، بموجبها تفوض شركتنا حقّ التجميع الحصري مع خدمات ما بعد البيع والتسويق في العراق»، مبينًا أنّ شركة شاكمان: «أسهمت إسهامًا كبيرًا وفعّالًا للمضي بالمشروع، عن طريق إعداد التصاميم والدعم الفني، وتجهيز معدات الخط الإنتاجي»، لافتا الى أنّ الخطة الإنتاجية للمصنع: «هي (500) شاحنة للسنة الأولى، وتتوسع لتصل الطاقة الإنتاجية القصوى إلى (1400) شاحنة بين السنة الثانية والثالثة»، مؤكدًا أنّ هذا الإنجاز الذي تحقق: «يُضاف إلى العديد من الإنجازات التي حققتها العتبة العباسية المقدسة، وعلى العديد من الصعد».
من جهته، أكد المدير الإقليمي لشركة شاكمان (SHACMAN) الصينية في الشرق الأوسط، السيد جان جي كوي أنّ: «مصنع البراق لتجميع الشاحنات في محافظة كربلاء، يسهم في التنمية الصناعية وتدريب المواهب؛ للارتقاء بالواقع الصناعي».
وقال جي كوي: «نشهد اليوم بدء الإنتاج الرسمي لأول شاحنة ثقيلة محلية الصنع من طراز (SHACMAN) في العراق، ولا يمثل هذا إنجازًا بارزًا في تطوير (SHACMAN) فحسب، بل إنّه معلم مهم لدخول الشاحنات الثقيلة الصينية إلى السوق العراقية، وهو يرمز إلى تعميق التعاون بين الصين والعراق»، مضيفا أنّ شركتنا وبراق القمة: «أجرتا مناقشات أولية بشأن التعاون في السوق العراقية، واتفق الطرفان على أنّ العراق - باعتباره سوقًا يتمتع بإمكانات هائلة - يحتاج بصورة عاجلة إلى المزيد من منتجات المركبات التجارية الفعّالة من حيث التكلفة، واستجابة لهذا الطلب، قررت (SHACMAN) بالتعاون مع فريق البراق، بعد إجراء بحث متعمّق تقديم الشاحنات الثقيلة من سلسلة (X3000) الأكثر ملاءمة للعراق، عن طريق التجميع والإنتاج المحلي بعد أكثر من عام من العمل الجاد، والتخطيط الأولي للمشروع، والإنهاء الفني، وشراء المعدات، وبناء المصنع، إلى تركيب خط الإنتاج، ووصلنا أخيرًا إلى هذه اللحظة التاريخية، وهي التجميع المحلي الناجح لأول شاحنة صينية ثقيلة في العراق».
وتابع جي كوي أنّه عبر إنشاء مصنع تجميع محلي في العراق: «فإنّنا لا نخلق المزيد من فرص العمل، ونسهم في التنمية الصناعية المحلية فحسب، بل سنقوم أيضًا بتدريب مجموعة من المواهب الفنية عالية المهارة، ستؤدي هذه المواهب دورًا في التنمية الاقتصادية المستقبلية للعراق، والارتقاء الصناعي».
وبيّنَ المدير الإقليمي لشركة شاكمان (SHACMAN) «نحن ندرك أنّ مجرد تجميع المنتجات ليس كافيًا، ولضمان خدمة منتجاتنا للعملاء العراقيين بوجه أفضل، سنعمل مع شركة البراق لإنشاء شبكة شاملة للمبيعات والخدمة وقطع الغيار في جميع أنحاء العراق؛ لتزويد كل عميل يشتري ويستخدم الشاحنات الصينية الثقيلة بالدعم الأكثر احترافية، بالإضافة إلى ذلك، سنواصل تعزيز خدمات ما بعد البيع والتدريب الفني؛ لضمان تشغيل كل شاحنة ثقيلة بكفاءة وثبات على الطرق العراقية، والاسهام في التنمية الاقتصادية والاجتماعية في العراق».
واختتم بالقول: «سنستمر في زيادة استثماراتنا بالعراق مستقبلا، ودفع التحول من (التجميع في العراق) إلى (صُنع في العراق)، والإسهام بمعرفتنا وجهودنا لبناء عراق أكثر ازدهارًا وقوة».
وأزيح الستار عن شاحنة شاكمان (X3000) بحضور عدد من أعضاء مجلس إدارة العتبة المقدسة ومسؤوليها، إلى جانب وفود وشخصيات رسمية ومختصة في القطاع الصناعي.
وتعد شاحنة شاكمان (X3000) أوَل إنتاج لمصنع براق القمة لتجميع الشاحنات، الذي من المقرر أن تصل القدرة التشغيلية له إلى (1400) شاحنة سنويًّا، إلّا أنّ المرحلة الأولى ستبدأ بإنتاج (400) شاحنة سنويًا، مع خطط لزيادة الإنتاج تدريجيا، بينما سينتج المصنع في المرحلة الأولى (6) موديلات من الشاحنات، مع خطّة لافتتاح مراكز صيانة في جميع محافظات العراق، بينما سيكون مركز المبيعات الرئيس في مرآب الكفيل بمدينة كربلاء.
يقول رئيس هيأه تطوير الشركات والمواقع الاستثمارية في العتبة العباسية السيد محمد الاشيقر: «إنّ المشروع يمثل نقلة مهمة في الصناعات التي تبنتها العتبة المقدسة، يسهم في رفد السوق المحليّة بالصناعات الثقيلة»، مضيفا أنّ المشروع: «هو الأوَل من نوعه الذي تنفذه شركات القطاع الخاص في العراق، وسيسهم في رفد السوق المحلية بالصناعات الثقيلة، ما سيوفر فرص عمل للشباب، واستثمار الطاقات والكفاءات العراقية».
ويعكس المشروع رؤية العتبة العباسية المقدسة في دعم الاقتصاد الوطني، وتنويع مجالات الاستثمار، ويعزّز قطاع النقل والصناعات الثقيلة داخل العراق.
وقال المدير التنفيذي لشركة براق القمة لتجميع الشاحنات التابعة للعتبة العباسية المقدسة المهندس علاء عمار الجبوري: «إنّ الشركة مختصّة بتجميع الشاحنات والحافلات، وتعدّ الأولى من نوعها في العراق، وتعمل لصالح القطاع الخاص»، مؤكدا أنّ أولى الشاحنات: «أُنتجت داخل البلاد بالشراكة مع شركة شاكمان الصينية الرائدة في هذا المجال، وبملاكات عراقية خالصة، وبإشراف فني مباشر من قبل الشركة»، مبينا أنّ طاقة المصنع الإنتاجية: «تبلغ (1400) شاحنة وباص سنويا، وبمواصفات عالية المتانة تلائم الأجواء العراقيّة، فضلًا عن الأسعار التنافسية».
وأشار الجبوري إلى أنّ الشركة: «ستوفر خدمات الصيانة، وقطع الغيار في المركز الرئيس للمبيعات بمدينة كربلاء المقدسة في مرآب الكفيل الفني، وستفتتح مراكز مبيعات أخرى في عموم محافظات العراق».
وتمتلك شركة (SHACMAN) (43) مكتبًا دوليًا، و(190) تاجرا أساسيا، و(240) شبكة مبيعات، و(37) مركزًا للملحقات، و(92) فرعًا من الملحقات الخارجية، و(110) مهندسي خدمة من الخارج، وأنشأت (15) مصنعا محليًا للإنتاج في كينيا والجزائر ونيجيريا والمملكة السعودية وكازاخستان.
ولدى (SHACMAN) حاليًا خمس مجموعات رئيسة من المنتجات في السوق الدولية بما في ذلك: ( X5000، X3000 ، F3000، M3000 L3000)، مع المنتجات التي تغطي المقطورة، القلابة، البضائع والمركبات الخاصة.