مركز التوثيق بمؤسسة الوافي دور ريادي في حفظ تاريخ العراق
11-02-2025
خاص صدى الروضتين
تولي العتبة العباسية المقدسة عبر مؤسسة الوافي للتوثيق والدراسات، اهتمامًا بالغًا بتوثيق تاريخ العراق وحفظه؛ باستعمال أحدث التقنيات والأساليب التوثيقية، إذ يضطلع مركز التوثيق التابع للمؤسسة بمسؤولية كبيرة في أرشفة وتوثيق الأحداث التاريخية، بما في ذلك الجرائم التي ارتكبها تنظيم داعش الإرهابي.
وقد تحدث مسؤول شعبة مركز التوثيق السيد ميثم عبد الستار القرعاوي: «مركز التوثيق تابع لقسم مؤسسة الوافي للتوثيق والدراسات في العتبة العباسية المقدسة، وتقع على عاتق المركز مسؤولية تصوير الوثائق المهمة كافة التي تخص تاريخ العراق وأرشفتها وحفظها؛ وذلك باستعمال وسائل متنوعة تشمل: الأرشفة الورقية، والإلكترونية، والفيديو، وغيرها».
وأضاف: «كما يختص مركز التوثيق بتوثيق كافة ما يتعلق بالزيارات المليونية للعتبات المقدسة، بالإضافة الى الإشراف على المعرض الدائم للوثائق والمقتنيات الخاصة بالمؤسسة».
تنوع الأساليب التوثيقية
كما أشار الى أنّ مركز التوثيق: «يعتمد على أساليب توثيقية متقدمة تشمل: الإصدارات المطبوعة، والمرئية، والإلكترونية، والميكروفيلم، والتوثيق الشفاهي؛ بهدف الارتقاء بالعمل التوثيقي؛ ليضاهي نظيره في المؤسسات العالمية المرموقة».
رسالة المركز وأهدافه
وأوضح القرعاوي أنّ رسالة المركز: «تتمثل في تسليط الضوء على أهمية التوثيق في حياة الشعوب، ودوره الكبير في اكتساب الخبرات من خلال التراكم التاريخي، إذ يستخدم المركز أرقى معايير الجودة والمصداقية العلمية، مع توظيف تقنيات حديثة؛ لضمان تحقيق أهدافه».
وتابع: «نسعى إلى أن تكون مؤسسة الوافي مصدرًا رئيسًا لكل المؤسسات الحكومية وغير الحكومية، بالإضافة إلى الجامعات والباحثين من خلال تقديم إصدارات ومصادر توثيقية علمية وموضوعية».
أبرز الإنجازات
مبينًا أنّ من أبرز إنجازات المركز: «إصدار وتحديث موسوعة فتوى الدفاع الكفائي التي أرشفت كل ما يتعلق بتنظيم داعش الإرهابي، بما في ذلك مقتنياته الحربية، مما يضيف قيمة تاريخية وعلمية لهذه الوثائق».
هيكلية العمل
وعن هيكلية وحداته العاملة، ذكر مسؤول المركز بأنّ: «شعبة مركز التوثيق تتكون من وحدات عدة، منها: وحدة التصوير والتوثيق، ووحدة الأرشفة الإلكترونية، ووحدة توثيق الزيارات المليونية، ووحدة المعرض، مؤكدًا أن جميع هذه الوحدات تعمل بتكامل لتحقيق الأهداف المنشودة».
من جانبه، قال مسؤول وحدة تصوير الوثائق السيد حسن عبد الله حسين: «يقع على عاتق ملاكات وحدة تصوير الوثائق في شعبة مركز التوثيق التابعة لمؤسسة الوافي للتوثيق والدراسات، تصوير الوثائق والكتب وأشرطة ميكروفيلم وتحويلها الى صور رقمية».
وأضاف: «تحصل وحدة التصوير على الوثائق والكتب من خلال مصادر شعبة الدعم المعلوماتي في المؤسسة الوافي، عبر تنسيقها مع الجهات والمكتبات الحكومية وغير الحكومية».
وتابع: «تتضمن الوثائق والكتب تاريخ العراقي المعاصر الذي يشير الى التطورات السياسية والاجتماعية والاقتصادية في العراق منذ أوائل القرن العشرين وحتى الوقت الحالي».
وواصل: «تستخدم الوحدة أحدث التقنيات في التصوير من الكاميرات المتطورة والأجهزة السكنر والإنارة وغيرها، وملاكاتها متدربة وذات خبرة متميزة، ولها باع طويل في هذا المجال».
وبيّن: «بعد تصوير الوثائق والكتب نقوم بحفظها حسب تاريخها وموضوعها، وبعدها نقوم بنقلها الى وحدة الأرشفة الإلكترونية في شعبة مركز التوثيق، ولها مهام أخرى متطورة في أرشفتها».
وأشار الى أنّ أهم منجزات الوحدة: «هي تصوير مجموعة من الوثائق والكتب والصور والفيديوهات والمقاطع الصوتية الشاملة والمفصلة التي تتعلق بتنظيم داعش الإرهابي».
وذكر: «من أبرز وثائق داعش التي قمنا بتصويرها، هي الوثائق العسكرية التي شملت تقارير عسكرية وخطط حرب ورسائل تنظيمية وأوامر تنفيذية من قبل قادة داعش، والمحتويات الحربية التي جمعت من ميادين المعركة، وأساليب التمويل التي توضح طرق التمويل والعقوبات المفروضة على أعضاء التنظيم، وكيفية جمع الأموال لتمويل العمليات العسكرية، وشهادات ومراسلات داخلية كانت تجري بين قادة داعش، وتشرح استراتيجية التنظيم في السيطرة على الأراضي العراقية، ومناقشات حول العمليات العسكرية والسياسية، وتقارير عن تدمير الممتلكات الثقافية، شملت بعض الوثائق المتعلقة بتدمير داعش للآثار والممتلكات الثقافية والدينية في العراق، ووثائق حول الأعمال الإرهابية والمجازر التي ارتكبها داعش ضد المدنيين، والمعاهدات والاتفاقات أو التنسيق بين داعش وبعض المجموعات أو الدول».
وأكد: «تعدّ هذه الوثائق جزءاً من السجل التاريخي والوثائقي الذي يهدف إلى حفظ الحقائق، وإظهار ما تعرض له العراق من تهديدات وأعمال إرهابية من قبل داعش، بالإضافة إلى توثيق جهود الشعب العراق في مقاومة هذا الإرهاب، خاصة من خلال فتوى الجهاد الكفائي التي أطلقها المرجع الديني الأعلى سماحة السيد علي السيستاني (دام ظله)».
وأوضح: «وحدة التصوير صوّرت أكثر من (120) ألف وثيقة متنوعة ومتعددة المجالات، تضمّنت وثائق وصورًا وفيديوهات وأشرطة صوتية، من بينها (95) ألفًا لتنظم داعش».
كما تحدّث مسؤول وحدة الأرشفة الإلكترونية السيد فراس فرزدق فاضل: «تضطلع ملاكات وحدة الأرشفة الإلكترونية في شعبة مركز التوثيق التابعة لمؤسسة الوافي للتوثيق والدراسات، بمهمة استقبال الوثائق المصورة والمواد الرقمية التي يتم تصويرها من قبل وحدة التصوير في شعبة المركز، وتنظيمها باستعمال أحدث الأنظمة التقنية؛ لغرض ضمان سهولة الوصول إليها عنده الحاجة».
وأوضح: «وحدة الأرشفة تعتمد على برمجيات متطورة لتصنيف الوثائق وفهرستها على وفق معايير دقيقة تشمل التاريخ، والموضوع، والنوع، والجهة المصدرية؛ مما يتيح استرجاعها بسرعة وبدقة عالية».
وأضاف: «عملية الأرشفة تتم على مراحل عدة، تبدأ بتنظيم الوثائق وتصنيفها، ويليها حفظها في أنظمة إلكترونية مؤمنة، مع إنشاء نسخ احتياطية؛ لأجل ضمان عدم فقدان البيانات».
وتابع: «تستخدم الوحدة مجموعة من البرامج المتعددة والمتنوعة منها: الإكسل والوورد، بالإضافة إلى برنامج الجود الذي يتميز بسرعته وكفاءته في أرشفة المعلومات».
وأشار إلى أنّ ملاكات وحدة الأرشفة: «تمكنت من أرشفة آلاف الوثائق التي تم تصويرها من قبل وحدة التصوير، ومنها ما يتعلق بتنظيم داعش الإرهابي، والانفجارات، وعمليات القتل، وحوادث السير». مبينًا أنّ: «أقدم وثيقة تم أرشفتها تعود إلى عام (1902م) تابعة لجريدة الوقائع العراقية».
وأكد أنّ الهدف الرئيس للوحدة: «هو حماية السجل التاريخي الرقمي، وضمان استدامة هذه الوثائق للأجيال القادمة». موضحًا أنّ هذه الجهود: «تسهم في تقديم صور شاملة للأحداث التي عصفت بالعراق، ودعم مساعي الكشف عن الحقائق التاريخية».
وبيّن أنّ الأرشفة الإلكترونية: «تمثل جزءًا لا يتجزأ من عملية التوثيق؛ إذ نعمل على ضمان أن تكون الوثائق متاحة عند الحاجة، مع الحفاظ على سريتها وحمايتها؛ لأنّ التوثيق الدقيق يشكل سلاحًا قويًا ضد محاولات تحريف التاريخ أو إنكاره».
واختتم تصريحه بالتأكيد على أنّ الوحدة: «مستمرة في تطوير آليات عملها، واعتماد أحدث التقنيات في مجال الأرشفة الإلكترونية، بما يسهم في تحقيق رؤية مؤسسة الوافي بأن تكون مرجعًا موثوقًا في مجال التوثيق الرقمي».