في حوار مع صدى الروضتين رئيس قسم الشؤون الفكرية والثقافية: أصدرنا نحو 680 كتاباً و14 موسوعة و20 مجلة
04-02-2025
خاص صدى الروضتين
يعدّ قسم الشؤون الفكرية والثقافية من الأقسام الكبيرة بنتاجها في العتبة العباسية المقدسة؛ إذ تقع على عاتق القسم مهام عديدة تعكس اهتمام العتبة المقدسة بالإنتاج الفكري والثقافي، إضافة الى حماية التراث الإسلامي ونشر فكر أهل البيت (عليهم السلام) في العالم عبر مئات الإصدارات، والعديد من المراكز التخصصية التي استلهمت من أبي الفضل العباس (عليه السلام) العزيمة والإخلاص والوفاء للعترة الطاهرة (عليهم السلام).
رئيس القسم السيد عقيل الياسري، أوضح تفصيلات عمل القسم في حوار مع مجلة صدى الروضتين، كما كشف عن نتاجات القسم الفكرية والثقافية خلال مدة عمله السابقة.
- في بداية الحوار طلبنا من السيد الياسري بيان تاريخ تأسيس القسم، وأهم أهدافه:
الياسري: تأسس القسم عام (2006م) بعد أن تم إقرار قانون العتبات المقدسة المرقم (19 لسنة 2005م) الذي أقرته الجمعية الوطنية العراقية، وكان للقسم أهداف منها:
1- نشر فكر أهل البيت (عليهم السلام).
2- إحياء التراث الإسلامي المخطوط وغيره من العلوم.
3- تنشيط حركة البحث العلمي.
4- ترسيخ الوعي الأسري والاجتماعي على وفق العقيدة الإسلامية السمحاء.
- هناك تساؤل يبرز ما الذي يسعى اليه القسم؟ وما هي رسالته؟
أجاب الياسري: بأنّ للقسم رسالة وهي:
• نحن مؤسسة دينية فكرية وثقافية.
• نسعى للوصول إلى المراتب المتقدمة في النجاح بوقت قياسي.
• نؤمن بالتجدد ومواكبة التطور الإداري، بما لا يخلّ بأهداف ورؤية القسم.
• نبذل قصارى جهدنا لإيصال وتبادل الخبرة للآخرين سواء داخل المؤسسة او خارجها.
• نسعى لإعادة الحياة إلى التراث القديم.
• غرس المفاهيم والقيم الإسلامية السامية.
• نسعى وبجد لمواكبة التطور التقني والتكنولوجي.
• الانفتاح على الآخرين مع الحفاظ على هويتنا الدينية.
- وحول مساعي القسم لإعادة الحياة الى التراث القديم والمحافظة عليه، ذكر الياسري:
إنّ قسم الشؤون الفكرية والثقافية أخذ على عاتقه مهمة إحياء التراث الإسلامي، لا سيما تراث أهل البيت (عليهم السلام)، عبر عدد من المحاور، منها:
أولاً: تصوير المخطوطات وفهرستها وتهيئتها للمحققين والباحثين.
وتعدّ هذه المخطوطات من أبرز سمات الحضارة الإسلامية؛ إذ تمثل كنزاً ثميناً للمعلومات والمعارف الإنسانية التي خطّها علماؤنا. إنّ عملية تصوير المخطوطات تسهم في إحياء تاريخ الحضارة الإسلامية، وقد عمل ملاك القسم على تصوير آلاف المخطوطات المهمة المحفوظة في عشرات المكتبات المنتشرة بمناطق مختلفة من البلاد.
ثانياً: ترميم المخطوطات وصيانتها عبر مركز الفضل؛ إذ عمل القسم على ترميم وصيانة المخطوطات باستخدام طرائق علمية حديثة تتماشى مع المعايير العالمية للحفاظ على القيمة التاريخية لهذه النفائس. يحتوي المركز على مشفى خاص لصيانة وترميم المخطوطات، إلى جانب مختبر كيميائي يُعنى بمعالجة أوراق المخطوطات، وفحص طرق التعامل المثلى معها.
ثالثاً: تحقيق المخطوطات الذي تم عبر افتتاح مراكز علمية متخصصة بإحياء التراث، حيث عُنيت هذه المراكز بتحقيق ونشر التراث الإسلامي المخطوط والوثائق، إضافة إلى إصدار مجموعة من الكتب والسلاسل التراثية، وعندما افتتحت الهيئة العليا لإحياء التراث في العتبة العباسية المقدسة، انضمت هذه المراكز إليها، وهي تعمل حاليًا في تخصصها بنطاق أوسع؛ كونها أصبحت جزءًا من مؤسسة بحثية تراثية.
رابعاً: حفظ النفائس من المخطوطات والكتب: لأهمية التراث وضرورة حفظه للأجيال، عمل القسم على إنشاء مخزن خاص سُمّي بـ(الحصينة)، تُودع فيه النفائس من المخطوطات، والكتب النادرة داخل أروقة العتبة العباسية المقدسة.
- أمّا عن الانفتاح على الجانب التقني، وتطويع التقنية الرقمية لخدمة فكر أهل البيت (عليهم السلام)، قال الياسري:
إنّه في ظلّ الثورة التكنولوجية الهائلة وما رافقها من تطور وزهو في العالم الرقمي، لم يقف قسم الشؤون الفكرية والثقافية مكتوف الأيدي، بل واكب هذه الثورة عبر افتتاح مراكز ثقافية وفكرية تهدف إلى إيصال فكر وثقافة أهل البيت (عليهم السلام) إلى أبعد نقطة في المعمورة. ومن بين هذه المراكز:
• مركز التطبيقات والبرمجيات الإسلامية.
• معهد تراث الأنبياء للدراسة الحوزوية الإلكترونية.
• مركز القمر للإعلام الرقمي.
• مركز المعلومات الرقمية.
• مركز المرجع الإلكتروني للمعلوماتية.
• مركز الفهرسة ونظم المعلومات، وغيرها.
وقد تحقق ذلك من خلال إطلاق العديد من المواقع الإلكترونية، والصفحات، والقنوات على منصات التواصل الاجتماعي التي ترتبط بشُعَب ومراكز القسم، فضلاً عن برمجة عدد من التطبيقات الإلكترونية، وأبرزها (تطبيق حقيبة المؤمن)، وهو تطبيق إسلامي مميز يتصدر قائمة التطبيقات الإسلامية الإلكترونية عالميًا من حيث عدد التحميلات، حيث تم تحميله أكثر من (100) مليون مرة حول العالم.
- وعند سؤاله عن أهم الاصدارات الثقافية والدينية التي أشرف عليها القسم منذ تأسيسه، أجاب الياسري:
يُعنى قسم الشؤون الفكرية والثقافية بنشر ثقافة أهل البيت (عليهم السلام)، وتقديم دراسات ونتاجات فكرية تُثري المكتبة الإسلامية من خلال مراكزه وشُعَبه في داخل العراق وخارجه، ويسعى هذا القسم المعطاء إلى نشر الثقافة عبر إصدارات متعددة تستهدف جميع الفئات المجتمعية، وتزوّدهم بمعلومات متنوعة وقيّمة.
تُنفَّذ هذه الجهود وفق تخطيط وآلية محددة، حيث تتم مراحل التأليف، والتحقيق، والطباعة داخل العتبة العباسية المقدسة.
وعلى مدى السنوات الماضية، عملت ملاكات القسم على إصدار مائدة فكرية غنية تشمل كتباً، وموسوعات، ومجلات، ونشرات دورية.
تضمّنت العناوين الصادرة عن القسم ما يلي:
• نحو (680) كتاباً.
• 14 موسوعة.
• 20 مجلة، منها أربع مجلات علمية، وست عشرة مجلة فكرية وثقافية.
• بالإضافة إلى نَشْرتين دوريتين أسبوعيتين.
- وفيما يخصّ عدد الشعب والمراكز التابعة للقسم، شرح الياسري:
يضمّ القسم (24) شعبة ومركزًا تتفاوت أعدادها ومهامها وأماكن وجودها؛ حيث تمتدّ فروعها داخل مدينة كربلاء وخارجها، بالإضافة إلى فروع أخرى في الخارج.
يصدر القسم مجموعة متنوعة من الإصدارات التي تغطي مجالات دينية، تاريخية، اجتماعية، أكاديمية، وتنموية، وتشمل هذه الإصدارات موضوعات متعلقة بالأسرة والمجتمع. كما يُخصص إصدارات موجهة لفئات متعددة، بدءًا من الأطفال، مرورًا بالناشئة، وصولًا إلى الشباب.
بالإضافة إلى ذلك، يقدّم القسم إصدارات أكاديمية بحثية متخصصة، تتناغم مع احتياجات الباحثين، وتلبّي متطلباتهم العلمية.
- وفي سؤال آخر حول أهم الاسهامات والمشاركات الفاعلة للقسم في داخل وخارج العراق، أوضح الياسري:
تُصنّف المحافل الثقافية والعلمية على أنها الحلقة الأهم والأبرز في سلسلة التطوير الإنمائي في البلدان المتقدمة، حيث تعدّ من الوسائل التي تعمل على ترسيخ المفاهيم الحديثة، ونقل التجارب والأبحاث العلمية بهدف تعميمها والاستفادة منها. كما تُعدّ أحد الحلول الجوهرية لتلاقح الأفكار والرؤى وتمازجها، مما يؤدي إلى توليد أفكار أسمى، وبلورة نظريات جديدة تسهم في دعم البنى التحتية للمنتج - فكريًا كان أم علميًا - وتوفر له قاعدة قوية لينطلق منها نحو الإبداع والتجدد.
ونظرًا لأن العتبة العباسية المقدسة تُعدّ واحدة من المؤسسات الكبيرة التي تضمّ العديد من المفاصل الفاعلة، وتمتلك وزنًا فكريًا وعلميًا أثبتته من خلال ظهورها البارز في الساحة عبر عدد كبير من المحافل الثقافية، فقد تمكنت من ترسيخ مكانتها بثبات في هذا المجال بفضل مهنية أدائها وسمو رسالتها، واستطاعت أن تجتهد لتتطور وتتميز في هذا الميدان المهم.
من بين المساهمات والمهرجانات التي يشرف عليها القسم أو يشارك فيها، هناك العديد داخل العراق وخارجه.
في داخل العراق:
• مسابقة الجود للقصيدة العالمية، والتي وصلت إلى نسختها العاشرة.
• مهرجان مراقي المجتبى، الذي وصل إلى نسخته الرابعة.
• مسابقة البردة للقصيدة العمودية التي وصلت إلى نسختها الثانية.
• مسابقة أحسن القصص للقصة القصيرة.
• مهرجان فتوى الدفاع المقدس، الخاص بذكرى فتوى الدفاع المباركة، الذي وصل الى نسخته الثامنة.
• مؤتمر العميد الدولي الذي وصل الى نسخته السابعة.
• المؤتمر التخصصي للمعلومات والمكتبات.
• مؤتمر أسبوع النبي الأعظم.
بالإضافة إلى ذلك، يقدّم القسم إسهامات بارزة في فعاليات أخرى، مثل:
• أسبوع الإمامة الدولي الذي يُقام بذكرى عيد الغدير الأغر.
• مهرجان الإمام الحسن (عليه السلام) الذي يُقام بمناسبة ولادته في شهر رمضان المبارك.
• المؤتمر الدولي لفكر الإمام الحسن (عليه السلام) الذي يُقام بذكرى شهادته في شهر صفر.
• مؤتمر أسبوع النبي الأعظم الذي يُقام بذكرى ولادة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) وحفيده الإمام الصادق (عليه السلام) في شهر ربيع الأول من كلّ عام.
• مؤتمر إحياء تراث أمير المؤمنين (عليه السلام) الدولي الرابع الذي يُقام بالتعاون مع مركز المرايا للدراسات والإعلام في مدينة النجف الاشرف.
وقد كانت هناك مشاركات ورعاية لمهرجانات ومؤتمرات، منها:
• مهرجان ربيع الشهادة الثقافي العالمي الذي يُقام بذكرى الولادات الشعبانية المباركة.
• مهرجان ربيع الرسالة الثقافي العالمي الذي كان يُقام بذكرى ولادة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم).
• مهرجان المسرح الحسيني الذي عُقد لدورتين، واهتم بتقديم دراسات وبحوث لتجسيد قضية الإمام الحسين (عليه السلام) وأحداثها عبر المسرح الثابت أو المتنقل.
خارج العراق:
• مهرجان أمير المؤمنين (عليه السلام) في الهند، الذي وصل إلى نسخته الثامنة.
• مؤتمرات خيمة عاشوراء الذي كان يُقام في تركيا.
• مهرجان طريق الجنة الذي كان يُقام في إيران، وتوقف قبل عدة أعوام مع أمل استئنافه مستقبلًا.
• مشاركات في مهرجانات مثل: نسيم عاشوراء في باكستان، الذي ترعاه العتبة الحسينية المقدسة.
كما حضر القسم ندوات ومؤتمرات في دول عربية وأجنبية مثل: أمريكا، ألمانيا، فرنسا، عُمان، قطر، الإمارات، سوريا، لبنان.
وننوّه هنا الى أنّ جميع المهرجانات أو المؤتمرات أو الملتقيات التي يقيمها القسم يكون فيها حضور عربي ودولي على نطاق واسع، أما مراكز القسم الموجودة في العراق، فلها فروع في دول عديدة منها: إيران، وباكستان، ولبنان، وبعض الدول الإفريقية، وتعمل هذه الفروع كمراكز ساندة تُصدر بعض الإصدارات بلغات تلك الدول، وتدعم المركز الرئيسي في مجالات التأليف، والتحقيق، والإخراج الطباعي، وتسويق النتاجات الفكرية في الخارج.
- ما هو دور القسم في دعم إذاعة الكفيل؟
الياسري: بداية، لا بد من الإشارة إلى أنّ إذاعة الكفيل، صوت المرأة المسلمة، تتبع حاليًا مكتب المتولي الشرعي للشؤون النسوية الموقر، الذي يتولى إدارة شؤونها الإدارية، وتلبية مستلزماتها.
يقع على عاتق قسمنا مسؤولية السلامة الفكرية للبرامج، إضافة إلى تقديم الملاحظات التي تحتاجها الأخوات الفاضلات في أداء عملهن.
بدأت إذاعة الكفيل ببث برامجها بشكل تجريبي يوم (27 ذي الحجة 1429هـ الموافق 25 ديسمبر 2008م).
كانت الفكرة تهدف إلى إيجاد صوت للمرأة يعبّر عن همومها ومشاكلها، ويساعدها في إيجاد الحلول، بالإضافة إلى توفير متنفس للأخوات لعرض قدراتهن الإذاعية والإعلامية؛ ولهذا الغرض، تم اختيار مجموعة من الأخوات الفاضلات للعمل في الإذاعة، مع دعم مجموعة من الفنيين لإدارة الأجهزة الخارجية مثل: المرسلات، وأجهزة البث، وتشغيل المولدات.
أمّا العمل التقني والفني داخل الاستوديو، فكان على عاتق الأخوات بالكامل، بما في ذلك إعداد البرامج، ومنتجتها، ومونتاج الفواصل الإذاعية بنسبة (100) بالمئة، وهي أول إذاعة نسوية بكامل ملاكاتها في البلد، وربما في البلدان الأخرى.
نمت الإذاعة تدريجيًا، واكتسبت أهمية كبيرة، ومن رحم هذه الإذاعة الأم، انطلقت إذاعة الرياحين التي تبث برامجها للأطفال كل يوم جمعة.
واليوم، توسع نطاق بث إذاعة الكفيل ليصل أثيرها إلى عدد من محافظات العراق، بهدف تقديم خدماتها لأكبر عدد ممكن من أفراد المجتمع.
- ما عدد الورش والمحاضرات الثقافية التي أنشأها القسم؟ وكيف تم التحضير لها؟
الياسري: يعدّ القسم من الأقسام التي تتواصل بشكل مباشر مع المجتمعات الإسلامية بصورة عامة، بمختلف شرائحها وأطيافها، من خلال إقامة الندوات والدورات والورش الثقافية والفنية.
وقد خُصّص لهذا العمل عدد من المراكز الثقافية، مثل: ملتقى القمر الثقافي، وشعبة الأنشطة والمخيمات، وشعبة الطفولة والناشئة، ومركز الدراسات والمراجعة العلمية، والمركز العراقي لتوثيق جرائم التطرف.
يعمل القسم من خلال شعبه ومراكزه، على تقديم الدورات والورش لشرائح المجتمع داخل محافظة كربلاء المقدسة وخارجها، كما يرعى أنشطة مماثلة خارج العراق، خصوصًا في القارة الإفريقية. ويقدّم القسم - ضمن هذا الملف - المئات من الدورات والورش والندوات سنويًا.
- ما هو الدعم المقدّم من قبل القسم للمنتجات الفكرية والثقافية، وإقامة معارض الكتاب، والمحافل الثقافية والعلمية الساندة للمؤتمرات العلمية والثقافية؟
الياسري: سعى القسم - بعد مرحلة التأسيس - للعمل بجهد أكبر من أجل الاستمرار في هذا النهج القويم؛ وذلك من خلال دعم جميع المنتجات الفكرية والثقافية، وترقية المضمون المعرفي لتحقيق الهدف النبيل المتمثل في تبليغ الرسالة الجليلة التي يحملها كلّ إصدار بفئاته المختلفة؛ وذلك عبر إقامة المحافل الثقافية مثل: معارض الكتب والمشاركة فيها داخل العراق وخارجه.
- وعن أهم الشعب العاملة والفاعلة التابعة لقسم الشؤون الفكرية والثقافية؟
الياسري: يُعدّ قسم الشؤون الفكرية والثقافية القسم الفاعل والمثمر في إنتاج الأفكار والكفاءات؛ فلا نبالغ إذا قلنا: إنّ جميع الشعب التابعة له تحظى بأهمية بالغة في عمل القسم؛ إذ لا توجد شعبة دون نشاطات. نعم، هناك شعب تسند وتدعم وتكمل عمل باقي المراكز والشعب الأخرى.