ندوة علمية حول جرائم التطرف وأثرها في تعزيز السلم المجتمعي لطلبة جامعة الكوفة
24-01-2025
خاص صدى الروضتين
ضمن سلسلة النشاطات التي يهدف من خلالها المركز العراقي لتوثيق جرائم التطرّف التابع لقسم الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة العباسية المقدسة إلى تعزيز الذاكرة الفكرية لدى طلبة الجامعات العراقية، ونقل معاناة الأجيال السابقة من الأنظمة الديكتاتورية والعصابات التكفيرية، نظم المركز بالتعاون مع كلّية الآداب بجامعة الكوفة، ندوة علمية بعنوان (ذاكرة جرائم التطرّف وأثرها في تعزيز السلم المجتمعي).
وقال مدير المركز العراقيّ لتوثيق جرائم التطرّف التابع للقسم الدكتور عباس القريشي: «إنّ الندوة شملت ثلاثة محاور: الأوّل تضمّن العناصر المفاهيمية، وبيّنا خلاله معنى الذاكرة وجرائم التطرّف والسلم المجتمعي وتعزيز الذاكرة، وفي المحور الثاني تناولنا الجرائم الشنيعة التي ارتُكِبت من قبل نظام البعث منذ العام 1963 ولغاية 2003، وشملت الإعدامات الجماعية، والتعذيب والتهجير القسري، وجرائم الإبادة الجماعية وجرائم الحرب وجرائم ضد الإنسانية: كجرائم الدجيل وحلبجة والأنفال، وجرائم التهجير والتغيير الديموغرافي، والسجون الجماعية للعوائل من أهالي الدجيل والأكراد في صحاري السماوة، وجرائم الاخفاء القسري، والممارسات الممنهجة من القتل والتعذيب ضد معارضي النظام في مختلف المناطق العراقية، واصفاً تلك الجرائم وأمثالها بأنها «تسببت في انهيار كامل للنسيج الاجتماعي، وأدت إلى خلل في هويات الجماعات المختلفة داخل العراق».
أما المحور الثالث، فقد سلّط الضوء على ذاكرة جرائم التطرّف بعد العام 2003م، والتحولات السياسية والأمنية العميقة التي شهدها العراق؛ إذ انتقل من نظام دكتاتوري إلى نظام ديمقراطي هش، وهو ما أتاح للجماعات المتطرفة فرصة للظهور والانتشار، مشيراً إلى أنّ «هذه الجماعات كانت تستغل الفوضى الناتجة عن احتلال العراق، فضلاً عن العمليات الإرهابية، لتنفذ عمليات إرهابية تتسم بالعنف الشديد، ومنها العمليات الإرهابية والانتحارية، والهجمات الطائفية، والاختطاف والتعذيب، وجرائم الإبادة الجماعية وجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب ضد الشيعة و الأقليات، كما في مجزرة نزلاء سجن بادوش، ومجزرة سبايكر، ومجاز التركمان الشيعة، والجرائم ضد الايزيديين، وتهجير المسيحيين في 2014م».
وبيّن: «الشعب العراقي تعرّض منذ دخول الاحتلال الأمريكي وحلفائه لجرائم ومجازر، وما ارتكبته التنظيمات المتطرّفة وكيان داعش الإرهابي من عمليات إرهابية ضدّ المواطنين، وقد ذكرنا خلال الندوة مجموعة منها مثل: مجزرة سبايكر، ومجزرة نزلاء سجن بادوش، ومجزرة التركمان، ومجازر أُخَر تعرّض لها الشبك والمكون الأيزيدي والمسيحي».
وتابع: «قدّمنا خلال الندوة عدداً من التقارير والوثائق المهمّة التي تعدّ دليلاً دامغاً لا يمكن التشكيك فيه، كذلك عرضنا للطلبة ملخّصاً عن فيلم جريمة العصر مجزرة سبايكر»، مؤكداً: «أنَّ التطرف بكل أشكاله، هو أحد أعظم التحديات التي تواجه المجتمعات في العصر الحديث؛ إذ يسبب التطرف حالة من العنف المفرط واللامبالاة بالقيم الإنسانية، مما يترتب عليها آثار سلبية كبيرة على المجتمعات بأكملها».
وختم بالقول: «إنّ ذاكرة جرائم التطرف تؤدي أثراً محوريًا في تشكيل المستقبل، وإنّ التوثيق الصحيح والمحاسبة والاعتراف بالخطأ، يمكن أن يفتح الأفق لبناء مجتمع أكثر تماسكًا واستقراراً، وإن تعلم الدروس من ماضينا المظلم هو السبيل الوحيد نحو ضمان مستقبل خالٍ من التطرف والعنف، ويسهم في تعزيز السلم المجتمعي»، مضيفا: «إنّ استعادة هذه الذاكرة والتوثيق لها هو من أولوياتنا؛ إذ أنّ هذه الجرائم لا يجب أن تُنسى، بل يجب أن تُدرس كمنهج من أجل أخذ العبرة، والوقوف سدّا منيعا بوجهها في المستقبل».
من جانبه، قال مقرّر قسم التاريخ في كلّية الآداب الدكتور محمد عبد الرضا: «إنّ الندوة تمثل فرصةً حقيقية للطلبة للاطّلاع على جهود ونتاجات ومعالم المركز العراقي لتوثيق جرائم التطرّف، إضافة إلى ما نقوم به في تدريس مادة جرائم نظام البعث لخلق وعيٍ كامل لدى الطلبة لمعرفة تاريخ البلد، وما تعرّض له العراقيّون في تلك الحقبة السوداء والاطّلاع على تاريخ بلدهم؛ لتعزيز روح الأواصر بين أفراد المجتمع وبناء عراقٍ قوي مبني على روح التآخي والمحبّة».