العتبة العباسية تنظم المهرجان الفاطمي الأول بلغة الأوردو

22-01-2025
علي حسين عريبي
نظمت العتبة العباسية المقدسة متمثلة بقسم الشؤون الدينية المهرجان الفاطمي الأول بلغة الأوردو؛ تخليدًا لذكرى شهادة سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء (عليها السلام)، ضمن الجهود المتواصلة التي تبذلها الأمانة العامة للعتبة المقدسة لإحياء مناسبات أهل البيت (عليهم السلام)، وتعزيز الروابط الفكرية والروحية مع مختلف الجاليات الإسلامية المختلفة.
وفي كلمة للعتبة العباسية المقدسة، قال الدكتور أحمد الشيخ علي: «إنّه لشرف عظيم أن نحيي هذا المناسبة بإطلاق النسخة الأولى من (المهرجان الفاطمي الأول بلغة الأوردو)، المُقام في رحاب أبي الفضل العباس (عليه السلام)، الذي تنظمه العتبة العباسية المقدسة ممثلة بقسم الشؤون الدينية».
مضيفا: «العتبة المقدسة وبتوجيه من متوليها الشرعي السيد أحمد الصافي، حرصت على إحياء أمر الدين وأئمته ورموزه في جميع المناسبات، بغض النظر عن اللغة والكيفية والوسيلة، لطالما كان في سياق هذا النهج الولائي الذي يُقصد فيه وجه الله سبحانه وتعالى».
وبيّن الشيخ علي: «المهرجان هو ثمرة من ثمار هذا الغرس المبارك، الذي ننتظره واثقين أن يُؤتي أُكُله، وأن ينمو ريعه، فلم تكن اللغة حائلاً دون تحقيق هذه الغاية الجليلة، بل اللغات جميعها تكون بيّنة وفصيحة وقريبة من القلوب والأذهان، طالما كان الصدق رائدها والعقيدة مضمونها، وهذا من ثوابت العتبة العباسية المقدسة، وجزء من رسالتها المستدامة في تنمية الحقيقة الإسلامية لمن ينشدها ويقصدها؛ للنجاة من مزالق الدنيا ومتاهاتها وأهوائها».
من جانبه، قال الشيخ علي النجفي أحد أساتذة الحوزة العلمية في النجف الأشرف، في كلمته:
«إنّ الأهمية القصوى لإحياء ذكرى شهادة السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام)، لا تقتصر على كونها رمزًا للمرأة المؤمنة، بل تمتلك (عليها السلام) شخصية مباركة برزت أهميتها ومساحتها ومكانتها وملامح وجودها المميز عبر تاريخ منظوتنا الإسلامية».
مبينا: «السيدة الزهراء (عليها السلام) لها مكانة خاصة في قلب رسول الله (صلى الله عليه وآلة)، حتى قال عنها (صلى الله عليه وآله): «فاطمة سيدة نساء العالمين»، وأوضح: «إنّ هذه الكلمات تبرز بوضوح المكانة الرفيعة التي حُظيت بها السيدة الزهراء (عليها السلام)».
وذكر النجفي جملة من التضحيات العظيمة التي قدّمتها السيدة الزهراء (عليها السلام)، ودعا المشاركين في المهرجان إلى توحيد الصفوف والحفاظ على العقيدة السليمة في مواجهة التحديات الفكرية، والعمل على نشر تعاليم أهل البيت (عليهم السلام).
من جهته، ذكر المعاون الإداري لقسم الشؤون الدينية السيد أنور الحربي:
«إنّ المهرجان شهد حضورًا مميزًا لعدد من مسؤولي العتبة المقدسة، إلى جانب مجموعة من أساتذة الحوزة العلمية في النجف الاشرف ولاسيما طلبة العلوم الدينية من الجاليات الباكستانية والهندية»، مؤكدا: «الهدف الأساسي من تنظيم المهرجان هو نشر القيم والمبادئ الفاطمية وتعميق الارتباط برسالة أهل البيت (عليهم السلام)، مع الاهتمام بالتنوع الثقافي واللغوي للجاليات الإسلامية»، موضحا: «لمهرجان يعكس رؤية العتبة المقدسة في توجيه أنشطتها نحو جميع المسلمين بمختلف لغاتهم وثقافتهم، مما يعزز الوحدة والتلاحم بين أفراد الأمة الإسلامية».
وبيّن الحربي: «العتبة العباسية المقدسة تسعى دائمًا إلى توظيف جميع الوسائل المتاحة لتعزيز النهج في النشر رسالة أهل البيت (عليهم السلام)، بغض النظر عن اللغة أو الوسيلة، ويعدّ المهرجان ثمرة من ثمار هذا النهج الذي يتطلع إلى ترسيخ العقيدة الصحيحة، ونشر رسالة الإسلام الأصيل».
وفي السياق ذاته، قال الشيخ كرم الحيدري أحد المشاركين من دولة باكستان في المهرجان:
«إنّه لشرف كبير لي وللجالية الباكستانية أن نكون جزءًا من مهرجان الفاطمي الأول بلغة الأوردو الذي نظمته العتبة العباسية المقدسة ممثلة بقسم الشؤون الدينية»، مضيفا: «شعرنا بعمق الجهود الحثيثة المبذولة لإحياء ذكرى شهادة السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام)، وكان تأثير المهرجان قويًا في تعميق ارتباطنا الروحي والفكري برسالة أهل البيت (عليهم السلام)».
وتابع: «تنظيم المهرجان كان رائعا وتركيزه على اللغة الأوردية جعلنا نشعر بأننا جزء من هذا الحدث العالمي؛ إذ استطعنا استيعاب الرسائل النبيلة والمبادئ السامية التي تحملها سيدة نساء العالمين»، مواصلا القول: «نحن ممتنون لهذه الفرصة التي جمعتنا تحت قبة مرقد المولى أبي الفضل العباس (عليه السلام) مع إخوتنا من مختلف الثقافات والجنسيات لتعزيز الوحدة الإسلامية».