جدار أخضر يحيط بكربلاء المقدسة.. 27 كم من الواحات وسط الصحراء

06-11-2024
صدى الروضتين
يقف كجدار صلب أمام تمدد الصحراء، وحارس لا يغفل عن عبور العواصف الترابية، أشجار تتشابك أغصانها تذود عن كربلاء المقدسة، مواجهةً الجفاف وتأثيراته المدمرة، أنقذته العتبة العباسية المقدسة من براثن الموت ليتحول إلى واحات خضراء ومسطحات مائية بعدما وصل إلى حافة التلاشي.
يحد الحزام الأخضر الجنوبي أحد مشاريع العتبة العباسية المقدسة الاستراتيجية، مدينة كربلاء المقدسة من الشمال الشرقي الى الجنوب الغربي، وتبلغ المساحة الكلية 1080 دونمًا بطول (27 كم) فيما ينتج المشروع المحاصيل الخضرية إضافة الى التمور، كما يتضمن تربية المواشي من خراف وابقار.
للحزام الأخضر جدوى اقتصادية كبيرة إذ ينتج سنويا أكثر من 240 طنًا من التمور، إضافة للزيتون والمحاصيل الخضرية والإستراتيجية، كما تنتج الأسمدة الزراعية مثل البتموس والكتموس من مخلفات الأشجار والنخيل والمحاصيل الأخرى في المشروع.
استقطب مشروع الحزام عددا كبيراً من الايدي العاملة حيث بلغ عدد العاملين فيه 1200 عامل من مهندسين وعمال وفلاحين ومختصين في مجال الزراعة حولوا المشروع من ارض جرداء تلعب بين ثناياها النفايات إلى متنفس للعوائل الكربلائية والزائرين.
وقال رئيس قسم الحزام الاخضر الحقوقي ناصر حسين متعب، "لدينا سعي حثيث لدعم باقي المحافظات وتقديم الأفكار والمعونة والمشورة لإنشاء مثل هذا المشروع، كون هذه المشاريع تساعد في مواجهة الجفاف والتصحر وزيادة الغطاء النباتي في مدننا".
وأوضح: من "أبرز التحديات التي واجهتنا خلال هذا الموسم هي شحة المياه والكهرباء، ولكن من خلال وضع خطط مدروسة من قبل المختصين في الزراعة بالعتبة العباسية المقدسة استطعنا المحافظة على المغروسات والثمار من الهلاك بسبب الطقس شديد الحرارة، إذ اعتمدنا على 50 بئراً انبوبية، إضافة الى خمس ابار سطحية، كما وفرنا الكهرباء عبر المولدات، واستطعنا الوصول لأقل استهلاك في الطاقة بالتنسيق مع مديرية الكهرباء في المحافظة".
وأضاف حسين: "وضعنا خطة لسقي المغروسات والأشجار في حال حصول خلل في عمل أحد المضخات يمكن للأخرى إيصال الماء للأرض المراد ارواؤها"، لافتا إلى "حصول زيادة في محصول التمور هذا الموسم إضافة الى رفد السوق المحلية ومضيف العتبة المقدسة بالمحاصيل الخضرية".
بدوره قال مسؤول وحدة المشتل في قسم الحزام الأخضر الجنوبي المهندس رضا حاكم صكبان: إن "المشروع ينتج أنواعا مختلفة من الورود مثل الجوري بنوعيه السلطاني والإيراني، والورد الجهنمي بنوعيه الشجري والمتسلق وهناك أنواع أخرى مثل القرقوز والاستر الملكي والكزانيا".
وأضاف: اما بالنسبة للأشجار هناك ما يقارب 4000 شتلة من شجرة الأكاسيا المصرية والجايكراندا بحوالي 7500 شتلة إضافة لشجر الألبيزيا ويوجد بحدود 500 شتلة، كما توجد شجرة اليوكالبتوز وهناك شتلة عين القط بنوعيها الدائمية والموسمية والجعفري والسدر ونخيل واشنطن إضافة الى الرمان والتين والزيتون وشجر الكزانيا والانتران وكل الإنتاج يتم استخدامه لتزيين المشروع إضافة لرفد السوق المحلية ومركز مبيعات المشروع".
من جانبه كشف مسؤول وحدة النخيل في المشروع المنتسب بهاء إبراهيم محمد علي: "جني 6000 سلة تمر هذا الموسم وتزن السلة الواحدة حوالي 3-3.5 كغم، فضلاً عن تجهيز ما يقارب 2000 كيس من التمر الزهدي والخستاوي والفضيخ".
ويشرف محمد علي على 35 عاملًا مقسمين حسب المهام حيث هناك عدة مراحل من جني التمور وفرزها الى قسمين أحدهما يذهب للخزن والآخر للعلف ثم تأتي مرحلة تنظيف النخيل وتهيئتها للموسم القادم.
وتسعى العتبة العباسية المقدسة عبر مشروع الحزام الأخضر إلى تنفيذ متطلبات التنمية المستدامة في مجال البيئة ومواجهة الجفاف وإسناد الجهات المعنية في هذا المجال.