العتبة العباسية تفتتح مصنع الجود للمحاليل الوريدية

06-11-2024
عبد الله اليساري
بهدف المساهمة في تحقيق الأمن الدوائي ودعك القطاع الصحي في العراق، افتتحت العتبة العباسية المقدسة، مصنع الجود للمحاليل الوريدية في محافظة كربلاء المقدسة، وشهد حفل الافتتاح حضور المتولي الشرعي للعتبة المقدسة سماحة السيد أحمد الصافي (دام عزه)، وعدد من مسؤوليها، وشخصيات دينية ورسمية ومختصين من داخل المحافظة وخارجها.
واستهل حفل الافتتاح بتلاوة عطرة لآيات القرآن الكريم بصوت القارئ السيد حيدر جلوخان، وتلتها كلمة المتولي الشرعي للعتبة العباسية المقدسة، السيد أحمد الصافي (دام عزه) ونص كلمته:
السادة الأفاضل الضيوف الأكارم الوفود الرسمية والاجتماعية، السلام عليكم جميعًا ورحمة الله وبركاته...
لعله من جملة الموارد التي اهتمت بها العتبة العباسية المقدسة - وهي ذات اهتمامات كثيرة كما هو غير خاف على المتابع- هناك شيئان مهمان يستدعيان الاهتمام من قبلها بشكل خاص، وهما الجانبان التعليمي والطبي أو الصحي، ولعل الحياة المدنية، إنما يؤشر مقدار تطورها بما يبلغه هذان القطاعان من أهمية.
الحمد لله نلنا من سنين لنا شرف خدمة شريحة مهمة من أبنائنا وبناتنا على مستوى التعليم، وسعينا أن نوفر بيئة نظيفة ومتطورة ومشجعة للطالب، ابتداءً من رياض الأطفال وانتهاءً بالجامعات، وكانت ثمرة هذا الاهتمام آلاف الطلبة، سواء في التعليم الأولي (بمراحله الثلاث وقبلها رياض الأطفال) أو في التعليم الجامعي، ولازلنا نتابع هذه الخطوات وضمن المعايير العالمية، وقد تخطت هذه المدارس والجامعات -بحمد الله تعالى- بعض المعايير المطلوبة، بمعنى أشر نجاحها بعض من زارها واطلع عليها من جهات خارجية، وذلك من حيث تدريب الأساتذة والاهتمام بالطلبة والبيئة المدرسية.
أما في الجانب الصحي والطبي، فكان لنا أيضًا سهم في ذلك، لأنّ هذا البلد -بحمد الله تعالى- يستحق كل اهتمام، وكلما كانت الفرصة سانحة، بذلنا جهدًا في تعضيده بتوفير احتياجاته، ولعل الاحتياج الطبي هو احتياج يومي بالمقدار الذي سعينا فيه، بالإضافة إلى تأسيس بعض المستشفيات، ولعل المستقبل سيحفل بافتتاح مشروع مستشفى متطور في مركز محافظة بابل، والتأخر في إنجازه كان منشؤه بسبب وضع البلاد في بعض الحالات، والافتقار إلى بعض التمويل، لكن إنّ شاء الله تعالى نتخطى هذه الحواجز، والله تعالى يوفقنا في اتمام المشروع.
ومن جملة المشاريع التي تدخل في المجال الصحي، هو هذا المشروع، فقد بدأنا به في ظرف قاسٍ جدًّا حين مرّت على البلاد مشاكل داعش وغيرها، مما سبب تأخرا في إنجازه، وهذا التأخر استفدنا منه أيضًا في أن نلاحق التطور العلمي المتعلق بصناعة المحاليل الوريدية، وللإنصاف هي صناعة دقيقة ومهمة جدًّا، والملاكات الهندسية والطبية في علم الصيدلة بذلت جهدًا جبارًا في أن يكون هذا المصنع على هذه الشاكلة، وإن شاء الله تعالى بعد أن ننتهي من كلمات الافتتاح، هناك جولة للمعنيين في داخل المصنع، ليرى المعنيون الجهد الذي بُذل في إنجاز هذا المصنع.
ولا يخفى على المطلعين الحاجة الحقيقية لمصانع المحاليل الوريدية، فهي حاجة شبه يومية إن لم تكن يومية، وحسب ما بُلغت من الجهات الصحية، يحتاج العراق إلى أكثر من 120 مليون عبوة بحجم نصف لتر في السنة، وهذه بلا شك كمية كبيرة، وهذا المصنع طاقته الإنتاجية 27 مليون عبوة سنويا، وإن شاء الله تعالى شرعنا في الإنتاج التسويقي.
شكرًا لكل الأخوة الذين شرّفونا بمجيئهم اليوم للاطلاع عن هذا المنجز، وللسواعد المؤمنة الفتية والخبرات التي ما فتئت تبذل جهدًا جبارًا في سبيل النهوض بهذه المشاريع في خدمة الناس.
ولا يفوتنا أن نذكـّر أنّ العالم اليوم يمرّ ببعض الأزمات، خصوصًا في فلسطين الحبيبة ولبنان العزيزة، لما يتعرض لهما هذان البلدان من القسوة الوحشية من قبل العدو هذا الكيان المتغطرس الذي تسبب بالآلاف من الجرحى والإصابات، ارتأينا أن نتبرع - ولعل هذا من واجبنا- بمقدار من بعض المحاليل المتوفرة فعلًا من إنتاج المصنع، وبالخصوص هناك حاجة لمحلول كلوريد الصوديوم وكذلك لمحلول الكلوكوز، والتبرع سيكون(250) ألفًا للشعب الفلسطيني العزيز، ومثلها للشعب اللبناني الكريم، وطبعًا هذا التبرع إنما يكون من خلال وزارة الصحة العراقية حصرًا، باعتبارها القناة الرسمية التي تتواصل مع هاتين الدولتين.
نسأل الله أن تتمكن الوزارة من إيصالها أيضًا إلى مستحقيها ومحتاجيها في هذين البلدين، أمّا الذين وفدوا إلينا هنا، فنحن بخدمتهم، سواء كانت على مستوى الاستطبابات في المستشفيات، أو على مستوى توفير العلاجات، سواء كان المنتجة من قبلنا أو تلك التي نستطيع أن نوفرها من الأسواق المحلية.
في الختام نسأل الله تبارك وتعالى المزيد من التوفيقات لهذا البلد وندعوه سبحانه أن يتعافى من جميع جراحاته وذلك ليس بعزيز على الله تبارك وتعالى.
ثم جاءت بعدها كلمة وزير الصحة العراقي، الدكتور صالح الحسناوي، وقدم خلالها التهنئة والتبريكات للعتبة العباسية المقدسة على هذا المنجز الكبير، الذي يعد إضافة نوعية إلى مشروع توطين الصناعة الدوائية.
وقال الحسناوي: أنّ من "أهم الدروس المستخلصة لكل دول العالم من جائحة كورونا، هو توطين الصناعات ونقل التكنولوجيا في بلدانهم، ولقد شرعنا كوزارة في تقديم التسهيلات كافة إلى جميع الراغبين بتوطين الصناعة الدوائية".
وأضاف: ان "مشروع مصنع الجود للمحاليل الوريدية بطاقته الإنتاجية التي تصل إلى 27 مليون وحدة علاجية، يمثل نقلة كبيرة نحن بأمس الحاجة إليها، إذ لا يتحقق الأمن الدوائي إلا بتوطين الصناعة الدوائية".
وبيّن: "مصنع الجود ليس المشروع الوحيد للعتبة العباسية المقدسة في المجال الصحي، بل هناك مشروع لإنتاج العقاقير بمختلف أنواعها، وبخطوط إنتاجية متعددة".
أعقبتها كلمة رئيس قسم المشاريع الهندسية في العتبة العباسية المقدسة، المهندس ضياء الصائغ قال فيها: "نفتتح اليوم مشروع مصنع الجود للمحاليل الوريدية، وهو أحد المشاريع التي نطلق عليها -مشاريع العسرة- بسبب الإرهاب العالمي على بلدنا الحبيب ودخول داعش الإرهابي مما أدى إلى توقف مشاريع التنمية والتعليم والصحة والبنى التحتية".
وأضاف الصائغ: "بسبب صدمة الإرهاب وقرار الدولة العراقية بإيقاف كل مشاريع الخطة الاستثمارية، التي كانت حصة العتبة العباسية المقدسة منها أكثر من 15 مشروعاً، منها مستشفى الكفيل التخصصي في محافظتي كربلاء المقدسة وبابل، ومشروع توسعة العتبة العباسية المقدسة وتسقيفها، ومدارس العميد التعليمية، ومحطات الكهرباء وغيرها، إذ انصبت الجهود أولاً للمرجعية العليا للدفاع المسلح ضد الإرهاب وتدريب المقاتلين وإيواء النازحين، ولأجل ذلك صُرفت الأموال والأنفس".
وتابع: "لكن رؤية المرجعية الدينية العليا الثابتة ورؤية السيد أحمد الصافي في هذه الظروف الصعبة، تخطت الزمان والمكان، ففي أول اجتماع مع السيد الصافي في قسم المشاريع الهندسية بعد الأحداث لتحديد الموقف النهائي للمشاريع المستمرة وكيفية التصرف، كانت الإجابة أن إيقاف المشاريع يعني تحقيق ما يريده العدو".
وبين: أن "مشروع مصنع الجود للمحاليل الوريدية كان تمويله ذاتيا من ميزانية المشاريع، وكانت توصيات السيد الصافي دائمًا لنا أن نبدأ من حيث انتهى الآخرون، وأن نذهب لأرقى ما يمكن الحصول عليه من تصاميم وتقنيات ومعدات ومكائن وتكنولوجيا وضمن المحددات العالمية".
وأوضح: أن "نظرة سماحة المتولي الشرعي ورؤيته للمشاريع الخدمية والصحية والتعليمية والصناعية وغيرها، هي ليست ربحية ولا استثمارية بحتة ولا بديلة عن مشاريع الدولة، بل هي خدمية مجتمعية تهدف إلى خدمة البلد والمجتمع أولاً، وتوفر أمنًا غذائيًّا وصناعيا وتعليميا وصحيا للبلد، وتحت مظلة القوانين العراقية والإجازات الرسمية وتحت عنوان (صنع في العراق)".
وأشار إلى أنه "لأول مرة في العتبة العباسية ينفذ مشروع بهذا التعقيد والتخصص من قبل ملاكات العتبة المقدسة في أقسام المشاريع الهندسية والصيانة والصناعات، وبعد وصول المكائن والمعدات، تم تنصيبها وتركيبها وربط المنظومات ببعضها، وعمل شبكات الخطوط الواصلة لها وتنفيذ كل البنى التحتية للمشروع من منظومات الماء، والكهرباء، والمجاري، والاتصالات وغيرها".
بعدها جاءت كلمة مدير مصنع الجود للمحاليل الوريدية في العتبة العباسية المقدسة السيد حيدر الكرعاوي وجاء فيها: إن "مشروع صناعة المحاليل الوريدية تحدٍ فني ويفوق في إنجازه أغلب الصناعات الدوائية الأخرى؛ وذلك لأن هذا المنتج يزرق إلى مسار الدم مباشرة ومنه لكل الأجهزة الحيوية، ما يتطلب بيئة عمل مثالية بكل عناصرها، وذلك يتطلب مواصفات لا تتوفر في جميع المشاريع".
وأضاف: أن "البنى التحتية لمصنع الجود تتضمن أكثر من 17 مبنى وأغلبها أنشئت بأكثر من طابق، إلى جانب مباني الاستعلامات والمراقبة الأمنية ومبنى السكن والإنتاج والخدمات الصناعية (Dark utilities) والكراجات الخارجية والشوارع الداخلية، إضافةً إلى بنايتي (Clean Utilities)، فضلًا عن مختبرات عدة ومركز لنظم المعلومات، وبلغت مساحة البناء الكلية 8500 متر مربع".
وبين الكرعاوي: أن "مبنى الإنتاج والمختبرات فُرشت بـ 2400 متر مربع من أرضيات الفينيل الخاصّة بالمصانع الدوائية (الألمانية المنشأ)، وبلحام حراري للجوينات، وتحضير السطوح لكي لا تكون هناك زوايا حادة (Covings)، من أجل عدم تراكم أي ملوثات عليها، إلى جانب نصب أكثر من 2000 متر مربع من القواطع العقيمة والتي تعد الخيار الأوّل للصناعات الدوائية؛ لتوفرها على بيئة يسهل السيطرة عليها وضبط كل المؤثرات الخارجية عبرها، إذ تتكون من طبقتين (powder coated) و (galvanized sheet)، إذ تبلغ سمك كل طبقة 50 ملم ووضع بينهما مادة الصوف الصخري المضاد للحرائق بسمك 200 ملم، وما يميزها سرعة التنصيب؛ لكونها تأتي بشكل قواطع كاملة بكل مفاصلها من مسارات الكيبلات والإنارة وغيرها".
وأوضح: "نصبت منظومة تبريد بقدرة كلية تصل إلى 270 طنًا من جلرات ودافعات بمرشحات وفلاتر متقدمة (Hepa filters H13 and H14)، إلى جانب تزويد المصنع بمسخن ماء بقدرة 8 أطنان وبضغط 10 بار؛ بهدف توفير البخار الساخن الضروري لتعقيم مرافق التصنيع، إضافة إلى ضاغطي هواء (High and low pressure 40) و (10 بار)".
وذكر: إن "المصنع مزود بمبنى للخدمات النظيفة يوفر جوهر المنتج النهائي وهو الماء المعد للحقن، إذ تم تركيب منظومات متعددة، وتعد من الأفضل في العالم، وهي من شركة (BWT) النمساوية، وتعمل على تحويل الماء من الحنفية إلى ماء آمن للدخول إلى جسم الإنسان" لافتًا إلى أنّ "الماء المعد للحقن يبقى بدرجة 80 مئوية لكل أيام السنة ومراقبا بمقياس الجزيئات الكربونية طيلة الوقت (TOC online)، ويعد من أدق المقاييس الذي يبيّن نقاوة المياه المنتجة في العالم".
وتابع: أن "التقنية المستخدمة في صناعة القناني وملئها هي (ISBM) وتعد الأولى في العراق والأحدث في العالم، إلى جانب الخط الصناعي الثاني الذي يعمل بتقنية (BFS)، ولكن التقنية الأولى لها مميزات متعددة، منها: تصنع من مادة الـ (PP) والتي عبرها تكون القنينة شفافة ما يسهل كشف أي كائنات دقيقة، إضافةً إلى سدّ المسامات فيها لكي لا تسمح لأي جسيمات بالمرور، فضلًا عن تحمل القنينة درجة تعقيم تصل إلى 121 مئوية وهي الدرجة الموصى بها من أعلى الجهات الرقابية العالمية".
وأشار إلى أن "المصنع زُود بمنظومتَين الأولى السيطرة على الدخول والكاميرات التي تكشف على أي مخالفة عَبرَ الذكاء الاصطناعي، والثانية سيطرة (BMS) على خدمات المشروع كافّة، إلى جانب امتلاكه الحد المؤتمن بنسبة 80% إذ لا تمس الأيدي البشرية منتجنا لحين إغلاقه بالكامل، إضافةً إلى مختبرات تعمل على أعلى معايير الجودة والتكنولوجيا المتقدمة، إذ جُهّزت بأحدث الأجهزة والمعدّات مثل جهازَي (HPLC) و (Liquid particle counter) وغيرها الكثير، على وَفقِ أفضل الممارسات العالمية (GMP) و (GLP) التي تلتزم بأعلى معايير القمامة والسلامة، فضلًا عن أكثر من 10 كيلومترات من الأنابيب الممتددة بفئات متعددة (هواء مضغوط، بخار، ماء عقيم، ماء اعتيادي، وغيرها)، وخزانات تحت الأرض بسعة 400 ألف لتر وشبكة كهربائية متكاملة".
وبحسب الكرعاوي: فإن المشروع له أثر كبير على السوق الدوائي المحلي والإقليمي، إذ يعد مشروعا عالميا بشهادة كل من زاره من المختصين، وهو من الأفضل إن لم يكن الأفضل على مستوى العراق، ولم يكن ذلك يحصل لولا الدعم اللامحدود من إدارة العتبة العباسية التي قدمت جميع الاحتياجات لفتح مصنع الجود للمحاليل الوريدية.
تلتها كلمة مدير شركة BWTالنمساوية السيد أوليفر ويب والتي ألقيت عبر مقطع فيديو مسجل، وجاء فيها: انه "لشرف كبير لنا أن نقف أمامكم، وشرف لي أن أعرفكم بهذا المصنع الجديد في مدينة كربلاء علما انني ابعد عنكم 7000 كيلو متر".
وأضاف: "بالنسبة لنا في الشركة نحن أكبر مورد عالمي لأنظمة الخدمات العامة الحيوية لصناعة الادوية والتكنولوجيا الحيوية".
وبيّن: "بدأت رحلتنا مع أول مصنع في العام 2019 عبر وكيلنا في شركة نوبل، تعاونا مع هذه الشركة منذ سنوات عديدة في باكستان وكانت هذه الشركة في ذلك الوقت تتوسع في أعمالها في دول أخرى بالمنطقة، ولم تشجعنا الصورة النمطية على السفر والدخول الى السوق العراقي من خلال الصور المنشورة على الانترنت وكذلك نصائح وزارة الخارجية في النمسا، وبالرغم من ذلك قمنا بالتضحية ودخول السوق العراقي في حينها وما وجدناه كان ما يخالف ذلك، ولكن التفاعل البشري هو الذي جعل الأمور واضحة من البداية كانت الطريقة المهنية التي تواصلنا بها مع مدير هذا المشروع المهندس حيدر شاكر لقد أوضحوا المصنع لنا، ونحن الآن سعيدون بالمشاركة بهذا المشروع، وأصبح جهدنا التمدد للدخول أكثر في سوق العراق إلى أن تسلمنا المصنع، كانت لي الفرصة أن أزور محافظة كربلاء، وبالحقيقة أنا فوجئت للغاية، سمعت العديد من الأخبار عن العراق في العقدين الماضيين، وأعلم أن هذه الاخبار ليست ايجابية، وما رأيته هناك إنني استثمرت الفرصة للتجول في المدينة كثيراً وفي الواقع غيرت وجهة نظري تماماً، ولم يكن العمران وحده الذي جذبني إلى هذه البيئة، حيث شعرت بالراحة بشكل عام، وجدت اشخاصاً مضيافين بصدق مدينة ساحرة قابلة للعيش وأكثر من ذلك انها مدينة زاهرة للغاية، ومع ذلك كان انطباعي الأجمل عن المنشأة النظيفة والمتطورة التي أنشأها الفريق في كربلاء والتي تواكب بسهولة اعلى المستويات في الصناعة الدوائية، ونحن في هذه الشركة سعداء للغاية ان نكون جزءا من قصة النجاح هذه او كما يشاء الله في بدايتها".
وأوضح: "في العام 1975 م تم تنصيب أول محطة تعقيم من خلال شريك ويورتكنيك في كربلاء تم تسليم محطات مياه الشرب الى البلدية حوالي عام 1980م، لذلك نحن سعداء للغاية، وبعد انقطاع هذه المدة الكبيرة أن نعود الى بلد يمتلك العديد من وجهات النظر ومستقبل زاهر، ونعتقد أنه من خلال الجمع بين تقنيتنا الرائدة والتي نستخدم فيها الهندسة الأعلى في العالم وكذلك إذا تم اختيارها من تجميع موقعين كموقع الجود، فأننا نعتقد ان يمكننا نكون شركاء للعديد من المصانع الدوائية والمشاريع المستقبلية في هذا البلد، ونتمنى ان تروا هذا المثال الجيد الذين تحتفون اليوم بنجاحه ونحتفل نحن كذلك على هذا، وان يكون هنالك تعاون على المدى الطويل، وأتمنى لكم مستقبلاً ناجحاً ومشرقاً مع المصنع الجديد".
وتخلل الافتتاح عرض توضيحي لبراءة اختراع "الكرسي الذكي".
شهد الحفل عرضاً توضيحياً للكرسي الذكي والسرير الطبي الكهربائي، المخصَصين لمساعدة ذوي الإعاقة المتوسطة والشديدة، إذ يهدف هذا الابتكار إلى تحسين جودة الحياة لذوي الاحتياجات الخاصة، ويُعدّ مناسبًا لحوالي 5000 حالة من ذوي الإعاقة الشديدة في محافظة كربلاء المقدسة.
ويتميز الكرسي الذكي بإمكانية التحكم الكامل من قبل الأشخاص ذوي الإعاقة الشديدة عَبرَ أنماط متقدمة، منها التحكم باستخدام الرأس أو اللسان، وتم تزويده بحساسات عالية الدقة للتعرّف على العوائق وتجنبها، ما يتيح للمستخدم التنقل بأريحية داخل غرفته أو خارجها، كما يمتلك الكرسي القدرة على التوقف الفوري أو الرجوع للخلف عند مواجهة العوائق، ما يجعله ملائمًا لاحتياجات هذه الفئة من المرضى.
ويحتوي (الكرسي الذكي) على نظام جدولة للحركات التلقائية، ما يسهم في تقليل خطر التعرض للحالات الصحية الحرجة الناجمة عن قلة الحركة.
وأجرت الوفود المشاركة في حفل افتتاح مصنع الجود للمحاليل الوريدية التابع للعتبة العباسية المقدسة، جولة ميدانية للاطلاع على مفاصله.
وقال عضو مجلس إدارة العتبة العباسية المقدسة، السيد محمد الأشيقر: إن "العتبة العباسية المقدسة تهدف عَبرَ افتتاح المصنع إلى تغطية جزء كبير من احتياجات العراق من المحاليل الوريدية، إذ ينتج أكثر من 24 نوعًا من المحاليل وبفئات مختلفة، ما يسهم في تعزيز الأمن الدوائي ودعم القطاع الصحي وتعزيز الأمن الدوائي في البلاد".
وبين: أن "المصنع أنشئ بجهود كبيرة من قبل ملاكات قسم المشاريع الهندسية في العتبة العباسية، وجهز بخطوط إنتاجية ذات مناشئ عالمية ورصينة" لافتا إلى أن "المصنع حائز على الترخيص من وزارة الصحة العراقية".
من جانبه قال المتحدث الرسمي لوزارة الصحة العراقية الدكتور سيف البدر: إن "للعتبة العباسية المقدسة دوراً كبيراً في الجانب الصحي من خلال المؤسسات الصحية التابة لها، ومصانع المستلزمات والخدمات الطبية، والذي تعتمد اعلى المعاير الدولية، وافتتاح مصنع الجود المتطور بخطين انتاجيين وهذه القدرة الاولية قابلة للزيادة كحجم، وايضا لتطوير المستحدثات في مجال المحاليل الوريدية، ويندرج هذا ضمن التوجه لتوطين الصناعة المحلية خصوصا، في مجال الادوية والمستلزمات والخدمات الطبية الأساسية".
وبين: أن "المصنع يطابق أعلى المعاير المعتمدة دوليا، ومطابق لما هو معتمد في جميع المصانع العالمية، أضافة الى سرعة توفير المواد العلاجية، وتوفير العملة الصعبة للبلد، ويعد المصنع دعما للصناعات المحلية والإنتاج الوطني وتشغيل الايدي العاملة العراقية وتطوير القطاع الصحي في العراق".
ومن الجدير بالذكر ان المصنع يعد أحد المشاريع الخدمية العامة للعتبة العباسية المقدسة، الذي يسهم في تحقيق الأمن الدوائي وتوفير ملايين القناني من السوائل المغذية، بالإضافة الى تميزه باعتماد أجهزة ومعدات من أفضل المناشئ العالمية، وينتج أكثر من 24 نوعاً من المحاليل الوريدية، مما يسهم في دعم القطاع الصحي في العراق.