تلبية لنداء المرجعية العليا.. جود أبي الفضل (عليه السلام) يقتحم حدود لبنان
30-10-2024
خالد الثرواني
كعادتها في التفاعل مع قضايا الأمة الاسلامية، لم تتأخر المرجعية الدينية العليا في النجف الأشرف بالوقوف مع الشعب اللبناني الذي يتعرض الى عدوان صهيوني غاشم، إذ طالب المرجع الديني الأعلى سماحة السيد علي الحسيني السيستاني (دام ظله الوارف) بـ "بذل كل جهدٍ ممكن لوقف هذا العدوان الهمجي المستمر وحماية الشعب اللبناني من آثاره المدمرة"، داعيًا "المؤمنين إلى القيام بما يسهم في تخفيف معاناتهم وتأمين احتياجاتهم الإنسانية".
انطلاق مراكز الإغاثة
أطلقت العتبة العباسية المقدسة حملة اغاثية للشعب اللبناني تلبية لنداء المرجعية العليا، فيما فتحت أبواب المشاركة للمواطنين الراغبين في الإسهام، سواء بالتبرّعات المالية أو العينية.
وأكد سماحة المتولي الشرعي للعتبة العباسية المقدسة السيد أحمد الصافي (دام عزه): أن "العتبة المقدسة شكلت لجنة للإغاثة تعمل على تقديم المساعدات عبر قوافل برّية انطلقت إلى سوريا، وأقامت مركز إغاثة لتقديم الدعم للنازحين اللبنانيين هناك، بينما انطلقت مجموعة أخرى من القوافل إلى بيروت لإقامة مركز إغاثة للعوائل المتضرّرة، إضافة إلى تقديم الدعم الإغاثي عبر رحلات طيرانٍ مستمرّة من بغداد إلى بيروت، وتقديم الدعم الطبّي عبر المجال الجوّي لضمان وصول المساعدات إلى مختلف المناطق والفئات المتضرّرة بالسرعة القصوى"، مبيناً أن "العتبة المقدّسة ستُقيم مراكز إغاثة في عددٍ من منشآتها للنازحين في محافظة كربلاء المقدسة.
وأضاف: إن "الموادّ التي ستقدّمها العتبة العبّاسية المقدسة ضمن الحملة تتضمّن موادّ غذائية، وأدوية، وملابس، وأفرشة، وبطانيات، لضمان تلبية الاحتياجات الأساسية للمتضرّرين من الشعب اللبناني، فيما دعا الملاكات الطبّية الراغبة في التطوّع لعلاج الجرحى، الى التنسيق مع مستشفى الكفيل التخصّصي لتقديم خدماتهم الصحّية خلال الحملة".
وتعد خطوة العتبة العباسية المقدسة جزءًا من سلسلة المبادرات التي أطلقتها خلال السنوات الماضية في إطار دعمها للمجتمعات المتضررة سواء في العراق أو الدول المجاورة، ومن أبرز هذه المبادرات، حملة الإغاثة الإنسانية التي أطلقتها العتبة المقدسة الى سوريا في 22 من شهر شباط 2023 لمساعدة متضرري الزلزال فيها، والتي شملت إرسال فرق إغاثة طبية وإنسانية إلى المناطق المنكوبة، وتقديم المساعدات العاجلة من غذاء وأدوية ومستلزمات طبية للسكان المتضررين.
من جهته قال عضو مجلس إدارة العتبة العباسية المقدسة السيد محمد الأشيقر: إنّ "العتبة المقدسة وبالتعاون مع أهل الخير من المؤمنين، شرعت بتقديم مساعدات متنوعة، تضمنت مواد غذائية جافة ورطبة"، مؤكدًا أنّ "الأولوية أُعطيت لشحن كميات من حليب الأطفال والمواد الغذائية الرئيسة لتلبية الاحتياجات الضرورية للشعب اللبناني"، موضحاً أنّ "شاحنات المساعدات انطلقت لتصل إلى المحتاجين في لبنان وسوريا، بما في ذلك اللاجئين الذين يقيمون في مناطق النزوح أو الذين من المتوقع وصولهم إلى العراق".
وتابع: أنّه "جُهزت مستلزمات طبية وأدوية لإسعاف الجرحى والمرضى، ستُضاف إلى الشحنات المرسلة إلى المحتاجين"، مبينًا أنّ "العتبة العباسية شكلت لجانًا متخصّصة وبتوجيه من متوليها الشرعي السيد أحمد الصافي، منها لجنة لجمع التبرعات العينية، ولجنة لاستلام التبرعات النقدية، ولجنة لتهيئة مستلزمات الإيواء، بالإضافة إلى لجنة خاصة لزيارة مخيمات اللاجئين في لبنان وسوريا وتقييم احتياجاتهم".
وأشار الإشيقر إلى أنّه "في إطار دعم اللاجئين الذين يعيشون ظروفًا صعبة، بما فيهم أولئك الذين يفترشون الأرصفة والطرق، جمعت العتبة العباسية المقدسة ووفرت كميات من المفروشات الضرورية التي ستُرسل ضمن شحنات المساعدات"، مشيراً الى أنّ "القافلة الثانية التي أُطلِقت برّاً من كربلاء بحضور الأمين العام للعتبة العباسية المقدسة السيد مصطفى مرتضى آل ضياء الدين تضمّنت 40 آليةً حملت على متنها 400 طنٍّ من الموادّ الإغاثية والمستلزمات الضرورية التي يحتاجها الشعب اللبناني، إضافة إلى ثلاث حاملات وقود بسعة 36 ألف لتر".
وأشاد عضو مجلس الإدارة بدور جميع أقسام العتبة العباسية في تنظيم هذه المواد وتصنيفها وتخزينها، مؤكدًا استمرار العتبة العباسية المقدسة في تقديم المساعدات الإنسانية والتضامن مع الشعب اللبناني والشعوب الشقيقة في الظروف الصعبة، ساعيةً إلى تخفيف المعاناة الإنسانية بكل ما تستطيع من جهد وموارد.
استعدادات لاستقبال النازحين
أنهت العتبة العباسية المقدسة استعداداتها لاستقبال النازحين اللبنانيين، عن طريق تهيئة مجمعاتها الخدمية.
وقال مسؤول مجمع الشيخ الكليني (قدس سره) التابع للعتبة المقدسة، علي مهدي عباس: إنّ "المجمعات الخدمية التابعة للعتبة العباسية المقدسة هيّأت التجهيزات اللازمة كافة، لاستقبال النازحين اللبنانيين، وهي كل من: مجمع الشيخ الكليني، ومجمع العلقمي، ومجمع أبي الفضل العباس (عليه السلام)".
وأضاف: إنّ "مجمع الشيخ الكليني (قدس سره) يُعد من أول المجمعات التي أعلنت عن جاهزيتها الكاملة، إذ جُهز بالمستلزمات الضرورية كافة، التي قد يحتاجها النازحون، بدءًا من أماكن الإقامة وتوفير الغذاء والماء، إلى الرعاية الصحية والدعم النفسي؛ من أجل ضمان توفير بيئة آمنة ومستقرة للأسر اللبنانية النازحة"، موضحاً أنّ "العتبة العباسية المقدسة ستواصل تقديم الدعم والمساندة لكل من يفد إليها، مكرسة بذلك دورها في تقديم يد العون في الأزمات الإنسانية، وتأكيدًا لالتزامها بالقيم الإسلامية والمبادئ الإنسانية التي تنادي بمساعدة المحتاجين".
بدوره أنهى مستشفى الكفيل التخصصي في كربلاء المقدسة، استعداداته الخاصة لاستقبال جرحى الشعب اللبناني، إذ بين مدير القسم الإداري في المستشفى السيد محمد هادي: إنّ "المستشفى هيّأ المستلزمات الطبية والعلاجية لاستقبال جرحى الشعب اللبناني، تنفيذًا لتوجيهات المرجعية الدينية العليا في النجف الأشرف، وتوجيهات سماحة المتولي الشرعي للعتبة العباسية المقدسة".
وأضاف: إنّ "المستشفى على أتمّ الاستعداد لاستقبال الجرحى وإجراء اللازم لهم، مبينًا أنّ "المستشفى شرع بفتح باب التطوع للملاكات الطبية والتمريضية الراغبة بالعمل والمساعدة".
شعبة الإغاثة والدعم
أعلنت شعبة الإغاثة والدعم في العتبة العبّاسية المقدّسة عن تمكّن فرقها من الوصول إلى أبعد نقطةٍ حدودية بين سوريا ولبنان، لتقديم المساعدات الإنسانية للعوائل النازحة
وقال مسؤول الشعبة الشيخ حيدر العارضي: إن "هذه الجهود تأتي استجابةً لدعوة سماحة المرجع الدينيّ الأعلى السيد علي السيستاني، الذي أصدر بيانًا يدعو فيه إلى تسيير قوافل الإغاثة إلى الشعب اللبنانيّ الشقيق، وفي إطار هذه التوجيهات قامت العتبة العبّاسية بتسيير عدّة قوافل، محمّلةً بالمساعدات الإنسانية بهدف تخفيف معاناة النازحين في تلك المناطق"، مضيفاً أن "الفرق الإغاثية تمكّنت اليوم من الوصول إلى أبعد نقطة حدودية بين سوريا ولبنان، حيث استقبلت العوائل النازحة ونقلت لهم سلام وتحيات سماحة السيد علي السيستاني، والمتولّي الشرعيّ للعتبة العباسية السيد أحمد الصافي".
وأشار العارضي إلى أن "هذه الزيارة تهدف إلى مؤازرة العوائل المتضرّرة ومنحهم بعض المساعدات المالية، ليتمكّنوا من تحسين أوضاعهم المعيشية حتّى تصل قوافل الإغاثة القادمة من مدينة الإمام الحسين (عليه السلام) إلى تلك المناطق".
كما باشر وفد العتبة العباسية المقدسة بإنشاء مطبخ مركزي لتقديم وجبات الطعام اليومية للنازحين اللبنانيين في سوريا، أوضح ذلك مسؤول وفد العتبة المقدسة إلى سوريا، السيد نافع نعمة الموسوي: "باشرنا بالعمل على إقامة مطبخ مركزي لتقديم وجبات الطعام بواقع ثلاث وجبات يوميا، للأخوة اللبنانيين النازحين في سوريا جرّاء الهجمات الغاشمة التي يتعرض لها الشعب اللبناني"، مضيفاً أنّ "الوفد وبالتعاون مع مكتب المرجعية الدينية في سوريا خصص موقعين الأول لإنشاء المطبخ المركزي في المرآب القريب من السيدة زينب (عليها السلام)، والآخر سيكون مخزنًا لاستقبال قوافل المساعدات الأخرى القادمة من العراق وتقديم الدعم اللوجستي والسلال الغذائية للعوائل المتضررة".
مشاركة أبناء المواكب في حملة الإغاثة
الأهالي والمواكب والهيئات الحسينية سجلت مشاركتها في الحملة الاغاثية التي أطلقتها العتبة العباسية المقدسة، إذ كثفت المواكب الحسينية العمل على جمع العديد من المواد الغذائية بأنواعها المختلفة، بهدف ايصالها الى المحتاجين في لبنان، و"يحرص الأهالي من المناطق العراقية المختلفة، على الوقوف بجانب أخوتهم في لبنان جراء ما يتعرضون له من عدوان همجي، وذلك عَبرَ جمعهم للمساعدات المالية والعينية، وإيصالها إليهم عَبرَ القوافل التي تطلقها العتبة العبّاسية إلى هناك"، وفقا للمتبرع السيد مرتضى اليعقوبي.
وقدّم أصحاب المواكب الحسينية شكرهم إلى العتبة العباسية، على جهودها في مدّ يد العون إلى الشعب اللبناني، وتهيئة أماكن خاصّة لجمع المساعدات وتسهيل المهمة على الراغبين بالتبرع في شتى مناطق البلاد.
وتسعى العتبة المقدسة عبرَ هذه المبادرة إلى توفير المساعدات الغذائية والمادية والطبية، وتسخير إمكاناتها اللوجستية والخدمية لإغاثة المتضررين من العدوان الإسرائيلي الغاشم على لبنان.