شعلة الإمام الحسين (ع) تضيء سماء أفريقيا.. إحياءٌ متنوع ومتزايد للشعائر الحسينية
18-08-2024
خاص صدى الروضتين
تعد القارة الأفريقية من القارات التي تعرف بتنوعها الثقافي والديني، ولكن في السنوات الأخيرة، شهدت ظاهرة متزايدة في إحياء الشعائر الحسينية، مما يدل على انتشار ثقافة الإمام الحسين (عليه السلام) ونهجه المبارك بين أفرادها.
وإيذاناً مع حلول ذكرى عاشوراء العظيمة، أعلن مركز الدراسات الإفريقية التابع لقسم الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة العباسية المقدسة، عن انطلاق فعاليات إحياء الشعائر الحسينية في أكثر من عشر دول أفريقية، ضمن البرنامج السنوي لعقد مجالس العزاء والوعظ والإرشاد الخاصة بشهر محرم الحرام.
وقال السيد مسلم الجابري من وحدة التبليغ في المركز: ان "البرنامج الخاص بإحياء الشعائر الحسينية انطلق في القارة الإفريقية، إذ عقدت مجالس العزاء في أكثر من عشر دول وهي: (تنزانيا وموريتانيا والسنغال وغانا ومدغشقر، وكينيا، ورواندا، والكاميرون، والنيجر، ونيجيريا وجمهورية بنين ودولة سيراليون، وغيرها).
وأضاف: "ستعقد مجالس العزاء في كل هذه الدول لبيان نهج الإمام الحسين وأهل بيته الكرام (عليهم السلام)، ودوره في الحفاظ على دين جده المصطفى (صلى الله عليه واله) من الانحرافات والتزييف وغيرها".
جمهورية بنين
وعقد في جمهورية بنين مجلس عزاء، أشرف عليه منسق مركز الدراسات الأفريقية الشيخ حسن اوميد، وحضر المجلس جمع من أتباع ومحبي أهل البيت (عليهم السلام).
وبين الشيخ في محاضرته جوانب من النهضة الحسينية وأثرها على الأمة باستمرار الزمان.
موضحا: ان "الإمام الحسين (عليه السلام) أوقف أكبر مؤامرة لحرف الإسلام المحمدي الأصيل وتشويه صورته الحقيقة، فكانت عاشوراء مصدا للمؤامرة وإعلاء لكمة الحق".
كما نظم المركز مجلس عزاء الليلة الثالثة من ليالي عاشوراء في مدينة باراكو بمنطقة الشمال.
وبدأت المجلس بقراءة ما تيسر من القرآن الكريم، اذ افتتح الطالب رضوان الله حسن المجلس بتلاوة عطرة، تلاها قراءة زيارة عاشوراء بصوت الشيخ إسماعيل عبد الكريم.
وبين فضيلة الشيخ حسن اوميد للحضور، إن "الإمام الحسين (عليه السلام) وأسباب خروجه إلى كربلاء، والقيم والمبادئ التي جسدها في تضحيته وفداءه وسر خلوده في ضمير الأمة الإسلامية وجميع الإنسانية لدفاعه عن القيم والمبادئ والأخلاق والعدالة في المجتمع".
جمهورية الكاميرون
وتواصلاً لبرنامجه لإحياء الشعائر الحسينية، نظم المركز مجلس عزاء في دولة الكاميرون، بإشراف منسق المركز الشيخ محمد مختار.
وعقد المجلس في حسينية السيدة الزهراء (عليها السلام)، بمشاركة واسعة من أتباع ومحبي أهل البيت (عليهم السلام)، وشهد إلقاء محاضرة لبيان معالم القضية الحسينية، وما جرى في كربلاء من جريمة إنسانية كبرى.
وأشار الشيخ محمد مختار في كلمته الى: "أهمية عقد مثل هذه المجالس لتعزيز الوعي الديني والثقافي في القضية الحسينية في مختلف المجتمعات الإنسانية في كل القارات".
وقال: "الامام الحسين (عليه السلام) يمثل كلمة الحق التي واجهت المؤامرات الرامية الى زعزعة الاستقرار الإسلامي، وتشويه هوية الدين الإسلامي، فكان الامام الحسين (عليه السلام) الحصن الحصين للدين الإسلامي الأصيل، والمدافع عن كلمة الله سبحانه وتعالى".
دولة ليبيريا
وفي دولة ليبيريا هي الأخرى رفعت راية الحزن الحسيني، لتعلن الولاء لسيد الشهداء الامام الحسين (عليه السلام)، وعقد مجلس عزاء مع حلول شهر محرم الحرام بإشراف منسق المركز الشيخ صالح فافونة.
ونظم المجلس في أحد المراكز الدينية الكبرى في العاصمة مونروفيا، وشهد حضوراً واسعاً من أتباع ومحبي أهل البيت (عليهم السلام)، وتخللته قراءة آيات من الذكر الحكيم وإلقاء محاضرة في ظلامة الامام الحسين (عليه السلام) وأهل بيته الكرام.
وأشار الشيخ صالح فافونة خلال كلمته الى القضية الحسينية، وبيان معالم نهضة الإمام الحسين (ع) وأسرار بقائها وديمومتها، إضافة الى شموليتها لجميع المجتمعات الإنسانية لسمو الأهداف في رفض الظلم ونصرة المظلوم وتحقيق العدالة والدفاع عن الإسلام المحمدي الأصيل.
دولة تنزانيا
ولم يكن مركز الدراسات الأفريقية بعيداً عن دولة تنزانيا، فقد عقد مجلس عزاء في محافظة كيغوما، بإشراف منسق المركز الشيخ عمار مولد، حضرها جمع من الموالين ومحبي أهل البيت (عليهم السلام).
وقد عقد المجلس في إحدى الحسينيات الكبرى في كيغوما، وشهد حضوراً واسعاً، وقال الشيخ عمار مولد: ان "المجلس أوضح للحضور إن الإمام الحسين (عليه السلام) رمز للحق والعدل، وتعرض لظلامة كبيرة في كربلاء، إذ قُتل مع أهل بيته وأصحابه دفاعًا عن بيضة الإسلام، ستظل ذكراه حية وتذكرنا بأهمية التضحيات والإخلاص للقيم والمبادئ السامية في مواجهة الظلم والطغيان".
وأضاف: "عاشوراء تجسد القيم العليا للحق والعدالة والتضحية، وأن إحياء العزاء الحسيني يُبقي ذكرى الإمام الحسين (عليه السلام) في قلوب ووجدان الاحرار في هذا العالم، ويعزز الوعي بالظلم ومواجهة الطغيان".
مشيرا الى: ان "الإحياء يُعَدُّ فرصة للتأكيد على مبادئ الإنسانية، والوحدة، والتمسك بالقيم الإسلامية المحمدية الأصيلة".
دولة نيجيريا
واستمراراً لبرنامجه الحسيني في قارة أفريقيا، نظم المركز مجلس عزاء للإمام الحسين (عليه السلام)، وذلك في حسينية الإمام الصادق (عليه السلام) في ولاية كدونا في دولة نيجيريا لبيان دور عاشوراء في الحفاظ على الإسلام المحمدي الأصيل.
وشارك في المجلس عدد من الشخصيات الدينية والاجتماعية وجمع من أتباع ومحبي أهل البيت (عليهم السلام)، إذ تضمن فعاليات متنوعة تشمل تلاوة آيات من القرآن الكريم، ومحاضرات دينية تناولت سيرة الإمام الحسين (ع) وتضحياته الجسام في كربلاء، واهم ما مر في يوم عاشوراء من مآسي وآلام".
وأكد منسق المركز الشيخ أحمد الثاني صالح، على أهمية إحياء ذكرى الإمام الحسين (ع) في المجتمعات الإفريقية؛ لكون هذه الفعاليات تسهم في تعزيز القيم الإنسانية وتعزز التضحية والفداء في النفوس والتي جسدها الإمام (عليه السلام).
وأضاف: "بيّنا في المحاضرة أن كربلاء الحد الفاصل بين الحق والباطل وبين الإنسانية والوحشية، وكيف واجه الإمام الحسين (عليه السلام) كل اعداد الجيش الأموي من اجل الحفاظ على الإسلام المحمدي الأصيل وعلى المسلمين من الانحرافات".
وبحضور رجال نخبة من العلماء والخطباء في مدينة نسراو النيجيرية، نظم المركز مجلس العزاء الثاني ضمن برنامج إحياء الشعائر الحسينية.
وشارك في الجلسة الخطيب الشيخ محمد عبد الله، والأستاذ الشيخ هاشم، والشيخ المدرس ممثل السيد زكزاكي في النسراو، وحضرها جمع من أتباع ومحبي أهل البيت (عليهم السلام).
وفي كلمته خلال المجلس قال الشيخ محمد عبد الله: إن "أئمة أهل البيت (عليهم السلام) كانوا يؤكدون على أهمية تنظيم المآتم الحسينية سنوياً، وإحياء واقعة عاشوراء، مشجعين على العزاء والندب والبكاء، وإنشاد الشعر في مدح الإمام الحسين (عليه السلام) وأهل بيته، وكانوا يعدون ذلك من أعظم القربات إلى الله، معتمدين على الآيات التي تحث على تعظيم الشعائر".
وأشار إلى: أن "هذه المجالس تسهم في إبقاء واقعة كربلاء حية في وجدان الناس وذاكرتهم، وبيان ظلامة الامام الحسين (عليه السلام)".
وتخللت المجالس مجموعة من الفعاليات الدينية والثقافية، والتي شملت تلاوة القرآن الكريم، وإلقاء القصائد الحسينية، وتقديم محاضرات دينية؛ تهدف إلى نشر الوعي الديني والثقافي الحسيني بين الحضور.
مسيرة العشق الحسيني في النجف الأشرف
وفي سياق متصل.. وللسنة الثالثة على التوالي، انطلقت مسيرة العشق الحسيني التي ينظمها مركز الدراسات الأفريقية، التابع لقسم الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة العباسية المقدسة، بمشاركة الجاليات الأفريقية المقيمة في العراق.
وشارك في المسيرة أتباع أهل البيت (عليهم السلام) من 27 دولة أفريقية، أغلبهم من طلبة العلوم الدينية، المقيمين في مدينتي النجف الأشرف وكربلاء المقدسة.
وقال السيد مسلم الجابري عضو وحدة التبليغ: "نظم مركز الدراسات الأفريقية في اليوم الرابع عشر من محرم الحرام مسير العشق الحسيني للجاليات الأفريقية في العراق، وشارك فيها ممثلون عن سبع وعشرين دولة، كان أغلبهم من طلبة العلوم الدينية".
وأضاف: "العديد من الأفارقة من أتباع أهل (البيت عليهم) السلام المقيمين في العراق، وخصوصاً في محافظتي النجف الأشرف وكربلاء المقدسة، شاركوا في المسيرة".
مبينا، "انطلقت المسيرة من ساحة الميدان باتجاه مرقد أمير المؤمنين (عليه السلام)، حيث قدم المشاركون تعازيهم بهذه الذكرى الأليمة، كما حمل المشاركون رايات الحزن والعزاء ورددوا الشعارات الحسينية الولائية للدين والمذهب".
وأشار إلى: "وضمن برنامج مسيرة العشق الحسيني نظم في إمام حرم أمير المؤمنين (عليه السلام) مجلس عزاء حسيني، حيث ألقى مبلغو مركز الدراسات الأفريقية قصائد الرثاء الخاصة بالمناسبة وانشدوا القصائد الحسينية الحزينة".
من جانبهم، أعرب عدد من المشاركين في المسيرة عن امتنانهم وتقديرهم للعتبة العباسية المقدسة على رعايتها ودعمها للمجتمعات الأفريقية والجاليات في العراق، وإقامة مجالس العزاء والوعظ، وتنفيذ البرامج الإنسانية والدينية والعقائدية والاجتماعية المتنوعة في القارة الأفريقية.
مؤكدين على أن مسيرة العشق الحسيني، والتي نظمت للسنة الثالثة على التوالي، تمثل فرصة لإحياء الشعائر الحسينية للجاليات الأفريقية في العراق، وأعربوا عن فخرهم بالمشاركة الفعّالة والكبيرة في هذه المناسبة.
وكان هناك تعاون كبير مع العتبة العلوية المقدسة وقيادة شرطة النجف الاشرف، وحضر المسيرة للتغطية الإعلامية عدد كبير من القنوات الفضائيات والوكالات الإخبارية المحلية والدولية.