يونيتاد تعتمد أرشيف المركز العراقي في فتح مقبرة (بئر علو عنتر)
18-08-2024
علي طعمة
اعتمد فريق التحقيق الدولي (يونيتاد) ودائرة المقابر الجماعية، بشكل أساسي على أرشيف المركز العراقي لتوثيق جرائم التطرف في عملية فتح مقبرة (بئر علو عنتر) في قضاء تلعفر، غربي محافظة نينوى.
وسبق للمركز العراقي التابع لقسم الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة العباسية المقدسة ان شارك بتوثيق الجرائم المروعة التي ارتكبتها جماعة داعش الإرهابية في المقبرة، والتي استهدفت الشيعة التركمان والإيزيديين في عمليات إبادة جماعية.
وقال مدير المركز الدكتور عباس القريشي: "تمكّن المركز العراقي وفرقة العباس (عليه السلام)، بالتعاون مع دائرة شؤون وحماية المقابر الجماعية لزيارة موقع الجريمة مبكرًا وكتابة محضر كشف مشترك، أسهم فيما بعد في وضع دراسات عديدة لفتح المقبرة الجماعية".
مبينا: "شارك في عملية فتحها فريق التحقيق الدولي المعني بالمساءلة عن جرائم كيان داعش (يونيتاد)، ودائرة الطب العدلي في وزارة الصحة، واللجنة الدولية للمفقودين، ووزارتا الدفاع والداخلية".
وأضاف: "فريق التحقيق الأممي المعني بتعزيز المساءلة عن الجرائم المرتكبة عن جانب داعش (يونيتاد)، ودائرة حماية شؤون المقابر اعتمدا أرشيف المركز العراقي لتوثيق جرائم التطرف، كمرجع أساسي في عملية فتح مقبرة بئر علو عنتر".
موضحا: "الأرشيف يحتوي على فيديو، وصور خاصة بالمقبرة تعود إلى عام 2017م، وسبق وأن زُوّد الفريق الأممي بمادة فيديوية، ووثائق تتعلق بالمقبرة الجماعية في بئر علو عنتر؛ مما أسهم بشكل كبير في تعزيز الجهود للكشف عن الحقائق المتعلقة بهذه المقبرة".
وقبل أكثر من 3 سنوات قدّم أهالي تلعفر طلبًا إلى المتولي الشرعي للعتبة العباسية المقدسة، التمسوا الدعم والمساهمة في فتح هذه المقبرة التي خلفها تنظيم داعش الإرهابي.
وأفاد القريشي: إنّ "الجهود التي بُذلت، أسفرت عن انتشال رفات عدد من الضحايا غالبيتهم من الشيعة التركمان والإيزيديين من النساء والرجال، وهناك توجه لإقامة نصب تذكاري أو متحف في موقع المقبرة تخليدًا لذكرى ضحايا هذه المجزرة الشنيعة".
وأشار مدير مركز التطرف إلى: أنّ "هذه المشاركة تهدف إلى جمع الأدلة والشهادات المتعلقة بهذه الجريمة وتوثيقها"، منوهاً على: أنّ "المركز كان سبّاقًا في الزيارة الميدانية لمكان المقبرة، وتوثيقها منذ سنوات عدة، تبعتها زيارات مع فريق من دائرة المقابر الجماعية".
و(بئر علو عنتر) مقبرة جماعية تقع في أطراف قضاء تلعفر على طريق ناحية العياضية وتبعد نحو 6 كيلومترات شمالي مركز القضاء استخدمها داعش الإرهابي لتنفيذ الإعدامات إبان سيطرته على المحافظة قبل نحو 10 سنوات.
من جانبه قدم مدير المقابر الجماعية في مؤسسة الشهداء الأستاذ الحقوقي ضياء كريم الساعدي شرحاً مفصلاً لمراحل العمل في فتح المقبرة، وأشار الى المخاطر التي واجهها العاملون هناك، بدءاً من الانهيارات الصخرية وكثرة الأفاعي والزواحف وقلة الأوكسجين.
وقال الساعدي: إن "الأعمال في مقبرة بئر علو عنتر في قضاء تلعفر مستمرة منذ ثلاثة أشهر في المنطقة".
وأوضح: "رفات أكثر من 100 جثة استخرجت من المقبرة، إضافة الى 46 عينة، ورفات 40 جثة متداخلة".
ووردت المعلومات والأدلة المقدمة من المركز العراقي بوصفها مادة أساسية في التقرير، إذ رفدها بـ(56) مقطعاً فيديواً يوثق روايات الناجين، و(92) صورة فوتوغرافية لجرائم مرتبطة بمجزرة سبايكر، بالإضافة إلى روايات مكتوبة، وقوائم محدثة لأسماء ضحايا المجزرة حتى شهر يناير 2024م، مع التركيز على التوزيع الجغرافي للمعلومات.
من جهته بيّن مسؤول قسم الطب العدلي في يونايتد السيد (ألن): "إن الفيديو الذي زودنا به المركز العراقي لتوثيق جرائم التطرف كان مهماً جداً، ومنه أخذنا عدداً من الصور، وتم دمجها لمعرفة أماكن الضحايا، وتواجد رفاتهم".
وكرم المركز فريق دائرة شؤون وحماية المقابر الجماعية، وذلك تقديرًا لجهودهم المتميزة في اكتشاف وتوثيق مقبرة بئر علو عنتر، وتأتي مبادرة العتبة العباسية المقدسة وتكريمها للعاملين هو دليل على حرصها الوطني، واعترافاً بالدور المهم الذي يقوم به الفريق في حفظ حقوق الضحايا، وتوثيق الجرائم ضد الإنسانية.
وتعد هذه المقبرة الجماعية واحدة من مئات الجرائم التي ارتكبها التنظيم الإرهابي، وأكد المشاركون أهميّة توثيق هذه الجرائم؛ لضمان تقديم مرتكبيها إلى العدالة في المحاكم الدولية، ولضمان عدم نسيان ما حدث.